الملك «سلمان» في البيت الأبيض لأول مرة منذ اعتلاء العرش

الجمعة 4 سبتمبر 2015 08:09 ص

يلتقي العاهل السعودي، الملك «سلمان  بن عبد العزيز» بالرئيس الأمريكي، «باراك أوباما» في واشنطن، صباح اليوم الجمعة، سعيا لمزيد من الدعم في مواجهة إيران، فيما تهدف الإدارة الأمريكية إلى استغلال الزيارة في تعزيز العلاقات مع المملكة بعد فترة من التوتر.

وهذه هي أولى زيارات الملك «سلمان» للولايات المتحدة منذ أن اعتلى العرش في يناير/كانون الثاني الماضي، وتأتي بعد موافقة واشنطن على اتفاق نووي مع إيران في يوليو/تموز؛ ما أثار مخاوف دول خليجية من أن يؤدي رفع العقوبات عن الجمهورية الإسلامية إلى تمكينها من تنفيذ سياسات من شأنها زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وقال زياد بنجامين، مراسل راديو سوأ الأمريكي في واشنطن، إن الرئيس «أوباما» سيستقبل الملك «سلمان» في البيت الأبيض الساعة 11.30 بتوقيت واشنطن (15:30 ت.غ).

وأضاف في تغريدات على حسابه الشخصي على موقع «تويتر» أن الرئيس الأمريكي سيقيم مأدبة غداء على شرف العاهل السعودية عقب اللقاء معه، وذلك في الساعة 12.15 بتوقيت واشنطن 16:15 (تغ).

وفي تقرير حول زيارة الملك «سلمان» لواشنطن، قالت وكالة «رويترز» للأنباء إن التوتر شاب العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية بسبب ما تصفه الرياض بأنه نفض إدارة «أوباما» يدها من المنطقة، وعدم اتخاذها تحركا مباشرا ضد رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، كما ترى السعودية ميلا أمريكيا نحو إيران منذ ثورات الربيع العربي عام 2011.

وقال «أنتوني كوردسمان»، وهو محلل في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن: «الدولتان شريكتان استراتيجيتان وثيقتان رغم اختلافاتهما وتحتاجان إلى بعضهما البعض».

لكنه أردف قائلا إن إدارة «أوباما» «بحاجة إلى طمأنة حلفائها وتعزيز التزامها بهذه الشراكة» خاصة في ضوء مخاوف السعودية بشأن الاتفاق النووي مع إيران.

وحول المتوقع من لقاء الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي، قال مسؤولون في البيت الأبيض إن «أوباما» سيؤكد للملك «سلمان» التزام الولايات المتحدة بالمساعدة في التصدي لأي تهديد أمني إيراني.

وقال «بن رودس»، مستشار «أوباما» للأمن القومي: «نحن نتفهم أن لدى السعودية مخاوف بشان ما قد تفعله إيران مع استفادة اقتصادها من رفع العقوبات» نتيجة للاتفاق الذي تم التوصل إليه في يوليو/تموز الماضي، والذي يفرض أيضا قيودا على برنامج طهران النووي.

وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن إيران ستستخدم الكثير من أصولها، التي سيُرفع عنها التجميد بمقتضى الاتفاق، لتحسين اقتصادها المنهك.

واعترف «رودس» بأن هناك مخاطر لأن تنفق طهران تلك الأمول على «أنشطة شريرة».

لكنه قال إن «أوباما» سيوضح للعاهل السعودي أن الولايات المتحدة ستفعل «كل شيء يمكننا القيام به» للتصدي لأي تهديدات إيرانية إلي جيرانها.

ويتهم زعماء دول الخليج العربية السنية إيران الشيعية بإذكاء العنف الطائفي في دول مثل اليمن وسوريا والعراق.

وقال «رودس» إن الملك «سلمان» من المتوقع أن «يعبر عن الارتياح للاتفاق الإيراني فيما يتعلق بالمسألة النووية»، لكنه سيكرر المخاوف السعودية بشان تحركات طهران.

وأضاف أن إدارة «أوباما» تركز على تقديم المساعدة التي وعد به الرئيس الأمريكي عندما استضاف قمة عربية خليجية في كامب ديفيد في مايو/أيار الماضي بما في ذلك مساعدة دول الخليج في تحقيق تكامل بين أنظمتها المضادة للصواريخ الذاتية الدفع، وتعزيز أمن الشبكات الالكترونية والأمن البحري.

وغاب الملك «سلمان» عن قمة كامب ديفيد، وهي خطوة اعتبرها الكثيرون زجرا دبلوماسيا لاستراتيجية «أوباما» تجاه إيران رغم أن حكومتي البلدين نفت ذلك التفسير.

وقال البيت الابيض إن الزعيمين سيناقشان، أيضا، أسواق الطاقة العالمية، والصراع المسلح في اليمن وسوريا.

وقال المسؤولون إن «أوباما» سيعبر للملك «سلمان» عن القلق لسقوط ضحايا مدنيين في اليمن، وسيحث جميع الأطراف على ضبط النفس.

وأطلق ائتلاف تقوده السعودية حملة قصف جوي في مارس/آذار ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع ايران.

وتقدم الولايات المتحدة دعما لوجستيا محدودا لتلك الضربات الجوية.

وتجري السعودية مناقشات متقدمة مع الحكومة الأمريكية لشراء فرقاطتين في صفقة قد تتجاوز قيمتها مليار دولار بكثير.

ويمثل بيع الفرقاطتين حجر الزاوية لبرنامج تحديث بمليارات الدولارات تأخر طويلا لسفن أمريكية قديمة في الأسطول السعودي، وسيشمل زوارق حربية اصغر حجما.

وكان العاهل السعودي وصل إلى الولايات المتحدة، مساء أمس، في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من الرئيس الأمريكي.

وكان في استقباله بمطار قاعدة اندروز الجوية بولاية ميريلاند وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

ويصحب الملك «سلمان» في الزيارة عدد من كبار المسؤولين السعوديين وأمراء العائلة الحاكمة، أبرزهم: الأمير «محمد بن سلمان»، ولي ولي العهد وزير الدفاع، ووزراء الخارجية (عادل الجبير)، والمالية (إبراهيم العساف)، والتجارة والصناعة (توفيق الربيعة)، والثقافة والإعلام (عادل الطريفي)، والصحة (خالد الفالح)، ورئيس الاستخبارات العامة (خالد الحميدان).

وعقب وصوله إلى مقر إقامته في واشنطن، عقد العاهل السعودي لقاءا مع وزير الخارجية الأمريكي.
وجرى خلال اللقاء «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين»، حسب «واس» التي لم تقدم مزيدا من التفاصيل.

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة أوباما كيري الملك سلمان زيارة

«أوباما» سيؤكد للملك «سلمان» التزامه بالتصدي لأي تهديد إيراني

الملك «سلمان» يزور واشنطن لبحث الاتفاق النووي والحرب على «الدولة الإسلامية»

«مجتهد»: الملك «سلمان» يزور مصر في طريق عودته من واشنطن

«كارتر» : الملك «سلمان» يزور واشنطن في سبتمبر المقبل .. وإيران تهديد مشترك

«كارتر» يصل جدة للقاء الملك «سلمان» على خلفية الاتفاق النووي مع إيران

«فريدمان»: السعوديون لا الإيرانيون هم «تجار الراديكالية الإسلامية»

الملك «سلمان» والرئيس «أوباما» يبحثان الوضع في اليمن والتصدي لأنشطة إيران في المنطقة

القدس العربي: هل لدى أوباما ما يقدمه حقا للعاهل السعودي؟

«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا

الأهداف الاقتصادية والسياسية من زيارة الملك «سلمان» لأمريكا

إدارة «أوباما» تستعد لتسليم الرياض أسلحة متطورة بمليار دولار

الفاعلية السعودية تدفع «أوباما» إلى الحائـط

شركات سعودية وأمريكية توقع 14 اتفاقية تعاون خلال زيارة الملك «سلمان» لواشنطن

هل تفتح زيارة الملك «سلمان» صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن؟

صدى القمة الأميركية السعودية.. سياسة روسية أكثر هجومية

تجديد التحالف السعودي الأمريكي

واشنطن والرياض: المقايضة المعطلة