«ذي إيكونوميست»: «أوباما» يقلب أوضاع حلفائه في دول الخليج

الأحد 10 مايو 2015 11:05 ص

بالكاد لا يمر يوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» دون أن يتحسر على أو ينتقد «صفقة» الولايات المتحدة «السيئة» التي تتفاوض من خلالها مع إيران لكبح برنامجها النووي. ولا يوجد مثل هذا العداء العلني من قادة الأنظمة الملكية العربية في الخليج، الذين رحبوا علنا بما تم إحرازه من تقدم حتى الآن. ومع ذلك، ففي داخل قصورهم المطلية بالذهب، يعيش ملوك وأمراء وسلاطين وشيوخ الخليج في فزع لا يقل عن فزع إسرائيل.

وفي مقابل صمتهم، يريد قادة الخليج التزاما من الولايات المتحدة تجاه أمنهم.

ويقول أمراء وملوك الخليج إنهم سيتغاضون عن آمال الرئيس «باراك أوباما» المعلنة بأن الاتفاق النووي قد يؤدي إلى تقارب أوسع مع الزعماء في إيران، ويتجاهلون الكلام المعسول من «محمد جواد ظريف»، وزير الخارجية الإيراني، الذي يقول إن الاتفاق قد يكون نقطة انطلاق لترتيبات أمنية إقليمية أكثر استقرارا. إنهم بدلا من ذلك يلتفتون إلى أقوال وأفعال الحرس الثوري الإيراني الذين يدعون إلى سقوط الحكام السعوديين، وسيطروا لبضعة أيام على سفينة حاويات تمر عبر مضيق هرمز.

ويعتقد قادة الخليج أن الاتفاق النووي، الذي سوف يرفع معظم العقوبات الاقتصادية ضد إيران، سيطلق سراح عشرات المليارات من الدولارات من الأصول المجمدة والتجارة الحرة والاستثمار، وسيسمح لإيران بالتدخل أكثر مما هي عليه الآن بالفعل في نزاعات العراق وسوريا ولبنان واليمن، وربما لإثارة الشيعة في البحرين والمنطقة الشرقية من السعودية أيضا. «إن الاتفاق يعطي الانطباع بأن إيران يمكن أن تكون قوة إقليمية مهيمنة»، على حد قول مسؤول خليجي رفيع المستوى، والذي أضاف «النظام محاصر ماليا، ولكنه مع ذلك يدفع بقوة. والآن ستصبح قادرة على سداد ما عليها من التزامات مالية. هذا هو مصدر قلق خطير بالنسبة لنا».

ضمانات للخليج .. وتفوق لإسرائيل

لذلك عندما يلتقى قادة الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي بالرئيس «أوباما» في البيت الأبيض، وعندما يلتقون به أيضا في كامب ديفيد في 13 - 14 مايو/أيار الحالي، فإنه سوف يواجه مطالب بأن توفر الولايات أسلحة متطورة لضمان التفوق العسكري العربي ضد إيران، والتي ستكون قادرة على شراء المزيد من الأسلحة الروسية والصينية في وقت قريب. تلبية مطالبهم، مع إعطاء وعود بالحفاظ على تفوق إسرائيل على العرب لن يكون بالأمر السهل على الإطلاق. وتقول بعض التقارير إن «أوباما» لن يذهب إلى أبعد من إحياء مطالب دول الخليج ببناء نظام دفاعي خاص على مستوى المنطقة للتعامل مع الصواريخ الإيرانية.

ويبدو المطلب الأكثر صعوبة هو أن الولايات المتحدة يجب أن توافق على اتفاق مع دول الخليج لحمايتها من الزحف الإيراني. وعلى ما يبدو أن العرب سيرغبون بمعاهدة رسمية، ولكنهم يعرفون أن هذا من غير المحتمل، في الوقت الذي ينبغي التصديق عليه من قبل مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون. إنهم يدفعون بدلا من ذلك إلى «مذكرة تفاهم». ومن غير الواضح إلى أي مدى سوف يذهب «أوباما» في مواجهة هذا الطلب.

وبدرجات متفاوتة، فإن زعماء السنة في الخليج ينظرون إلى إيران منذ فترة طويلة بنظرة من الشك والارتياب. ولكن خوفهم وقلقهم تنامى مع الفوضى التي تسبب فيها نظام عربي تلو آخر. لقد كان هناك فراغ لم يجد من يسده سوى الجهاديين السنة أو وكلاء إيران. في العراق وسوريا، أصبحت إيران متورطة بشكل مباشر في الحفاظ على الحكومات الصديقة. وقد اعتمدت اعتمادا كبيرا على العميل اللبناني لها، مليشيات حزب الله، الذي يقاتل في سوريا، وساعدت في تدريب القوى الشيعية في العراق. ومع انهيار الخصوم العربية الرئيسية، ترى إسرائيل الآن أن حزب الله أعظم خطر على المدى القريب لها.

وفي عهد الملك «سلمان»، الذي جلس على العرش في يناير/كانون الثاني، فإن المملكة العربية السعودية بدأت سعيها للتخلص من الحذر كالمعتاد. وعلى رأس تحالف من الدول السنية، أطلقت حملة جوية في اليمن في مارس / أذار بعد سقوط حكومة «عبد ربه منصور هادي»، كما تريد أن تخوض حربا برية أيضا الآن. ويقول مسؤولون في الخليج إن المملكة العربية السعودية اضطرت إلى التحرك لوقف عملية تحويل المتمردين الحوثيين إلى حزب الله آخر.

ربما لا تملك إيران السيطرة الكاملة على الحوثيين، لكن إيران وحلفائها، من دون شك، عرفوا قضيتهم. واتهم «آية الله علي خامنئي»، المرشد الأعلى في إيران، المملكة العربية السعودية بارتكاب جرائم إبادة جماعية. وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني أن بيت آل سعود «يترنح وعلى حافة الانهيار».

وفي سعيها إلى تعزيز المعسكر السني، فإن المملكة العربية السعودية قد أرسلت إشارات تصالحية إلى «جماعة الإخوان المسلمين»، التي يتم سحق أعضائها في مصر، واقتربت أكثر من أقرب إلى رعاتها؛ تركيا. وهذا من شأنه أن يعرقل مساعي أكثر الحلفاء تشددا، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنظر إلى جماعة الإخوان، رغم أنها تنبذ الفكر المتطرف والعنيف، كمصدر للفكر الجهادي. ولكن في سوريا، يبدو أن التعاون الإقليمي أحد العوامل وراء النجاحات الميدانية الأخيرة للجماعات المتمردة. ويظن البعض أن السعوديين والإيرانيين قد يوقعون اتفاقا بشأن سوريا.

ويمكن القول أن هذا الإصرار هو ما أراد «أوباما» أن يشجع عليه في الوقت الذي خفض فيه دور الولايات المتحدة في المنطقة. لكن ما تزال واشنطن هي الضامن لحرية الملاحة في الخليج. وهناك دلائل على أن الولايات المتحدة تخشى من عواقب ما تقوم به السعودية وحلفائها في اليمن، على الرغم من أنها تدعم العمل نفسه عن طريق الخدمات الاستخباراتية واللوجستية.

وعلى حد قول مسؤول خليجي فإن أحد الأسباب وراء اقتصار السعوديين على الحملة الجوية هو تهدئة الولايات المتحدة التي تخشى أن الضربات قد تهدد المفاوضات مع إيران، وخلق مساحة أكبر لتنظيم القاعدة في اليمن. كما سعى إلى التأكيد على قلق زعماء دول الخليج أثناء التفاوض مع إيران، و«أوباما» لم يشرح حتى الآن ما يفكر به بشأن دور الولايات المتحدة في المنافسة للهيمنة الإقليمية التي أخذت طابعا طائفيا.

  كلمات مفتاحية

أوباما الولايات المتحدة دول الخليج كامب ديفيد

«ذا ديلي بيست»: كيف تستفيد واشنطن من نموذج تايوان في إدارة علاقاتها مع دول الخليج؟

جدول أعمال كامب ديفيد: تأييد دول مجلس التعاون للصفقة مع إيران باهظ التكلفة

«صنداي تايمز»: «أوباما» يستكشف ”الطفل السعودي الغامض“ خلال لقاء كامب ديفيد

الرياض تستضيف قمة خليجية تمهيدا لقمة كامب ديفيد مع الرئيس الأمريكي

رسائل «أوباما» في كامب ديفيد

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟

وفد السعودية في «كامب ديفيد» برئاسة ولي العهد رغم إعلان واشنطن عن لقاء «أوباما» و«سلمان»

غياب 4 من قادة «مجلس التعاون الخليجي» عن قمة كامب ديفيد

«إسرائيل نيوز»: بيع أسلحة متطورة إلى السعودية يضع تفوقنا على المحك

«نيويورك تايمز»: إيران ليست الخطر الأكبر الذي تواجهه دول الخليج

«واشنطن بوست»: غياب الملك «سلمان» عن كامب ديفيد يمثل صفعة مفاجئة لـ«جون كيري»

الغطاء الاستراتيجي الأمريكي لدول الخليج: وهم يضر ولا ينفع

قمة كامب ديفيد الأمريكية الخليجية تستحق المقاطعة.. وأوباما ”يستدعي“ القادة كناظر مدرسة

الملك «سلمان» يبدي أسفه للغياب عن «كامب ديفيد» ومراقبون: مؤشر لعدم الترحيب بالاتفاق النووي

الخليج بين أمريكا وإيران

«نيويورك تايمز»: استياء سعودي من الولايات المتحدة بعد عصر من التبعية الطويلة

”عقيدة“ «أوباما» و”مبدأ“ «سلمان»

شرق أوسط جديد يصدُم أوباما

الخط السعودي المتشدد حول إيران: الملك يلغي زيارته لواشنطن

«أوباما» مندوبا لمبيعات السلاح

قمة «كامب ديفيد» تناقش الاتفاق النووي و«أوباما» يؤكد على تعزيز قدرات الخليج الدفاعية

«أوباما» يتعهد بدعم الحلفاء الخليجيين ضد أي تهديد ويفشل في تهدئة المخاوف من إيران

قراءة في بيان البيت الأبيض و«مجلس التعاون» بعد كامب ديفيد