جدد الطيران الروسي غاراته على مناطق وسط سوريا، وشن فجر اليوم الخميس ومساء أمس الأربعاء غارات على ريفي حمص وحماة، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى المدنيين، بعدما استهدفت الغارات صباح أمس الأربعاء مناطق سكنية مأهولة.
وأغارت صباح الأربعاء ولأول مرة مقاتلات روسية على مواقع تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة، ويحاصرها النظام السوري منذ نحو ثلاثة أعوام، وفشل في استعادتها أكثر من مرة.
وقالت المعارضة السورية المسلحة إن «القصف استهدف مدينة اللطامنة وبلدة كفر زيتا بريف حماة، وكلا من تلبيسة والرستن والزعفرانية في ريف حمص، وخلف 36 قتيلا معظمهم مدنيون من النساء والأطفال كما أن الغارات استهدفت مدنيين ومواقع للمعارضة المسلحة، ولم تستهدف أي موقع لتنظيم الدولة الإسلامية».
منطقة آمنة
من جهته، جدد رئيس الائتلاف السوري المعارض «خالد خوجة» مطالبة المجتمع الدولي بضرورة إقامة منطقة آمنة تمنع الفوضى القائمة، والتي يقتات منها النظام وما وصفه بالاحتلال الروسي-الإيراني و«الدولة الإسلامية» على حد سواء.
وأدان «خوجة» الضربات الجوية الروسية في سوريا، مؤكدا أنها قتلت ما لا يقل عن 36 مدنيا واستهدفت مناطق لا وجود فيها لمقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» والمقاتلين المرتبطين بـ«القاعدة».
وطالب المجتمع الدولي بإدانة روسيا واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين السوريين من خلال تطبيق حظر على القصف الجوي.
وكتب «خوجة» في حسابه على تويتر قائلا: «كل الأهداف في الغارة الجوية الروسية اليوم على شمال حلب كانت مدنيين، قتل 36 مدنيا في مناطق لا وجود فيها لتنظيم داعش والقاعدة».
وقال «خوجة»، الذي يشارك في اجتماعات الجمعية العامة لـ«الأمم المتحدة» في نيويورك، إن المدنيين قتلوا في 5 مناطق مختلفة.
وأضاف: «المناطق المستهدفة في الغارة الجوية الروسية اليوم في حمص كانت تلك المناطق التي حاربت (داعش) وهزمته قبل عام» بحسب قوله.
عدوان سافر يغذي الإرهاب
وفي سياق متصل، أدان الإئتلاف الوطني السوري بشدة القصف الوحشي الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين؛ بينهم أطفال ونساء وفق بيان صحفي صادر عن الائتلاف.
وقال البيان «إن عدوان روسيا غير المبرر؛ وانتهاكها السيادة السورية لا يستند إلى أي شرعية قانونية، ويتناقض مع التزامات موسكو الدولية، بما فيها التزامها بيان جنيف 1 الذي يمنع تصعيد العنف ويدعو لاتخاذ إجراءات تحد من ذلك، ولذا فإن القصف الذي أوقع نحو 40 قتيلا، وما يتوارد عن إرسال وحدات روسية خاصة إلى ثكنات ومطارات عسكرية تمهيدا لعمليات برية؛ يمثل عدوانا سافرا على الشعب السوري بكافة مكوناته، ويعزز الاعتقاد بأن موسكو باتت شريكا لنظام الأسد في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين، كما يقوض مزاعمها في السعي لإيجاد حل سياسي وادعاءها الالتزام بمبادئ الشرعية الدولية، بينما هي تدعم نظاما متهالكا وفاقدا لأي شرعية».
وأضاف البيان: «إننا في الائتلاف الوطني نحمل روسيا المسؤولية القانونية والأخلاقية عن الضحايا المدنيين؛ بالشراكة مع النظام والاحتلال الإيراني، وللسوريين الحق في مقاضاتها دوليا حول ذلك، لقد بات من الواجب على جامعة الدول العربية إدانة ذلك العدوان، وعقد جلسة طارئة لبحث تداعياته، كما يتوجب على مجلس الأمن التحرك المسؤول لإلزام موسكو بوقف عدوانها والانسحاب الفوري من كامل الأراضي السورية، لابد للعالم أن يدرك بأن سلوك الحكومة الروسية العدواني يشكل دعما مباشراً لقوى الإرهاب، وعامل تغذية لها، خاصة أنه ينتهج نفس أسلوب النظام في استهداف المدنيين بقصد قتلهم أو تهجيرهم»، بحسب البيان.
وفي هذا السياق قال الرائد «جميل الصالح» قائد تجمع العزة -وهو أحد فصائل المعارضة المسلحة في ريف حماة الذي استهدفه القصف الروسي- «إن التواجد الروسي في سوريا هو لمساندة بشار الأسد والقضاء على الجيش الحر والثورة السورية»، بحسب قوله.
ووفقا للمعارضة السورية المسلحة، فقد تزامن القصف مع إعلان تفويض الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» باستخدام القوة خارج البلاد، وتصريح الكرملين بأن رئيس النظام السوري «بشار الأسد» طلب دعما عسكريا عاجلا من موسكو.( للمزيد)
موسكو: استهدفنا مناطق لـ«الدولة الإسلامية»
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن القصف الذي نفذته مقاتلاتها في سوريا استهدف ثمانية مواقع تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية».
وقالت الوزارة في بيان لها مساء أمس الأربعاء، إن المقاتلات الروسية انطلقت من قاعدة حميميم الجوية في سوريا (قرب مدينة اللاذقية)، وجرى استهداف مخازن للذخيرة والسلاح والوقود، ومركبات ومراكز اتصال، وتدمير مواقع مثل مراكز قيادة في منطقة جبلية بشكل تام.
وأشارت إلى أن جميع الضربات وجهت بعد إجراء مهمة استطلاع جوي والتحقق من معلومات تلقاها الطيران الروسي من هيئة الأركان العامة السورية، مضيفا أن الغارات لم تنفذ على منشآت للبنية التحتية المدنية والمناطق المحيطة بها.
في غضون ذلك شككت عواصم غربية في استهداف الطيران الروسي لمواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، وقال وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» إن المعلومات المتوافرة لديه تشير إلى أن المناطق التي قصفتها الطائرات الروسية لم تكن تحت سيطرة التنظيم.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة «رويترز» إنه بدا أن الضربات الجوية الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الرئيس «بشار الأسد» عبر استهدافها جماعات المعارضة وليس مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية».