فصائل المعارضة تصر على رفض أي دور مستقبلي لـ«الأسد»

الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 03:09 ص

تصر قوى المعارضة السورية السياسية والعسكرية على رفض أي دور محتمل لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» في تسوية النزاع المستمر في البلاد منذ عام 2011، رغم التحول الذي طرأ على مواقف بعض الدول الغربية تجاه «الأسد».

ولم يعد مطلب رحيل «الأسد» والذي تمسكت به عواصم عدة داعمة للمعارضة سابقا، يشكل شرطا مسبقا للمفاوضات حول مستقبل سوريا، بعد أن باتت فكرة ضرورة بقاء «الأسد» في السلطة للتصدي للتنظيمات المسلحة أكثر تداولا في الأسابيع الأخيرة على وقع التعزيزات العسكرية الروسية إلى دمشق.

لكن قياديين في الفصائل المسلحة والائتلاف السوري المعارض يعتبرون أن بقاء «الأسد» في الحكم لا يزال من المحظورات.

 ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن «أحمد قره» المتحدث باسم حركة «أحرار الشام»، قوله إن «بقاء الأسد واستمرار نظامه بمثابة إفشال لأي عملية سياسية».

وأضاف: «يدل ذلك أيضا على الاستهتار بتضحيات الشعب السوري والأهم من ذلك الاستهتار بإرادة الشعب السوري».

فيما قال الناشط «إبراهيم الأدلبي» الذي شارك في أولى التحركات الاحتجاجية التي اندلعت ضد نظام «الأسد» في منتصف مارس/آذار 2011: «لن نرضى كسوريين ببقاء الأسد في الفترة الانتقالية»، مضيفا: «لا يمكن اعتبار قاتل إرهابي حاميا وصمام أمان».

وتتمسك المعارضة السورية والفصائل المقاتلة بمطلب رحيل «الأسد» عن السلطة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضده، وبمقررات مؤتمر «جنيف1» الذي عقد عام 2012 ونص أبرز بنوده على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة.

ويعني هذا البند وفق المعارضة والقوى الدولية الداعمة لها أنه لا دور محتمل لـ«الأسد» في المرحلة الانتقالية، لكن المواقف الدولية الصادرة في الأسابيع الأخيرة بدت أكثر مرونة تجاه مشاركة رئيس النظام السوري في الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في سوريا.

ويثير توسع نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية»، على الرغم من الضربات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي ضده، بالإضافة الى أزمة اللجوء الحادة باتجاه أوروبا، مخاوف المجتمع الدولي.

ويبدو أن العديد من دول الغرب على رأسها أمريكا وبريطانيا، تنظر إلى «الأسد» اليوم بوصفه «أهون الشرين» مقارنة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يرتكب جرائم مروعة على غرار قطع الرؤوس والاغتصاب وتدمير الآثار.

في المقابل، تعتبر قوى المعارضة أن عدد القتلى السوريين جراء قصف قوات النظام يفوق بكثير عدد قتلى «الدولة الإسلامية»، وترى أن استراتيجية النظام لطالما قامت على اعتبار «الأسد» البديل الوحيد عن المتطرفين.

«مأمون أبو عمر»، الناشط ومدير وكالة «شهبا» المحلية في حلب، قال: «قد كبر تنظيم داعش في سوريا بمباركة من الأسد وتوسع على حساب الثورة والفصائل لا على حساب النظام».

وشكلت التحولات في المواقف بشأن موقع «الأسد» في المرحلة الانتقالية، لا سيما تلك الصادرة عن الدول الداعمة للمعارضة، مفاجأة للعديد من أعضاء الائتلاف السوري المعارض الذين ينتقدون تردد حلفائهم وانقسامهم.

وقال القيادي في الائتلاف السوري المعارض «سمير نشار»: «ما يدعو للدهشة هو أن إيران وروسيا تقدمان للنظام ومن دون توقف، كافة أشكال الدعم سياسيا وعسكريا، بينما دخلت مجموعة أصدقاء الشعب السوري في تنافس وصراع على الملف السوري وقوى المعارضة والفصائل»، مضيفا: «سبب ذلك إرباكا وعجزا عن إظهار موقف مشترك من قضايا حساسة».

ميدانيا، تصر الفصائل المقاتلة على استكمال معاركها حتى إسقاط النظام الذي ترى أنه لا يمكن أن يكون حليفا في الحرب ضد «الدولة الإسلامية».

وقال المتحدث باسم الجبهة الجنوبية الرائد «عصام الريس»: «ليس أمامنا إلا أن نعد لعمل عسكري أكبر ونضع مزيدا من الضغط لإظهار ضعف الأسد وحلفائه»، متسائلا: «هل يمكن الاعتماد على نظام عاجز عن السيطرة على معابره الحدودية؟».

وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول أمريكي قوله إن الأوضاع في سوريا وأوكرانيا هيمنت على اجتماع الرئيسين الأمريكي «باراك أوباما» والروسي «فلاديمير بوتين»، في الأمم المتحدة أمس الإثنين، مشيرا إلى أن الزعيمين اتفقا على إجراء مناقشات بين الجيشين الأمريكي والروسي بشأن عمليات محتملة في سوريا، مؤكدا أنهما اتفقا على البحث عن حل سياسي فيها، لكنهما اختلفا بشأن مستقبل «الأسد».

 

 

 

 

  كلمات مفتاحية

بشار الأسد أحرار الشام سوريا الائتلاف السوري المعارضة السورية أمريكا روسيا باراك أوباما فلاديمير بوتين

لعبة الشطرنج تحتدم في سوريا بين قوى إقليمية ودولية .. و«الأسد» مفعول به

«أوباما» و«بوتين» يتفقان على التنسيق عسكريا في سوريا ويختلفان حول مصير «الأسد»

«أوباما» مُستعد للعمل مع إيران وروسيا من أجل حل في سوريا بدون «الأسد»

«أولاند»: مستقبل سوريا لا يمكن أن يكون مع «بشار الأسد»

«مجتهد»: السعودية وأمريكا تدعمان ”سرا“ التفاهم مع «الأسد» خوفا من ”خطر الجهاديين“

«الاتحاد الروسي» يوافق على طلب «بوتين» بالتدخل العسكري الجوي في سوريا

«الأسد» هو الحل؟ فليتوقف عن مهاجمة المدنيين

السعودية تطالب بوقف الغارات الروسية على سوريا

«خوجة»: الضربات الروسية تهدف للقضاء على المعارضة لا لقتال «الدولة الإسلامية»

المعارضة السورية تتهم روسيا بقصف مواقعها.. والكرملين يرد: استهدفنا منظمات «إرهابية»

33 فصيلا سوريا مسلحا يرفضون أي حلول تفرض عبر المجازر