لعبة الشطرنج تحتدم في سوريا بين قوى إقليمية ودولية .. و«الأسد» مفعول به

الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 03:09 ص

يظهر من خلال الاستماع لكلمات الزعماء في الجمعية العامة للأمم المتحدة الخلاف حول مصير «بشار الأسد»؛ وفيما يقف الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بقوة داعما لـ«الأسد» فإنه لا يبدو أن هناك تغييرا في مواقف كل من الولايات المتحدة وفرنسا من خلال الخطابات على الأقل.

حملت كلمة الرئيس الأمريكي رسالة واضحة بأن «الأسد» ليس له مكان في أي مخطط يتعلق بمستقبل سوريا السياسي، ودعا «أوباما» إلى التعامل بواقعية وهو ما يتطلب استبعاد «الأسد» وهذا يشير بوضوح إلى أن الموقف الأمريكي لم يتغير، ولا يبدو أنه سيتغير على الأقل حتى انتهاء فترة حكم الرئيس الحالي.

وبحسب ما أكد مصدر خاص لـ«الخليج الجديد»، فإن موقف الرئيس الأمريكي مرتبط بتفاهمات كامب ديفيد التي التزم بها مع زعماء دول الخليج، ثم أكدها خلال القمة التي جمعته مؤخرا بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» في البيت الأبيض.

ولم يكن الموقف الأمريكي وحيدا؛ ففرنسا أيضا تشدد على ضرورة أن يكون «الأسد» خارج أي حل لأنه من وجهة الرئيس الفرنسي هو أساس المشكلة.

أما تركيا، فقد أكد رئيس وزرائها «أحمد داود أوغلو»، إن رئيس النظام السوري ليس له أي دور في مستقبل سوريا، وإن موقف تركيا واضح للغاية بهذا الخصوص وهو «لا للأسد، ولا لتنظيم داعش».

وأضاف، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة، «علينا ألا ننسى أيضاً أن التنظيم لم يكن موجودا في سوريا قبل 3 سنوات، وأن جرائم وفظائع الأسد هي التي أدت إلى ظهوره (داعش)».

أما المواقف العربية المعارضة لبقاء «الأسد»، فمازال الموقف السعودي واضحا حول عدم القبول بوجوده في أي حل سياسي بعد أن أشارت بعض التقارير لإمكانية حدوث ذلك بضغوط روسية أو ضمن صفقات إقليمية. أما الموقف القطري فهو قريب من الموقف السعودي أيضا  وقد دعا الأمير القطري إلى «التعاون من أجل فرض حلّ سياسي في سوريا ينهي عهد الاستبداد ليحل محله نظام تعددي يقوم على خلق الفرص المتساوية للسوريين جميعا ويبعد عن سوريا التطرف والإرهاب ويدحرهما ويعيد المهجرين إلى ديارهم ويتيح إعادة بناء سوريا». كما أكد وزير الخارجية القطري «خالد العطية» إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» لكنه حذر من أن خطة الرئيس «فلاديمير بوتين» لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا.

ومتحدثا في مقابلة مع «رويترز» أضاف المسؤول القطري: «نحن نعتقد بقوة أن النظام السوري - وتحديدا بشار الأسد - هو السبب الحقيقي».

روسيا وإيران ... ومصر

أما روسيا التي تعتبر النظام هو الممثل الشرعي للدولة وترفض أي أعمال في سوريا دون التنسيق مع النظام، فهي تتشبث بموطئ القدم الأخير في الشرق الأوسط وتدعو إلى دعم «الأسد» تحت ذريعة المواجهه مع تنظيم الدولة، وكذلك الحال مع الموقف الإيراني الذي يستميت في دعم «الأسد»، حتى أصبح هو من يقاتل فعليا في الميدان إما بصورة مباشرة أو عبر وكيله «حزب الله».

لكن على الرغم من تأكيد الزعماء الغربيين والعرب على موقفهم، فإنه من الناحية العملية ليس ثمة أي خطوات من شانها تهديد نظام «الأسد»، وحتى برامج تدريبه للمعارضة السورية وصلت إلى فشل ذريع جدا حيث أشارت بعض التقارير أن من بقي حتى الآن من الذين دربتهم القوات الأمريكية هم 4 عسكريين بعد أن جردت «جبهة النصرة» المجموعة المتدربة من عتادها العسكري. ومن الجهة الأخرى يتسارع الحشد العسكري الروسي في اللاذقية فيما يشبه الاحتلال، حيث العتاد والجنود روسي بامتياز. وهو ما دفع كثير من المتابعين للقول أن «بوتين» لا يخوض معركة من أجل إبقاء «الأسد» بقدر ما يثبت أقدامه استراتيجيا في سوريا تمهيدا لحقبة ما بعد «الأسد».

سماح الغرب لكل من روسيا وايران بتكريس التواجد العسكري الفعلي والبري في سوريا دون اتخاذ اجراءات رادعة نقطة تضاف لمصلحة المعسكر الذي ينادي ببقاء «الأسد»، أو نظامه، كما تضع الكثير من الشكوك حول المواقف المعلنة من قبل الدول الغربية، وهذا ما دعا وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إلى القول بأن الموقف الغربي قد أسيء فهمه.

أما مصر، فيتضح أنها تقبل بوجود «الأسد» بل وتعمل على التنظير للحلول التي تعمل على إبقائه؛ حيث ذكرت بعض المصادر أن «السيسي» قام بالاتصال بالملك «سلمان» قبل أيام محاولا العمل على تقريب وجهات النظر الروسية والسعودية، وقد زعم السفير المصري السابق في السعودية «فتحي الشاذلي» إلى أن الاتصال أسفر عن مرونة في الموقف السعودي فيما يتعلق ببقاء «الأسد» لفترة انتقالية وإعطائه فرصة جديدة.

لا رحيل فوري

الموقف الألماني رحب بمشاركة روسيا في التحالف ضد تنظيم الدولة، وصرحت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» قبل أيام قليلة بأنه يتعين الحديث مع «الأسد» أيضا. وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أكثر وضوحا بقولها إن: «الأسد لايمكن أن يكون جزءا من حل طويل المدى». وهذا يدل أن ثمة موقفا غربيا مستعد لقبول وجود «الأسد» في المدى القريب خوفا من بديل جهادي متوقع، وهو ما قد يؤدي عمليا إلى مزيد من تثبيت النظام الذي سيعمل مع حلفائه على استعادة عافيته.

إن المؤكد من كل ما سبق بين المحاور والدول المختلفة أنه لا يوجد أحد يطالب برحيل فوري للأسد، وخاصة أن جيران سوريا، باستثناء تركيا، يريدون بقاءه كما هو الحال في إسرائيل والعراق وحزب الله في لبنان. كما أن الحلف الذي تعمل عليه روسيا وايران لمواجهة تنظيم الدولة قد يكون ضمن ترتيبات متفق عليها مع الإدارة الأمريكية التي تواجه صعوبة في اتخاذ قرار أو اقناع بقية حلفائها بالمشاركة في المواجهة البرية مع التنظيم.

إن خلاصة القول فيما يتعلق بمصير «الأسد» في أي حل مستقبلي في سوريا أن الكفة سترجح إلى الطرف الذي سيثبت قوته العسكرية على الأرض وسيسعى لاقناع بقية الأطراف ضمن صفقات أو بفرض الأمر الواقع، وغني عن الذكر أن «الأسد» نفسه صار مفعولا به بعد أن أسلم زمام المعركة سياسيا وميدانيا لموسكو وطهران، وأنه أصبح مجرد بيدق على رقعة شطرنج يتنافس حولها قوى إقليمية ودولية.

 

  كلمات مفتاحية

بشار الأسد روسيا السعودية سوريا تركيا إيران النظام السوري

«الأسد» يلهب الصراع .. «أوباما» يصفه بـ«الطاغية» و«بوتين» يعتبره بطلا

«مجتهد»: السعودية وأمريكا تدعمان ”سرا“ التفاهم مع «الأسد» خوفا من ”خطر الجهاديين“

«فورين بوليسي»: التحركات الروسية في سوريا لحماية مصالحها وليس «الأسد»

«أوباما» والملك «سلمان»: رحيل «الأسد» شرط لأي تحول سياسي في سوريا

خاص لـ«الخليج الجديد»: السعودية توجه صفعة لمخطط مصر والإمارات حول بقاء «الأسد»

فصائل المعارضة تصر على رفض أي دور مستقبلي لـ«الأسد»

التدخل الروسي في سوريا ضربـة للسعودية

صحيفة: اقتراح قطر لحوار خليجي إيراني يعكس براغماتية ثابتة في الدبلوماسية القطرية

«الاتحاد الروسي» يوافق على طلب «بوتين» بالتدخل العسكري الجوي في سوريا

الكرملين: استخدام القوة الروسية في سوريا يهدف لدعم «الأسد» ومكافحة الإرهاب

موسكو ترسل خبراء إلى بغداد لتنسيق العمل العسكري في سوريا

السعودية تطالب بوقف الغارات الروسية على سوريا

«خوجة»: الضربات الروسية تهدف للقضاء على المعارضة لا لقتال «الدولة الإسلامية»

المعارضة السورية تتهم روسيا بقصف مواقعها.. والكرملين يرد: استهدفنا منظمات «إرهابية»

وزارة الدفاع الروسية تعلن نشر 50 طائرة ومروحية في سوريا

«داود أوغلو»: روسيا تستهدف مقاتلي المعارضة في سوريا لدعم «الأسد»

هل هناك ما هو أسوأ؟

«ناشيونال إنترست»: السعودية قد تكون المفتاح لحل مشكلة التدخل الروسي في سوريا

واشنطن وأنقرة تنفيان وجود تعاون مع روسيا حول الضربات الجوية في سوريا

التحدي الذي يواجه بوتين في سوريا

«بوتين» يبحث مع «محمد بن زايد» الأزمة السورية

«جيروزاليم بوست»: مخاوف روسيا التقليدية من السُنّة تدفعها لدعم التحالف الشيعي

السعودية وروسيا تتفقان على زيادة التعاون بشأن سوريا ومكافحة الإرهاب

«الإندبندنت»: «بوتين» يسعى لتهدئة المخاوف الخليجية من غاراته بسوريا

«الصبر الاستراتيجي»: لا تطاردوا «بوتين» في سوريا .. دعوه يفشل من تلقاء نفسه

لماذا تخشى إيران أيضا التدخل الروسي في سوريا؟

روسيا والسعودية ... تفاهمات وتباينات حول سوريا

«ديفينس نيوز»: التدخل الروسي في سوريا يعمق التقارب بين الرياض وأنقرة

الأهداف الاستراتيجية للتدخل الروسي في سوريا

الكرملين ينفي عرض السعودية أموالا على روسيا مقابل التخلي عن «الأسد»

محاور وأحلاف عربية إزاء التدخل الروسي بسوريا

الكرملين: «بوتين» أبلغ الملك «سلمان» بنتائج زيارة «الأسد» لموسكو

وزراء خارجية أمريكا وروسيا والسعودية وتركيا يبحثون أزمة سوريا الجمعة

«داود أوغلو»: ليت «الأسد» بقي في موسكو ليرتاح شعبه

‏ قطر لا تستبعد الحل العسكري في سوريا بالتعاون مع السعودية وتركيا

من أجل «الأسد».. إيران تشن حملة إعلامية شرسة ضد قطر

تصريحات «العطية» .. هل تشي بتسخين عسكري في سوريا؟

حلف موسكو.. المخطط والتوكيل الغربي

«داود أوغلو»: نرفض أي مرحلة انتقالية تفضي ببقاء «الأسد» في السلطة

«بوتين»: «الأسد» مستعد للحوار.. والمعارضة: سيد وخادمه

هل ستلجأ السعودية وقطر الى الخيار العسكري بتمديد «عاصفة الحزم» لسورية؟

التدخل العسكري الروسي في سوريا يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء

المآل الطائفي للبعث السوري ونهاية «الأسد»

«ستراتفور»: خيارات غير واعدة في سوريا

«ستراتفور»: إيران وروسيا لا تحملان نفس الالتزام تجاه «الأسد»

العرب وروسيا .. مواجهة حتمية في سوريا

خطر بوتين على السعودية!

الصراع في سوريا بين دول لا جماعات!

السعودية والثورة السورية

استهداف تركيا لإضعاف المعارضة السورية والتمهيد لتعويم الأسد

هل تتحول سوريا إلى فيتنام الروسية؟

نظام دولي متغير يفتقد القواعد المستقرة

2016: عنف وحروب وتحديات؟

وول ستريت جورنال: العملية الروسية بسوريا تؤدي لتقسيم الشرق الأوسط الأمريكي