«رويترز»: روسيا تمد شريانا بحريا لـ«الأسد» في سوريا

الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 05:09 ص

أظهرت بيانات حركة السفن أن السفينة «ألكسندر تكاتشينكو»، رست في ميناء طرطوس في 11 سبتمبر/أيلول الجاري، مع تواتر التقارير عن تزايد النشاط العسكري الروسي في سوريا.

وبحسب وكالة «رويترز»، فإن المهمة الجديدة التي تقوم بها السفينة، ذات أهمية استراتيجية حيث تعمل على تعزيز خط الإمداد الروسي للمناطق الخاضعة لحكم رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

ويقع الميناء في منطقة مازالت تخضع لسيطرة حكومة «الأسد» وتستأجر فيها روسيا قاعدة بحرية.

وفي الطريق أثناء الرحلة توقفت السفينة في ميناء «نوفوروسيسك» الروسي المطل على البحر الأسود، حيث قال مصدر بالميناء إنه تم تحميلها بشحنة من الشاحنات المطلية باللون الأبيض.

وقد تم التوصل إلى خط سير السفينة باستخدام بيانات وصول السفن إلى الموانيء وبيانات «رويترز» ومعلومات من مصدر للمعلومات البحرية.

وتمثل رحلة السفينة جانبا واحدا فقط من زيادة حادة في حركة النقل البحري بين روسيا وسوريا حيث مني «الأسد» حليف الكرملين بانتكاسات شديدة في صراعه من أجل البقاء في السلطة.

ولم يتسن التأكد من طبيعة ما كان في الشاحنات أو ما إذا كان قد تم انزالها من السفينة في طرطوس.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على أسئلة مكتوبة قدمتها «رويترز» عما إذا كانت قد استأجرت السفينة، وقالت وزارة الطواريء الروسية التي تشرف على المساعدات الخارجية والانسانية إنها لا تعلم شيئا عن السفينة.

غير أن السفينة كانت تستخدم عادة في نقل الركاب عبر مضيق كيرش البحري المزدحم الذي يمثل همزة الوصل الوحيدة بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو إليها من أوكرانيا في العام الماضي.

لكن هذه الرحلات توقفت فجأة في أواخر أغسطس آب عندما استأجرت الحكومة الروسية السفينة وفقا لما قاله موظف بالشركة التي تتولى تشغيل الخدمة.

ويقول مسؤولون أمريكيون ومصادر عسكرية ومصادر في المعارضة داخل سوريا إن الجيش الروسي عمد إلى زيادة وجوده في المناطق التي تخضع لسيطرة «الأسد».

وكانت واشنطن قالت إن روسيا ربما كانت تعد مطارا قرب مدينة اللاذقية أحد معاقل الأسد إلى الشمال من طرطوس.

وفي حين أن الكرملين لم يعترف بأي حشد عسكري فإن بيانات متابعة حركة السفن المتاحة علنا، تظهر زيادة في حركة الشحن البحري بين البلدين من خلال رحلات لا يمكن تفسير عددها باستخدام نمط التجارة المعتاد بين الجانبين.

ففي المتوسط اتجهت سفينة شحن واحدة كل شهر من «نوفوروسيسك» إلى «طرطوس» في الفترة من سبتمبر/أيلول 2014 إلى الشهر نفسه من العام الجاري، وقبل شهر أغسطس/ آب الماضي رست سفينة واحدة فقط أبحرت من نوفوروسيسك في اللاذقية خلال 2014-2015.

غير أن البيانات أوضحت أنه في الفترة من التاسع إلى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وصلت ست سفن على الأقل إلى ميناء طرطوس أو اللاذقية قادمة من نوفوروسيسك، وكانت السفينة «ألكسندر تكاتشينكو» واحدة من هذه السفن.

وقالت شركة «إس.إم.تي-كي» التي تعمل انطلاقا من شبه جزيرة القرم والتي كانت تتولى تشغيل السفينة كعبارة عبر مضيق كيرش منذ مارس/ آذار الماضي، إن رحلات السفينة إلى شبه الجزيرة توقفت في نهاية أغسطس/آب الماضي.

وقال موظف بالشركة ردا على الهاتف بمقر الشركة إن الحكومة الروسية استأجرت السفينة، ورفض الموظف أن يذكر اسمه.

وشوهدت السفينة بعد ذلك في ميناء «نوفوروسيسك» الواقع على مسافة قصيرة على ساحل البحر الأسود، وتظهر بيانات متابعة حركة السفن أنها رست في الميناء في أول سبتمبر/أيلول.

وأفاد موظف بميناء «نوفوروسيسك» بأنه شارك في تحميل السفينة وسفينة ثانية بشاحنات بيضاء من المقرر نقلها إلى سوريا.

وتبين قواعد بيانات الشحن البحري أن السفينة «ألكسندر تكاتشينكو» مملوكة لشركة كوكسوخيمترانس ومقرها موسكو.

وكان موقع «ذي أفيشينيست» العسكري، قال إن 6 مقاتلات روسية من طراز سوخوي 34 قد وصلت اليوم الثلاثاء إلى اللاذقية غربي سوريا للانضمام للفرقة العسكرية الروسية الموجودة هناك.

وعرض الموقع صورة لإحدى المقاتلات وهي تهبط في مطار «الأسد الدولي» بالمدينة، والتي هبطت به الأسبوع الماضي 28 مقاتلة روسية.

وأوضح الموقع أن المقاتلات الـ6 كانت بصحبتهم طائرة نقل وقد مرت فوق مدينة حماة السورية. (طالع المزيد)

والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أمريكيون إن 28 مقاتلة روسية تخفت عبر إشارة رادار لطائرة نقل أكبر في محاولة لتفادي رصدها، لكن تم رصدها من جانب هيئات المراقبة الجوية العراقية قبل أن تهبط في اللاذقية.

ومنذ أسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا دعما للنظام السوري.

وتورد روسيا الأسلحة إلى دمشق منذ العهد السوفيتي، وتعد موسكو من أقرب حلفاء «بشار الأسد» في قمعه للثورة الشعبية التي اندلعت ضده قبل أكثر من أربعة أعوام، وقتل فيها أكثر من 240 ألف شخص.

وأمس الإثنين، اعتبر الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» أن النظام السوري هو الجهة الشرعية الوحيدة في سوريا، قائلاً «بناء على طلب الدولة السورية، وبما يتوافق مع القوانين الدولية، قدمنا دعما عسكريا وتقنيا لها».

 


 

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا بشار الأسد سفن ميناء طرطوس

موقع عسكري: 6 مقاتلات روسية تصل إلى اللاذقية السورية

صحف بريطانية: بقاء «الأسد» غير أخلاقي .. والتحركات العسكرية الروسية ”خطيرة“

وصول 15 طائرة شحن روسية إلى اللاذقية السورية خلال أسبوعين

لماذا تصر روسيا على دعم «بشار الأسد»؟

مسؤولون أمريكيون: روسيا أرسلت سفينتي إنزال بري وطائرات وقوات مشاة إلى سوريا

«الاتحاد الروسي» يوافق على طلب «بوتين» بالتدخل العسكري الجوي في سوريا

البنتاغون يفتح خطوط اتصال مع موسكو حول حركة الطيران فوق سوريا

الكرملين: استخدام القوة الروسية في سوريا يهدف لدعم «الأسد» ومكافحة الإرهاب

«الأسد» هو الحل؟ فليتوقف عن مهاجمة المدنيين

روسيا تقصف مواقع وسط سوريا وواشنطن ترى أنها لا تستهدف «الدولة الإسلامية»

«خوجة»: الغارات الروسية قتلت مدنيين في مناطق لا وجود فيها لـ«الدولة الإسلامية»

أهداف اللعبة العسكرية الروسية في سوريا

روسيا واستباحة العرب

«الأسد» من رافعة إيرانية إلى أخرى روسية

وزير بريطاني: روسيا تقصف المعارضة ومزاعم ضرب الدولة الإسلامية «بروباغندا»