أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، أنها وجهت بفتح «خطوط اتصال» مع روسيا لتنسيق حركة الطائرات المحلقة في الأجواء السورية.

جاء ذلك في الموجز الصحفي للبنتاغون الذي عقده المتحدث باسم الوزارة «بيتر كوك» من واشنطن، الثلاثاء، حيث قال: «بعد لقاء الرئيس (باراك) أوباما مع الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين يوم الإثنين (أول أمس)، وجه وزير الدفاع (آشتون كارتر) طاقمه بفتح خطوط الاتصال مع روسيا لتنسيق حركة الطائرات» في الأجواء السورية.

وأشار إلى أن تفاصيل المحادثات وموعد بدء فتح قنوات الاتصال سيتم الإعلان عنها، في وقت لاحق اليوم الأربعاء، إلا أنه ذكر أن الموعد لن يكون قريبا، بحسب وكالة الأناضول.

وكانت الاتصالات بين الجيشين الأمريكي والروسي قد انقطعت العام الماضي بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم.

وعلل المتحدث باسم البنتاغون، الاتصالات بين الجيشين بكونها «لضمان عدم اعتراض النشاطات العسكرية الروسية لعمليات التحالف الدولي (الذي يقصف تنظيم الدولة الإسلامية) الجوية المستمرة، وضمان سلامة الطواقم الجوية للتحالف وتجنب سوء التقدير والخطأ في الحسابات».

وأجرى الرئيس الأمريكي الإثنين محادثات مع نظيره الروسي استمرت أكثر من 90 دقيقة، بحثا خلالها الأزمة السورية ومساعدة روسيا لنظام «بشار الأسد»، الأمر الذي تمخض عنه إعلان البيت الأبيض عن وقوف البلدين على طرفي نقيض من الأزمة.

ففي الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى حل سياسي لا يكون رأس النظام السوري طرفا فيه، تصر روسيا على بقائه على رأس السلطة.

وكانت روسيا قد بدأت في وقت سابق من هذا الشهر نشر تعزيزات عسكرية للنظام السوري في مطار قريب من مدينة اللاذقية (غرب) وصفتها واشنطن بأنه محاولة «لإنشاء عمليات جوية متقدمة في المنطقة».

وفي وقت سابق اليوم، وافق مجلس الاتحاد الروسي، على طلب «فلاديمير بوتين» السماح باستخدام القوات الجوية الروسية خارج الحدود بما فيها سوريا. (طالع المزيد)

وأمس الثلاثاء، قال موقع «ذي أفيشينيست» العسكري، إن 6 مقاتلات روسية من طراز سوخوي 34 قد وصلت إلى اللاذقية للانضمام للفرقة العسكرية الروسية الموجودة هناك. (طالع المزيد)

وعرض الموقع صورة لإحدى المقاتلات وهي تهبط في مطار «الأسد الدولي» بالمدينة، والتي هبطت به الأسبوع الماضي 28 مقاتلة روسية، وأوضح أن المقاتلات الـ6 كانت بصحبتهم طائرة نقل وقد مرت فوق مدينة حماة السورية.

والأسبوع الماضي، قال مسؤولون أمريكيون إن 28 مقاتلة روسية تخفت عبر إشارة رادار لطائرة نقل أكبر في محاولة لتفادي رصدها، لكن تم رصدها من جانب هيئات المراقبة الجوية العراقية قبل أن تهبط في اللاذقية.

ومنذ أسابيع، تبدي واشنطن قلقها حيال تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا دعما للنظام السوري.

وتورد روسيا الأسلحة إلى دمشق منذ العهد السوفيتي، وتعد موسكو من أقرب حلفاء «بشار الأسد» في قمعه للثورة الشعبية التي اندلعت ضده قبل أكثر من أربعة أعوام، وقتل فيها أكثر من 240 ألف شخص.

واعتبر الرئيس الروسي الإثنين أن النظام السوري هو الجهة الشرعية الوحيدة في سوريا، قائلا: «بناء على طلب الدولة السورية، وبما يتوافق مع القوانين الدولية، قدمنا دعما عسكريا وتقنيا لها».