لماذا تخشى إيران أيضا التدخل الروسي في سوريا؟

الخميس 15 أكتوبر 2015 11:10 ص

نشرت صحيفة «المونيتور» مقالا تحليليا لـ«عباس قايداري» وهو محلل إيراني في شؤون الأمن الدولي وقضايا الدفاع، يتحدث المقال حول المخاوف المحتملة لإيران من التدخل الروسي في سوريا، وأنه ربما لا يصب في مصلحتها كما يبدو في ظاهر الأمر.

ووفقا للمقال، فقد أصحبت الأوضاع المعقدة بالفعل في سوريا والعراق أكثر تعقيدا الآن بعد الإعلان عن قاعدة قيادة لتبادل المعلومات الاستخباراتية قد تشكلت من قبل إيران وروسيا وسوريا والعراق. من المقرر أن تقام القاعدة في بغداد، وتهدف إلى تعزيز التعاون في مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأشار المقال إلى التقارير الأولية حول هذه المبادرة في الأصل من قبل وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي روسي قوله: «سيتم تشكيل هذه القاعدة للاستخبارات المشتركة من ممثلي رؤساء الأركان العسكرية المشتركة لكل من هذه الدول الأربع.. الهدف الأول للقاعدة هو جمع المعلومات الاستخباراتية بشأن المنطقة في إطار محاربة المجموعة الإرهابية».

وأضاف المصدر الروسي أنه «بعد جمع البيانات، سيتم تحليلها وسوف يتم في نهاية المطاف إرسالها إلى المنظمات ذات الصلة في القوات المسلحة من كل من هذه البلدان. ستنتقل قيادة القاعدة بالتناوب بين الدول الأعضاء كل ثلاثة أشهر وسوف يكون العراق هو الرئيس الدوري الأول». وذكر الممثل الرسمي لروسيا في القاعدة «سيرجي كيورالنكو» كذلك أن «البلدان الأربعة سيكون لها مسؤوليات متساوية في تنسيق مكافحة الدولة الإسلامية وسيتم تحديد مسؤوليات كل جانب عبر ميثاق خاص سيتم اعتماده قريبا».

على الرغم من أن وسائل الإعلام الروسية والمسؤولين الروس كانوا واضحين جدا وتفصيليين بشأن الحديث حول هذه القاعدة، يبدو أن المسؤولين الإيرانيين لا يزال لديهم شكوكهم. على سبيل المثال، السفير الإيراني لدى العراق «حسن دانيفار» قد قام بالرد على هذه الأنباء بالقول: «هذه مجرد شائعات .. ليس الأمر خطيرا كما يبدو. إيران لديها خططها الخاصة لمكافحة الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وتشمل هذه الخطط اللوجستيات التشاور والتدريب ونحن نواصل بجد العمل عليها». وقال الرئيس الإيراني «حسن روحاني» أمام جمع من الإعلاميين خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك: «طلب مني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل شخصي تشكيل تحالف استراتيجي معه ضد الإرهاب في سوريا. ومع ذلك لا يوجد الآن تحالف استراتيجي بين طهران وموسكو».

في هذه الأثناء، يبدو المسؤولون العراقيون أكثر حماسا بشأن هذه القاعدة. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، «سعد الحديثي»، لوسائل الإعلام الفرنسية: «قاعدة تبادل المعلومات الاستخباراتية التي تبدو على وشك التشكيل هي عبارة عن لجنة تنسيق مشتركة بين البلدان الأربعة المذكورة. والقضايا الأمنية سوف تحدد بالضبط متى ستبدأ هذه اللجنة في أداء مهمها».

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة لم ترحب بتشكيل هذا الائتلاف الاستخباراتي العسكري. وكان رد فعل نائب وزير الدفاع الأمريكي «روبرت وورك» على الأنباء حول القاعدة المشتركة بالقول: «تفاجئنا بدخول العراق إلى هذا الائتلاف مع سوريا وإيران وروسيا. ومن الواضح أننا لن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع سوريا أو روسيا او إيران. لذلك نحن في صدد العمل على معرفة ما الذي ينويه العراق بالضبط، نحن لن تقدم أي معلومات سرية لمساعدة تلك الجهات في ساحة المعركة».

خلال الأسابيع الماضية، قامت روسيا باستعراض عضلاتها في الشرق الأوسط. حيث قامت بإرسال عشرات الطائرات المقاتلة وقاذفات القنابل والدبابات والمدفعية وقوات الكوماندوز إلى سوريا من أجل محاربة الجماعات المعارضة لحكومة الرئيس «بشار الأسد»، رغبة موسكو الواضحة لزيادة وجودها العسكري في سوريا والمنطقة تدل على أن «بوتين» يتطلع لنظام إقليمي جديد. وكانت روسيا بالفعل نشطة في المنطقة، على سبيل المثال، عن طريق توفير المقاتلات سوخوي إلى العراق، وتوفير الدعم السياسي والعسكري لسوريا، وكذلك الحفاظ على الوجود البحري في الموانئ السورية في اللاذقية وطرطوس.

ومع ذلك، تظهر تصرفات روسيا مؤخرا أن موسكو عازمة على استبدال إيران وحزب الله، وأن تصبح هي القوة الجديدة المسؤولة عن العمليات العسكرية في العراق وسوريا. في موازاة ذلك، يبدو أن الحكومة الروسية قلقة حول بقاء «الأسد» في السلطة وبالتالي تسعى إلى تحقيق فكرة الدولة العلوية في المنطقة الساحلية السورية. وبوضع هذا الأمر الأخير في الاعتبار، فمن الواضح أن تشكيل قاعدة الاستخبارات المشتركة، فضلا عن الوجود العسكري المباشر لروسيا في سوريا، سوف يخلق مشاكل متعددة لإيران.

مخاوف إيران

وعدد المقال مجموعة من العوامل التي تتسبب في تعميق المخاوف الإيرانية من التواجد الروسي في سوريا:

أولا هذه العوامل، وفقا للصحيفة، هو أن التعاون الاستخباراتي ومشاركة البيانات العسكرية يمكن أن يؤدي إلى إكساب موسكو المزيد من المعلومات حول القدرات العسكرية لحزب الله. وبالنظر إلى صمت رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» وموافقته الضمنية بخصوص التدخل الروسي في سوريا فمن الممكن مستقبلا أن (إسرائيل) سوف تحظى بميزة الحصول على معلومات سرية بشأن إيران وقدرات حزب الله العسكرية عبر روسيا.

ثاني هذه العوامل هو أن كلا من إيران وحزب الله قد دفعا إلى الآن الثمن الأكبر عسكريا وأمنيا في سوريا. وجود روسيا قوية في البلاد يمكن أن يضعف بسهولة المواقف القوية لإيران وحزب الله. وبالتالي إضعاف موقف طهران في أي مفاوضات سياسية مقبلة حول مستقبل سوريا.

وثالثا، قامت إيران بالفعل بتقديم الدعم الاستخباراتي لكل من العراق وسوريا، وقد تم تقديم الاستخبارات البشرية وأشارات الاستخبارات لهذه البلدان باستخدام طائرات بدون طيار وفرق استخباراتية. 

في الواقع، لا ينبغي أن يغيب عن البال أن هناك تاريخ من التعاون الأمني والاستخباراتي بين روسيا وإيران والعراق وسوريا، هذه الدول لديها بالفعل، بشكل منفصل عن بعضها البعض، اتفاقات للتعاون العسكري والأمني.

وأخيرا، فإن طمأنة روسيا لـ(إسرائيل) بشأن التطورات الجديدة في ساحات القتال في العراق وسوريا يجعل الوضع أكثر تعقيدا.

وهكذا، وفقا للمونيتور، يبدو أن إيران تعتقد أن العيوب والعقبات المحتملة للتدخل الروسي أكبر بكثير من مزاياه. وبناء على هذه الخفية فقد أشارت تقارير أن «المئات من القوات العسكرية الإيرانية دخلوا سوريا من أجل تنفيذ عمليات برية داخل هذا البلد».

وختمت الصحيفة مقالها بالقول إنه، واستنادا إلى البيانات المتاحة، يبدو أن إيران بطبيعة الحال لا ترغب في التنازل عن المناصب العليا في العراق وسوريا إلى بلد آخر، ومع ذلك، فإن طهران ترحب وتدعم رغبة روسيا في محاربة الإرهاب في المنطقة.

  كلمات مفتاحية

التدخل العسكري الروسي إيران سوريا حزب الله روسيا التدخل الروسي في سوريا

«الصبر الاستراتيجي»: لا تطاردوا «بوتين» في سوريا .. دعوه يفشل من تلقاء نفسه

«جيروزاليم بوست»: مخاوف روسيا التقليدية من السُنّة تدفعها لدعم التحالف الشيعي

تأثير التدخل الروسي في سوريا على حوار موسكو والرياض بشأن أسعار النفط

لعبة الشطرنج تحتدم في سوريا بين قوى إقليمية ودولية .. و«الأسد» مفعول به

تحركات موسكو في سوريا: 5 رسائل ترسلها روسيا إلى العالم

«يديعوت»: روسيا وإيران اتخذتا قرارا استراتيجيا بتكثيف دعمهما لنظام «الأسد»

السفير: موسكو تدخل للمنطقة من البوابة الإيرانية مقابل أن تحمي طهران في المحافل الدولية

الأهداف الاستراتيجية للتدخل الروسي في سوريا

إيران وخياراتها السورية

التدخل الروسي في سوريا يعزز نفوذ المتشددين الإيرانيين

«ناشيونال إنترست»: لماذا صعدت إيران من تواجدها في سوريا مؤخرا؟

«ستراتفور»: إيران وروسيا لا تحملان نفس الالتزام تجاه «الأسد»

الإيرانيون والروس ليسوا حلفاء في سوريا كما يعتقد الجميع

إيران وصدمتها في الحليف الروسي

«ناشيونال إنترست»: إيران ستواصل السيطرة على سوريا في وجود «الأسد» أو بدونه