وافق مجلس الاتحاد الروسي في جلسته اليوم الأربعاء، على طلب الرئيس «فلاديمير بوتين» السماح باستخدام القوات الجوية الروسية خارج الحدود بما فيها سوريا.
جاء ذلك في بيان صادر عن رئيس الديوان الرئاسي الروسي «سيرغي إيفانوف» بعد جلسة مغلقة لمجلس الاتحاد الروسي.
وقال البيان، إن «مسألة استخدام القوات الجوية الروسية في الخارج تطال سوريا»، مضيفا: «عمليات القوات الجوية الروسية لها أطر مؤقتة، ولكن لا يمكننا الحديث عن تفاصيلها الآن كعدد الأسلحة ونوعها».
البيان أكد أيضا أن «الحديث يدور عن عمليات للقوات الجوية الروسية فقط، ولا يشمل إرسال جنود على الأرض لأن هذا الأمر غير وارد».
وأشار إلى أن رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، «توجه بطلب إلى روسيا لتقديم مساعدات عسكرية إلى دمشق».
«عدد المواطنين الروس ومواطني رابطة الدول المستقلة المنضمين إلى الدولة الإسلامية ينمو بسرعة كبيرة ومنهم من عاد ويجب علينا التحرك». بحسب البيان، الذي شدد على أن «الحديث عن استخدام القوات الجوية الروسية خارج الحدود لا يدور عن طموحات ما ولكن عن مصالح قومية لروسيا».
وكانت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي «فالنتينا ماتفيينكو» قالت في مستهل جلسة الاتحاد المغلقة اليوم، «سننظر في مسألة تتعلق باستخدام القوات الجوية التابعة للاتحاد الروسي خارج حدود البلاد».
يذكر أن المجلس وافق بالإجماع في مارس/آذار عام 2014، على طلب الرئيس الروسي بشأن استخدام قوات مسلحة روسية في (جمهورية القرم ذاتية الحكم قبل انضمامها إلى الاتحاد الروسي) حتى تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة. وأشار مسؤولون روس آنذاك إلى أن إعطاء هذا التفويض لا يعني أن روسيا ستستخدم قواتها بالفعل.
ويقول مسؤولون أمريكيون ومصادر عسكرية ومصادر في المعارضة داخل سوريا إن الجيش الروسي عمد إلى زيادة وجوده في المناطق التي تخضع لسيطرة «الأسد».
وكانت واشنطن قالت إن روسيا ربما كانت تعد مطارا قرب مدينة اللاذقية أحد معاقل «الأسد» إلى الشمال من طرطوس.
وأمس الثلاثاء، قال موقع «ذي أفيشينيست» العسكري، إن 6 مقاتلات روسية من طراز سوخوي 34 قد وصلت إلى اللاذقية غربي سوريا للانضمام للفرقة العسكرية الروسية الموجودة هناك. (طالع المزيد)
وعرض الموقع صورة لإحدى المقاتلات وهي تهبط في مطار «الأسد الدولي» بالمدينة، والتي هبطت به الأسبوع الماضي 28 مقاتلة روسية، وأوضح أن المقاتلات الـ6 كانت بصحبتهم طائرة نقل وقد مرت فوق مدينة حماة السورية.
والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أمريكيون إن 28 مقاتلة روسية تخفت عبر إشارة رادار لطائرة نقل أكبر في محاولة لتفادي رصدها، لكن تم رصدها من جانب هيئات المراقبة الجوية العراقية قبل أن تهبط في اللاذقية.
ومنذ أسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا دعما للنظام السوري.
وتورد روسيا الأسلحة إلى دمشق منذ العهد السوفيتي، وتعد موسكو من أقرب حلفاء «بشار الأسد» في قمعه للثورة الشعبية التي اندلعت ضده قبل أكثر من أربعة أعوام، وقتل فيها أكثر من 240 ألف شخص.
وأول أمس الإثنين، اعتبر الرئيس الروسي أن النظام السوري هو الجهة الشرعية الوحيدة في سوريا، قائلا: «بناء على طلب الدولة السورية، وبما يتوافق مع القوانين الدولية، قدمنا دعما عسكريا وتقنيا لها».