«نيويورك تايمز»: إيران ليست الخطر الأكبر الذي تواجهه دول الخليج

الاثنين 11 مايو 2015 01:05 ص

قد يكون اجتماع الرئيس باراك أوباما مع القادة العرب هذا الأسبوع فرصة لطمأنة دول الخليج المتشككة بشدة من أن اتفاق أمريكا النووي المحتمل مع إيران لن يشكل تهديداً لها، بل يعد فرصةً للاستقرار الإقليمي.

وفي حين أن إيران دولة شيعية، ودول الخليج هي دول ذات أغلبية سنية، وكلما أصبحت إيران والقوى الكبرى أقرب من الحصول على صفقة، فكلما أصبح الزعماء السنة أكثر قلقًا. وفي هذا الشأن، يستطيع «أوباما» تقديم رد مقنع، هو أن إيران مقيدة باتفاق نووي قوي وقابل للتطبيق، وهو أقل تهديدًا بكثير من إيران غير مقيدة بمثل هذا الاتفاق.

لكن هناك جانبًا آخر للاتفاق يؤدي إلى توتر زعماء دول الخليج، وهذا الجانب هو أنه، وفي مقابل القيود المفروضة على برنامجها النووي، سيتم تحرير إيران من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وبالتالي سيتم إطلاق العنان لمليارات من دولاراتها في الأصول المجمدة والاستثمارات الأجنبية الجديدة. وتخشى دول الخليج من أن هذا قد يعزز نفوذ إيران في المنطقة، ويعطيها المزيد من الموارد لدعم الجماعات المسلحة، مثل حزب الله، ولاستمرار تدخلها في العراق واليمن وسوريا.

ويشعر زعماء دول الخليج بالقلق أيضًا من أنه لم يعد من الممكن الاعتماد على الولايات المتحدة، الحريصة على إنهاء ثلاثة عقود من العداء مع إيران، في ضمان أمن دولهم. وفي هذا الشأن، سيكون رد «أوباما» أكثر تعقيدًا، نوعًا ما. ومن المتوقع أنه سيجعل الضمانات الأمنية أكثر وضوحًا، إلا أن عليه أن يرفض بشكل قاطع عقد أي اتفاق رسمي مماثل لاتفاق منظمة حلف شمال الأطلسي، وهو ما ضغط بعض القادة العرب من أجله. يجب على الولايات المتحدة أن تكون حذرة للغاية حول الانجرار إلى صراعات الشرق الأوسط.

ولن يكون الحصول على التوازن الصحيح أمرًا سهلًا. وقد يقول «أوباما» إن الولايات المتحدة ستقوم بالدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد أي غزو من جانب إيران، ولكن ما الذي سيكون على أمريكا فعله إذا استخدمت إيران وكلاءها لإثارة المتاعب في المملكة العربية السعودية، وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا؟ يجب أن يكون هناك فهم واضح لفكرة أن أمريكا لن تدافع عن أي من هذه الأنظمة ضد المعارضين السياسيين المحليين.

وقد باعت الولايات المتحدة بالفعل أسلحة بمليارات الدولارات لدول الخليج، وأجرت العشرات من التدريبات العسكرية المشتركة مع هذه الدول. وهناك المزيد من المساعدات، والمزيد من التدريبات المشتركة، في الأفق أمامنا. وأهم خطوة الآن هي دمج الأنظمة العسكرية لدول الخليج حتى تتمكن هذه الدول من الدفاع عن نفسها بشكل أفضل.

وليست إيران الخطر الوحيد الذي تواجهه دول الخليج، أو حتى الخطر الرئيس بالنسبة لهذه الدول. وكما قال «أوباما» في حواره مع «توماس فريدمان» من صحيفة نيويورك تايمز، هناك تهديدات داخلية لدى دول الخليج تتمثل في «السكان الذين يشعرون بالنفور في بعض الحالات، والشباب العاطلين عن العمل، والأيديولوجية الهدامة والعدمية، وفي بعض الحالات، مجرد الاعتقاد بأنه ليس هناك منافذ سياسية مشروعة للمظالم». قليل من الناس يرون أن الديمقراطية سوف تتجذر في المنطقة في أي وقت قريب، ويجب أن تصبح الأنظمة السياسية هناك أكثر شمولًا، بما في ذلك بالنسبة للإسلاميين.

وهناك نقطة أخرى هامة يستطيع «أوباما» توضيحها، وهي أنه غالبًا ما تتم مناقشة موضوع إيران على أنها قوة يجب احتواؤها. وعلى الرغم من أن تاريخ إيران لا يوحي بالثقة تمامًا؛ إلا أنه، وكما قال «إلين لايبسون»، رئيس مركز ستيمسون الفكري، ينبغي النظر إلى الاتفاق النووي بأنه «لحظة عظيمة تقدم فرصة» للعرب، وضمنيًا إسرائيل، للشروع في مشاريع إقليمية جديدة مع إيران حول الطاقة، وتغير المناخ، وندرة المياه، والحد من التسلح.

وإذا تم الانتهاء من عقد الاتفاق النووي، فإن الإدارة الأمريكية سوف تحاول تشجيع إيران على لعب دور بناء أكثر في سوريا. ورغم أن الكثير يشككون في أن هذا سوف يسفر عن نتائج، يبقى اختبار إمكانية توسيع التعاون بعد التوصل للاتفاق النووي أمرًا يستحق  هذا الجهد بالتأكيد.

 

  كلمات مفتاحية

إيران السعودية الولايات المتحدة كامب ديفيد

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟

«ذي إيكونوميست»: «أوباما» يقلب أوضاع حلفائه في دول الخليج

جدول أعمال كامب ديفيد: تأييد دول مجلس التعاون للصفقة مع إيران باهظ التكلفة

«رويترز»: المؤسسة الإيرانية تواجه مخاطر إذا فشل الاتفاق النووي

«فورين بوليسي»: اتفاق إيران النووي يهدد توازن القوة الدقيق في الشرق الأوسط

السعودية وإيران و«الأسد» يحتاجون إلى أمريكا

«واشنطن بوست»: غياب الملك «سلمان» عن كامب ديفيد يمثل صفعة مفاجئة لـ«جون كيري»

الخليج بين أمريكا وإيران

«أوباما»: إيران تدعم جماعات إرهابية وتزعزع استقرار المنطقة .. والتواصل يعزز زعمائها المعتدلين

«أوباما» يتعهد بدعم الحلفاء الخليجيين ضد أي تهديد ويفشل في تهدئة المخاوف من إيران

الأمن القومي الإسرائيلي: السعودية قلقة جدا من إيران وقد تستخدم القوة العسكرية لوقف هيمنتها

الإمارات والبحرين تستنكران تصريحات «خامنئي» حول نصرة «الشعوب المظلومة»

واشنطن وطهران في خندق واحد

تحديات العرب في بيئة استراتيجية نووية غير مواتية

أوباما و«عقلانية» إيران «الاستراتيجية»!

عن الفرس والصفويين والمجوس ومصائب أخرى

مع اقتراب الوصول لاتفاق بشأن إيران .. (إسرائيل) تؤكد أهمية التوافق الإقليمي

أميركا وإيران.. والأدوار الجديدة