«فورين بولسي»: العلاقات السعودية الأمريكية لن تتغير في عهد الملك «سلمان»

الاثنين 26 يناير 2015 08:01 ص

من المشروع النووي الإيراني إلى مستقبل سوريا، كان الملك السعودي الراحل «عبدالله بن عبد العزيز» يجد نفسه على خلاف مع إدارة الرئيس «أوباما» الذي لا يثق فيه ويعارض سياسته بشدة.

رأي الملك «عبدالله» أنه في الوقت الذي كان فيه «أوباما» بطيئا جدا في تسليح المعارضة السورية التي تواجه نظام الأسد كان متسرعا جدا في التخلي عن حلفائه كنظام «حسني مبارك» في مصر، ورأى الملك أن «أوباما» يتصرف بسذاجة من أجل الوصول لصفقة تاريخية مع إيران فيما يتعلق بمشروعها النووي. وهنا أيضا فقد شهدت علاقات السعودية وواشنطن وعلاقات إسرائيل وواشنطن تراجعا ولنفس الأسباب إلى حد كبير.

تنظر الرياض إلى محيطها وترى ما يجري في الدول المجاورة، إذ يسيطر تنظيم الدولة الذي ما زال يتدفق إليه المقاتلون على مساحات واسعة في العراق وسوريا وهو أثناء ذلك لا يزال يدعو للإطاحة بالنظام في المملكة.

أما في اليمن فإن الحكومة السنية الهشة قد سقطت على أيدي المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران المنافس الرئيسي للرياض في الشرق الأوسط على السلطة والنفوذ.

إن وفاة «عبدالله» تعني أنه سيكون هناك تغيير في النظام القديم المحافظ في السعودية ولأول مرة منذ عقدين، ويتفق الخبراء في أمريكا وخارجها أن هذا التغيير سواء أكان للأسوأ أو للأحسن فإنه من غير المرجح أن يحدث أي تغيير يذكر في طبيعة وشكل العلاقات مع الولايات المتحدة ولسبب بسيط هو أن الرياض لا تستطيع أن تستغني عن واشنطن.

وكما يقول «بروس بريدل» المسئول السابق فيCIA  والخبير الحالي بمعهد «بروكنغز» أن السعوديين يعلمون أنه لا غنى عن الدور الأمريكي وسيتعاملون معه بغض النظر عن شكوكهم حول فعالية هذا الدور.

وهذا ينسجم تماما مع ما يردده المسئولون الأمريكيون في وزارة الخارجية حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية «جين بساكي» أن :«لدينا تاريخ طويل من التعاون ولا يوجد لدينا أي مؤشرات نحو التغيير في العلاقات» وقالت في لقاء مع الصحافة أنها ليست في مقام تحليل السياسات السعودية.

وتنطلق الرياض وواشنطن من منطلقات متقاربة تجاه الأحداث، وقال مسئول أمريكي بأن أهم أحد أسباب  اسباب التعاون مع الرياض هو التعاون في محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويقول مسئول في الكونجرس الأمريكي أن كثيرين يحاولون قراءة التطورات من خلال القول بأن هناك تغيير في العلاقات، وهذا مبني على عامل مهم وهو شخصية ممن يحكم في السعودية, ويصيف بأن عامل الشخصية عامل مهم في السعودية وليس الكل في السعودية يحمل نفس التفكير والطرق ولكن قناعتي أن «سلمان» ليس مختلفا عن «عبدالله».

وفي هذا السياق فقد قال الملك «سلمان» في حديث متلفز أنه سيحافظ على سياسات سلفه وسوف يسيرعلى السياسات الصحيحية التي سارت عليها المملكة منذ تأسيسها.

ووفقا لـ«أندرو هاموند» من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، فإن السياسة المحافظة السعودية بالفعل  كانت تتركز بقوة في يد «محمد بن نايف» وزير الداخلية الذي تم الآن ترقيته إلى الأمير نائب ولي العهد ، مما جعله الرجل الثاني في الطريق للعرش.

«محمد بن نايف» (55 عاما) هو أول حفيد لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك «عبد العزيز آل سعود»، وترفيع  «محمد بن نايف» أزال الكثير من عدم اليقين حول أي حفيد يرث العرش: فعلى مدى أكثر من نصف قرن،كان نقل السلطة بين أبناء الملك «عبد العزيز»، وكان معظمهم يموت فوق سن السبعين أو فوق سن الثمانين ، وهذا الأمر أي تعيين «بن نايف» ولي لولي العهد يمهد الطريق لارتفاع جيل جديد من أفراد العائلة المالكة.

ويقول مسئول في الكونجرس بينما أن هناك بعض التصريحات التي قد تجعل بعض الدبلوماسيين يرون فيها حلولا لتحسين الأوضاع الشائكة في الشرق الأوسط ، فإنه ، ومع مشاكل مثل الناتجة عن التنافس بين إيران والسعودية والتي غذت الكثير من أعمال العنف بين السنة والشيعة في سوريا ولبنان وخارجها ، فإنني لا أتوقع أن يقرر أي مسئول سعودي فجأة  أن التقارب الحقيقي مع لإيران هو أمر جيد بالنسبة للعرب السنة.

المصدر | جون هدسون، فورين بوليسي

  كلمات مفتاحية

خلافة الملك عبدالله العلاقات السعودية الأمريكية الملك سلمان

موقع مقرب من ولي عهد أبوظبي يشكك في قرارات العاهل السعودي وبيعة «بن نايف»

«مجتهد»: «متعب» بايع «بن نايف» .. وتغييرات واسعة فى مناصب وسياسات المملكة

«فورين بوليسي»: «سلمان» يواجه تحديات هبوط النفط وإيران و«الدولة الإسلامية»

إعلامي مصري مقرب من الجيش: تولي «سلمان» حكم المملكة ليس في صالح مصر

هيومن رايتس ووتش تدعو الملك سلمان لتحسين وضع حقوق الانسان في السعودية

الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» في ذمة الله ... ومبايعة الأمير «سلمان» ملكا للسعودية

نيويورك تايمز: مرحلة حاسمة في العلاقات بانتظار العاهل السعودي الجديد والولايات المتحدة

هل يمكن للعاهل السعودي الجديد إدارة الشرق الأوسط المضطرب؟

«فاينانشال تايمز» تصف رد فعل الغرب تجاه وفاة الملك عبدالله بـ«التملق المبالغ فيه»

«الحميدان».. أول رئيس للاستخبارات السعودية من خارج آل سعود منذ 38 عاما

فورين بوليسي: الملك الراحل «عبدالله» لم يكن ”إصلاحيًا“

الملك «سلمان» لوزرائه أثناء تأدية القسم: «نأمل فى وزرائنا وأمراء مناطقنا الخير»

سلمان ملكاًً: عهدٌ آخر في زمن مختلف

الملك سلمان.. وأسئلة المرحلة

الإدارة الأمريكية تحاول استقطاب السعودية كلاعب رئيس في تكتيكات أوباما بالشرق الأوسط

70 عاما على اجتماع «روزفلت» و«عبد العزيز» .. الشراكة السعودية الأمريكية قادرة على البقاء

الملك «سلمان»: لن نسمح بالعبث بأمن المملكة .. ونعمل على تنقية الأجواء العربية

ملامح السياسة الداخلية والخارجية للسعودية في عهد الملك «سلمان»

«ناشيونال بوست»: كيف تستطيع أمريكا طمأنة شركائها في الخليج العربي؟

«أوباما»: التحديات الداخلية أخطر على دول الخليج من إيران .. وإضعاف (إسرائيل) «فشل لرئاستي»

السياسة السعودية في اليمن بين رسائل التصعيد والتهدئة

«ساينس مونيتور»: العلاقات الأمريكية السعودية ومعادلة التغيير

مهمة أمريكية سرية لعلاج «الملك عبدالعزيز» وراء توطيد علاقة واشنطن بالرياض

الملك «سلمان» والرئيس «أوباما» يبحثان الوضع في اليمن والتصدي لأنشطة إيران في المنطقة

القدس العربي: هل لدى أوباما ما يقدمه حقا للعاهل السعودي؟

«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا

«فاينانشيال تايمز»: لماذا تتحول نظرة الغرب تجاه السعوديين؟

حقائق وروايات: دفاعا عن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية

منتدى لفرص الأعمال السعودي الأمريكي بالرياض في مارس المقبل

لماذا قرر السعوديون إنشاء لوبي في الولايات المتحدة؟

السعودية تعطي أولوية للشركات الأمريكية في المشروعات الحكومية

«محمد بن نايف» يبحث مع السفير الأمريكي لدى الرياض تعزيز العلاقات الثنائية

أمريكا تنفي أي توتر مع السعودية على خلفية الأزمة السورية