استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

ما تأثير القمة الأمريكية السعودية في السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط؟

الاثنين 14 سبتمبر 2015 05:09 ص

اجتمع الملك السعوديّ سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في زيارته الأولى إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة منذ تولّيه العرش، بالرئيس الأميركيّ باراك أوباما لمناقشة مسائل إقليميّة متعدّدة، أبرزها أنشطة إيران الإقليميّة المزعزعة للاستقرار وأعقاب الصفقة النوويّة الأخيرة. وقد طمأن أوباما الملك السعوديّ بأنّ الاتّفاق يحول دون امتلاك إيران سلاحاً نوويّاً من خلال نظام تفتيش قويّ، وبأنّه يتضمّن بنداً بشأن استئناف العقوبات في حال انتهاك الاتّفاق. لكن بشكل عامّ، تسلّط حصيلة الاجتماع الضوء على جهود المملكة العربيّة السعوديّة المستمرّة للتصدّي لتأثير إيران في بعض البلدان العربيّة وإبطاله.

ونظراً إلى معارضة إدارة أوباما التورّط عسكرياً في الحروب المتعدّدة في الشرق الأوسط، قام السعوديّون بتوسيع قوّاتهم المسلّحة بشكل غير مسبوق كجزء من عقيدة دفاعيّة سعوديّة. فأنفقوا أكثر من مئة مليار دولار على التوسّع العسكريّ التقليديّ في السنوات الخمس الماضية، وخصّصوا 50 مليار دولار للسنتين المقبلتين، وهم ملتزمون التزاماً تامّاً بتخطّي قوّة الإيرانيّين وقادرون على ذلك.

ويسعى السعوديّون إلى تحقيق ذلك من خلال قيادتهم لتحالف عربيّ يمكنه الدفاع عن الأراضي العربيّة ضدّ الميليشيات الشيعيّة المحليّة التي تدعمها إيران وتسلّحها، وتنفيذ عمليّات مكثّفة لمكافحة الإرهاب ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة، ويمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.

في الواقع، أثبت السعوديّون جدارتهم في تشكيل تحالفات عسكريّة قادرة على صدّ الإيرانيّين وحلفائهم. وحقّقوا الانتصار الملموس الأوّل في البحرين سنة 2011 عندما قادوا تحالفاً لمجلس التعاون الخليجيّ دخل البحرين لمساعدتها على الدفاع عن نفسها ضدّ تمرّد مدعوم من إيران.

وسجّلوا الانتصار الثاني الشهر الماضي عندما حرّر التحالف العربيّ بقيادة السعوديّة جنوب اليمن بطرد الثوّار الحوثيّين وكتائب الجيش المدعومين من إيران والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وإرغامهم على التراجع إلى العاصمة صنعاء.

ويسعى السعوديّون حالياً مع حلفائهم من مجلس التعاون الخليجيّ، خصوصاً الإمارات العربيّة المتّحدة، إلى إتمام هذه المهمّة من خلال التقدّم شمالاً بهدف تحرير البلد بكامله من أيّ مجموعات مرتبطة بإيران.

وما إن تصبح اليمن آمنة حتّى يبدأ السعوديّون بالتخطيط لاستغلال تحالفاتهم الاستراتيجيّة المتزايدة وبنيتهم التحتيّة العسكريّة المذهلة لمعالجة الحرب الأهليّة السوريّة. فبعد التعبير مراراً عن سخطهم بسبب لامبالاة العالم تجاه الأزمة الانسانيّة الخطيرة التي تسبّبت بحوالى 300 ألف وفاة و4 ملايين لاجئ، يبدو السعوديّون وحلفاؤهم مستعدّين للتحكّم بزمام الأمور.

وقد بدأ المخطّطون العسكريّون السعوديّون بالنظر إلى سيناريوهات محتملة قد تستعمل فيها الرياض مسحوقاً في الجوّ لتأمين الغطاء للقوّات المناهضة للأسد التي لا تربطها صلة بالمجموعات الإرهابيّة. وعاجلاً أم آجلاً، سيتدخّل تحالف سعوديّ في سوريا، وستصبح الجبهة الأكبر والأخطر في النزاع بين المملكة وحلفائها العرب وإيران.

ويعتبر الوجود المتزايد للمملكة العربيّة السعوديّة كالقوّة العربيّة الإقليميّة نتيجة مباشرة لهيمنة هذا البلد الاقتصاديّة والماليّة وفي مجال الطاقة. فالمملكة تملك حوالى 25% من احتياطات النفط العالميّة، وأكثر من 800 مليار دولار من الأصول الأجنبيّة الصافية (من بينها 661 مليار دولار يديرها المصرف المركزيّ)، ويُعتبر اقتصادها الأكبر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من ناحية تكافؤ القوّة الشرائيّة.

ومع أنّ إيران قد تسجّل بعض المكاسب المحدودة بعد رفع العقوبات، إلا أنّ اقتصادها غارق في الدين والفوضى الماليّة إلى درجة أنّ أرباحها ستكون على الأرجح ضئيلة. بالإضافة إلى ذلك، من الواضح أنّ الديموغرافيا الدينيّة في العالم العربيّ تصبّ في مصلحة السعوديّين.

فحوالي 90% تقريباً من المسلمين هم من السنّة، مثل أكثريّة السعوديّين، و10% فقط هم من الشيعة، مثل أكثريّة الإيرانيّين. وقد ساهم هذا الواقع الدينيّ إلى حدّ كبير في نجاح المملكة في تشكيل "جبهة" سنيّة قويّة ومتنامية لإحباط الأفعال الإيرانيّة المدمّرة.

وظهر ذلك بوضوح للعالم مؤخراً عندما حقّقت وكالات الأمن السعوديّة انتصاراً كبيراً على فيلق القدس الإيرانيّ من خلال توقيف الإرهابيّ أحمد المغسل في 20 آب/أغسطس بعد 20 سنة تقريباً من تفجيرات الخبر التي أودت بحياة 19 جندياً أميركيّاً. وكان المغسل يتنقّل بين طهران وبيروت منذ الهجوم الإرهابيّ بحماية حزب الله، المجموعة الإرهابيّة اللبنانيّة التي أنشأتها إيران. وتمّ القبض عليه في بيروت في عمليّة سعوديّة مخطّط لها جيداً عند وصوله من طهران مستعملاً جواز سفر إيرانياً لحضور زفاف نجله.

ووصف قرار اتّهامي فدراليّ أميركيّ صادر في العام 2011 المغسل بأنّه القائد العسكريّ لحزب الله الحجاز المتمركز في محافطة القطيف الواقعة على بعد أمتار قليلة شمالي الخبر. وأشار المدّعون العامّون الأميركيّون إلى أنّ المغسل أمر مساعديه بمراقبة الأميركيّين في المملكة بدءاً من العام 1993، وأنّ حزب الله الحجاز كان مرجعه المسؤولون الإيرانيّون وتلقّى الأوامر من الضبّاط الإيرانيّين، أي في هذه الحالة العميد أحمد شريفي من فيلق القدس.

ومع وجود المغسل الآن في عهدة السعوديّة، تشير الدلالات الأوليّة إلى أنّه يؤكّد كلّ هذه الاتّهامات وأنّ التورّط الإيرانيّ في تفجير الخبر راقبه عن كثب مستشار مقرّب من المرشد الإيرانيّ الأعلى آية الله علي خامنئي. لكنّ هذا ليس سوى جزء صغير جداً من الدعم الإرهابيّ الهائل الذي يقدّمه الإيرانيّون في الشرق الأوسط.

وكما ثبت مراراً وتكراراً – في سوريا والبحرين واليمن ولبنان والعراق والكويت – يصرّ الإيرانيّون على التسبّب بالفوضى وإراقة الدماء من أجل تثبيت أجندتهم الثوريّة الشيعيّة.

ولحسن الحظّ، يتدخّل السعوديّون وحلفاؤهم ويظهرون أنّهم يتمتّعون بالقوّة الماليّة والدبلوماسيّة والعسكريّة للتصدّي لهذا الخطر. وكما يظهر من خلال توسّع عقيدة المملكة الدفاعيّة وتحرير اليمن وتوقيف المغسل، تتّجه المملكة إلى توطيد تحالف عربيّ للتخلّص من الوجود والتأثير الفارسيّ في بلدان المشرق العربيّ.

 

* د. نواف عبيد باحث بمركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية ومستشار السفير السعودي بواشنطن سابقا.

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية الأمريكية العلاقات السعودية الإيرانية سوريا الاتفاق النووي الملك سلمان أوباما

هل تفتح زيارة الملك «سلمان» صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن؟

«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا

خاص لـ«الخليج الجديد»: السعودية توجه صفعة لمخطط مصر والإمارات حول بقاء «الأسد»

«الجبير»: لا مكان لـ«لأسد» في مستقبل سوريا وموقف السعودية لن يتغير

السعودية والتحول الكبير ( 1 )

السعودية والتحول الكبير ( 2 )