أثارت تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي» الأخيرة حول نصرة إيران للشعوب المظلومة ومنها «البحرين واليمن وفلسطين»، أثارت جدلا خليجيا واسعا لاسيما في البحرين والإمارات.
وفي كلمته، أول أمس السبت، قال «خامنئي» إن «شعوب اليمن والبحرين وفلسطين هي شعوب مظلومة»، وأضاف أنه «بينما كان مشركو مكة يكفون عن الحرب في الشهر الحرام، نرى اليوم في اليمن، وفي شهر رجب، وهو شهر حرام، يلقون القنابل والصواريخ على رؤوس الشعب البريء في هذا البلد»، وتابع: «دعم المظلوم أمر صريح للإسلام، وأننا سندافع عن المظلوم بأي قدر نستطيع، وسنواجه الظالم». (طالع المزيد)
من جانبها، استدعت الخارجية البحرينية، أمس الأحد، القائم بأعمال السفارة الإيرانية في المنامة، وأبلغته احتجاجها الرسمي على تصريحات «خامنئي»، مؤكدا أنها تعتبر تدخلا في شؤونها الداخلية، بحسب وكالة الأنباء البحرينية.
وفي حديثه للقائم بأعمال السفارة الإيرانية «محمد رضا بابائي»، عبر السفير البحريني «عبدالله عبداللطيف»، وكيل وزارة الخارجية عن «استياء مملكة البحرين ورفضها الشديد للتصريحات الأخيرة للسيد علي خامنئي»، مشددا على أن «هذه التصريحات تعد تدخلا سافرا ومرفوضاً في الشأن الداخلي للمملكة، وتتنافى تماما مع مبادئ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والقوانين الدولية التي تؤكد جميعها احترام سيادة الدول واستقلالها».
ونقلت الوكالة عن «عبدالله عبد اللطيف» تأكيده على ضرورة «الكف فورا عن مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، وأن تحترم إيران سيادة مملكة البحرين ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، وتلتفت بدلاً من ذلك لقضايا الشعب الإيراني وشؤون بلادهم الخاصة»، مشددا على التزام بلاده بعلاقات «حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الغير، وحرصها الدائم على تطوير العلاقات الإيجابية والتعاون البناء مع كل دول العالم»، كما طلب منه «ضرورة نقل هذا الاحتجاج إلى المسؤولين الإيرانيين بصورة عاجلة».
الإمارات تنتقد تصريحات «خامنئي»
من جانبه، علّق وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، «أنور قرقاش»، على تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية «علي خامنئي»، بالقول إن «صفة المظلومية التي في قاموس إيران لا تشمل الشعب السوري والعراقي»، منتقدا توظيف المركز والخطاب الديني توظيفا سياسيا طائفيا.
وقال «قرقاش» في تغريدات له عبر حسابه على موقع التواصل «تويتر»: إن «مرشد الثورة الإيرانية يرى شعوب اليمن والبحرين وفلسطين مظلومة ويتعهد بدعمهم، صفة المظلومية في القاموس الايراني لا تشمل الشعب السوري والعراقي»، مضيفًا في تغريدة أخرى إن «أهم مسببات الاقتتال في المنطقة هو التوظيف السياسي لنكبات الشعوب، فصفة المظلوم في التفسير الايراني يجب ان تتناسق مع الاجندة السياسية للنظام».
وأضاف: «للأسف حين يوظف المركز والخطاب الديني توظيفا سياسيا تتضح طائفيته وينكشف ضيقه، فيبدو على حقيقته خطاب جماعة للجماعة ومستثني للسواد الأكبر».
ودعا المسؤول الإماراتي، إلى تقليص التدخل في الشؤون العربية بقوله: «والمختصر المفيد أنه كلما قلصنا من التدخلات الخارجية في الشأن العربي ببعديها القومي والطائفي، كلما حسنا من فرص التعامل مع ازماتنا و قضايانا».
