أكد الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية في مواجهة التحديات المختلفة، وفي مقدمها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار، مشددا على حرص مصر على أمن السعودية وعدم قبولها أي مساس به، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
جاء ذلك خلال استقبال «السيسي»، وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» في حضور سامح شكري» وزير الخارجية، ووزير الدولة السعودي عصام بن سعيد»، والسفير السعودي أحمد القطان».
وأكد وزير الخارجية السعودي على علاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، مشددا على قوتها ومتانتها، وأهمية تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، والذي يكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة بالنظر إلى التحديات المختلفة.
وصرح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير «علاء يوسف» أن «السيسي» أوضح أنه يتعين تعزيز التكاتف العربي في المرحلة الراهنة، وذلك للبناء والتعمير وتحقيق المصلحة العربية المشتركة.
ونوّه الرئيس المصري بأن دعم التضامن العربي من شأنه حماية الدول العربية من الأخطار التي تهددها والتصدي لأي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى العمل على استعادة الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب والمواجهات المسلحة.
وتسلم «السيسي» خلال اللقاء رسالتين من العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز»، تتضمن إحداهما الدعوة الموجهة للرئيس لحضور القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا اللاتينية التي تستضيفها الرياض خلال شهر نوفمبر/ تشرين ثان المقبل.
والأخرى تتضمن إنشاء مجلس تنسيق مصري- سعودي للتعاون المشترك والارتقاء بمختلف أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين في كافة المجالات.
واتفق الجانبان على تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين لتنعقد في شكل ربع سنوي بدلا من عقدها كل عام، فضلا عن إمكان تكثيف وتيرة انعقادها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
وأشار «يوسف» إلى أن اللقاء تناول الأوضاع الإقليمية في المنطقة، حيث توافقت الرؤى بين الجانبين في شأن مختلف القضايا الإقليمية التي تمت مناقشتها، وأكدا أهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في تلك الدول توقف نزيف الدماء وتحافظ على كيانات تلك الدول ومؤسساتها الوطنية، وتصون سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها.
وأوضح الناطق أن الأزمة السورية استأثرت بجزء مهم من اللقاء، حيث أكد «السيسي» على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمة بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية بما يحفظ وحدة الأراضي السورية، ويصون كيان الدولة ومؤسساتها، ويدعم إرادة وخيارات الشعب السوري من أجل بناء مستقبل البلاد، بالإضافة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، والبدء في جهود إعادة الإعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية بما يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم والاستقرار فيه.
وكان وزير الخارجية السعودي ونظيره المصري «سامح شكري» قد أكدا الأحد تطابق وجهات النظر بين مصر والمملكة العربية السعودية حيال كافة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة الأزمة السورية.
وجدد «الجبير» موقف بلاده الرافض لأي دور للرئيس «بشار الأسد» في مستقبل سوريا، وذلك خلال زيارته للقاهرة التي بدأها أمس الأحد.