«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا

السبت 5 سبتمبر 2015 07:09 ص

قال وزير الخارجية السعودي، «عادل الجبير»، إن المملكة تشعر بالارتياح إزاء تأكيدات الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، بشأن اتفاق إيران النووي، وتعتقد أن الاتفاق سيسهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

والتقى العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبد العزيز» الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، أمس الجمعة، سعيا لمزيد من الدعم في مواجهة إيران، في حين تسعى الإدارة الأمريكية للاستفادة من الزيارة في تحسين العلاقات بعد فترة من التوتر.

وهذه أول زيارة للملك «سلمان» إلى الولايات المتحدة منذ اعتلاء العرش في المملكة في يناير/ كانون الثاني 2015، وتأتي بعد الاتفاق النووي الذي أبرمته الولايات المتحدة والقوى الكبرى مع إيران في يوليو/تموز الماضي .

وشاب التوتر العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب ما تصفه الرياض بانسحاب «أوباما» من المنطقة وعدم قيام الولايات المتحدة بتحرك مباشر ضد رئيس النظام السوري، «بشار الأسد» في سوريا، فضلا عما تراه السعودية ميلا أمريكيا نحو إيران منذ ثورات الربيع العربي التي انطلقت في عام 2011.

لكن البلدين يتشاركان الكثير من الأهداف الاستراتيجية، ويعتمد كل منهما على الأخر في عدد من القضايا الجوهرية على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي.

وقال «الجبير» في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع «أوباما» مع الملك «سلمان» إن الرئيس الأمريكي أكد للملك أن الاتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وينص على عمليات تفتيش للمواقع العسكرية والمشتبه بها، ويتضمن العودة إلى العقوبات سريعا إذا انتهكت طهران الاتفاق.

وأضاف الوزير السعودي: «المملكة تشعر بالارتياح تجاه هذه التأكيدات بعد أن أمضينا الشهرين الماضيين في التشاور مع حلفائنا».

وتابع: «نعتقد أن الاتفاق سيسهم في الأمن والاستقرار بالمنطقة».

ولفت «الجبير» أن بلاده تأمل أن يستخدم الإيرانيون أي دخل إضافي من رفع العقوبات في تمويل التنمية المحلية بدلا من الانخراط في أنشطة مشينة.

وكانت دول الخليج العربية أعربت سابقا عن تأييدها للاتفاق النووي مع إيران، لكنها تخشى أن يؤدي رفع العقوبات عن طهران إلى تمكينها من مواصلة السياسات المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.

ولم يحضر الملك «سلمان» اجتماع قمة بين «أوباما» ودول الخليج العربية في كامب ديفيد في مايو/أيار الماضي، في خطوة نُظر إليها على نطاق واسع على أنها رفض دبلوماسي لاستراتيجية الرئيس الأمريكي بشأن إيران على الرغم من نفي كل من الحكومتين هذا التفسير.

ويقول منتقدون إن الاتفاق النووي سيمكن إيران اقتصاديا من زيادة دعمها للجماعات المتشددة في المنطقة.

وفي سياق آخر، لفت «الجبير» إلى أن «أوباما» والملك «سلمان» ناقشا التسليم السريع المحتمل لتكنولوجيا عسكرية وأنظمة أسلحة أمريكية للسعودية، وناقشا «شراكة استراتيجية جديدة» بين البلدين، رغم عدم إعطائه تفصيلات تذكر.

وقطعت السعودية شوطا طويلا في مناقشاتها مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين في صفقة قد تتجاوز قيمتها مليار دولار.

ويمثل بيع الفرقاطتين حجر الزاوية لبرنامج تحديث بمليارات الدولارات تأخر كثيرا لسفن أمريكية قديمة في الأسطول السعودي، وسيشمل زوارق حربية أصغر حجما. 

بيان ختامي مشترك

وحول نتائج الزيارة، أصدر البيت الأبيض بيانا مشتركا، أكد فيه مواصلة عمل البلدين لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون في المجال الأمني والدفاعي وتعزيز العلاقة الاستراتيجية لمصلحة الحكومتين والشعبين.

ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، قال البيان إن الاجتماعات بين الرئيس «أوباما» والملك «سلمان»، ظهر أمس، «كانت إيجابية ومثمرة وفرصة لإظهار العلاقة العميقة بين البليدين التي نمت بشكل أعمق وأقوى على مدى العقود السبع الماضية في المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشتركة».

وأوضح البيان أن الطرفين أكدا ضرورة مكافحة الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار.

وأشار البيان إلى ارتياح الزعيمين لنتائج قمة كامب ديفيد بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس «أوباما» في مايو/ أيار الماضي، والتي هدفت إلى تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون وتعزيز التعاون في مجال الأمن والدفاع.

وأعرب الزعيمان عن التزامهما بتنفيذ جميع التفاهمات التي تم التوصل إليها في كامب ديفيد.

وأضاف البيان أن «الزعيمان أكد ضرورة مواصلة التعاون العسكري لمواجهة تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) وحماية الممرات البحرية ومكافحة القرصنة».

 وناقش الجانبان «تسريع توفير بعض المعدات العسكرية للسعودية، وزيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والأمن البحري والأمن السيبراني ومنظومة الصواريخ الدفاعية الباليستية. وأهمية مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف والالتزام المستمر للتعاون الأمني بين الولايات المتحدة والسعودية بما في ذلك الجهود المشتركة لمواجهة تنظيم القاعدة وتنظيم داعش».

وأكد البيان على «تعاون البلدين لوقف تدفق المقاتلين الأجانب ومواجهة الدعايات البغيضة لداعش، وقطع تمويل الإرهاب».

واتفق الزعيمان على ضرورة العمل على المدى الطويل لمكافحة الإرهاب، مما يتطلب التعاون المستمر من الدول الشريكة في جميع أنحاء العالم.

وحول الوضع في اليمن، قال البيان: «شدد الطرفان على الحاجة الملحة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بما في ذلك القرار رقم 2216، لتسهيل التوصل إلى حل سياسي على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي، ونتائج الحوار الوطني».

وأبدى الزعيمان الحرص على تخفيف الأزمة الإنسانية في اليمن.

ونقل الملك «سلمان» التزام السعودية على الاستمرار في مساعدة الشعب اليمني، والعمل مع شركاء التحالف للسماح بالوصول غير المقيد للمساعدات، التي يتم فحصها من قبل الأمم المتحدة وشركائها - بما في ذلك شحنات الوقود - إلى اليمنيين الذين تأثروا بالصراع.

وقال البيان إنه «تحقيقا لهذه الغاية تم الاتفاق على فتح موانئ البحر الأحمر، وان تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة»، واتفق الزعيمان على دعم وتمكين جهود الإغاثة الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد الزعيمان على «أهمية مبادرة السلام العربية، التي قدمتها المملكة عام 2002»، وشدد الزعيمان على ضرورة «التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة ودائمة للصراع على أساس حل الدولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن».

وشجع الزعيمان الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي «لاتخاذ الخطوات اللازمة لدفع الجهود في طريق حل الدولتين». وفيما يتعلق بالملف السوري، قال البيان إن «الزعيمين شددا على أهمية التوصل إلى حل دائم للصراع السوري على أساس مبادئ جنيف 1، لوضع حد لمعاناة الشعب السوري والحفاظ على استمرارية المؤسسات الحكومية اليمنية والعسكرية، والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، وضمان ظهور دولة مسالمة وتعددية ديمقراطية خالية من التمييز والطائفية».

وأكد الزعيمان أن أي تحول سياسي يجب أن يتضمن رحيل «بشار الأسد» الذي فقد شرعيته لقيادة سوريا.

  كلمات مفتاحية

الملك سلمان أوباما الاتفاق النووي إيران العلاقات السعودية الأمريكية

الملك «سلمان» والرئيس «أوباما» يبحثان الوضع في اليمن والتصدي لأنشطة إيران في المنطقة

الملك «سلمان» في البيت الأبيض لأول مرة منذ اعتلاء العرش

«واشنطن بوست»: غياب الملك «سلمان» عن كامب ديفيد يمثل صفعة مفاجئة لـ«جون كيري»

مخاوف الخليج التي لا يفهمها «أوباما» .. لماذا قررت السعودية الاعتماد على نفسها؟

«فورين بولسي»: العلاقات السعودية الأمريكية لن تتغير في عهد الملك «سلمان»

القدس العربي: هل لدى أوباما ما يقدمه حقا للعاهل السعودي؟

«فاينانشيال تايمز»: السعودية قد تستجيب لضغوط حلفائها الإقليميين بخصوص «الأسد»

الأهداف الاقتصادية والسياسية من زيارة الملك «سلمان» لأمريكا

إدارة «أوباما» تستعد لتسليم الرياض أسلحة متطورة بمليار دولار

الفاعلية السعودية تدفع «أوباما» إلى الحائـط

فشل الدبلوماسية يكشف الانقسامات الدائمة بشأن «الأسـد»

الملك «سلمان» يصل إلى طنجة المغربية بعد زيارته واشنطن

«ظريف»: مصیر «الأسد» من مهام الشعب السوري فقط

هل تفتح زيارة الملك «سلمان» صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن؟

«المونيتور»: مقاربة جديدة للأمن في منطقة الخليج

«كارنيجي»: لماذا ينبغي للغرب أن يغض الطرف عن تدخل روسيا لدعم «الأسد»؟

لماذا تجاهل الملك «سلمان» دعوة الرئيس الروسي لزيارة موسكو؟

صدى القمة الأميركية السعودية.. سياسة روسية أكثر هجومية

«الأهرام» المصرية: شروط السعودية تجاه «الأسد» محاولة «خبيثة» لإجهاض اتفاق جنيف

تجديد التحالف السعودي الأمريكي

واشنطن والرياض: المقايضة المعطلة

ما تأثير القمة الأمريكية السعودية في السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط؟

فرنسا تدعم تدخلا بريا لقوات إقليمية في سوريا .. وألمانيا ترفض

«فورين بوليسي»: هل تستمر العلاقات الأمريكية السعودية؟

وزير الخارجية المصري: لا خلاف مع السعودية بشأن الأزمة السورية

سياسي بارز بحزب «ميركل» يدعو المجتمع الدولي لعدم التحالف مع «الأسد»

على خطى أمريكا.. فرنسا تتراجع عن رحيل الأسد.. وأردوغان يضاعف التبادل التجاري مع موسكو

تفاهـم سعودي ـ روسي بشأن الحـل السوري؟

الفشل الأمريكي في معالجة الأزمة السورية

لعبة الشطرنج تحتدم في سوريا بين قوى إقليمية ودولية .. و«الأسد» مفعول به

«نيوزويك»: 5 أسباب لفشل أي عملية انتقالية في سوريا تضم «بشار الأسد»

«أولاند» يحذر من حرب شاملة بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط

مصر: لا خلاف مع السعودية حول سوريا والعلاقات في أفضل صورها

«الجبير»: إيران تحتل سوريا .. وعليها الانسحاب إذا أرادت أن تكون جزءا من الحل

طهران: السعودية «غير مؤهلة» للحديث عن دور إيران الإقليمي

«الجبير»: «الأسد» هو المغناطيس الجاذب للمقاتلين في «الدولة الإسلامية»

«الجبير» يؤكد: موقف مصر متطابق معنا .. ولا دور مستقبلي لـ«الأسد»

«السيسي»: حريصون على أمن السعودية وتعزيز التنسيق معها

الملك «سلمان» و«أوباما» يتعهدان بدعم المعارضة السورية المعتدلة

السعودية تعطل حلا أمريكيا يضمن بقاء «الأسد» لفترة انتقالية

«الطبطبائي»: دول الخليج تتآمر على الشعب السوري عدا السعودية وقطر

«كيري»: هزيمة «الدولة الإسلامية» غير ممكنة في ظل بقاء «الأسد»

«كيري»: الحل السياسي في سوريا يتوقف على الميزان العسكري على الأرض

السعودية والثورة السورية

رحيل الأسد أوائل 2017 بتوافق روسي أمريكي

«الجبير»: حل الأزمة السورية بالانتقال السياسي ورحيل «الأسد» لا بالمساعدات الإنسانية فقط