مسؤول عسكري أمريكي: واشنطن غير قادرة على حماية المعارضة السورية

الجمعة 2 أكتوبر 2015 08:10 ص

قالت الولايات المتحدة الأمريكية الخميس، إنها غير قادرة على حماية جميع المعارضين لنظام «بشار الأسد»، من كل الهجمات التي يتعرضون لها في سوريا، في إشارة إلى ضربات جوية روسية وصفها وزير الدفاع الأمريكي، الأربعاء، بأنها استهدفت مناطق داخل سوريا، لا تضم مواقع لـ«الدولة الإسلامية».

وقال المتحدث باسم قيادة المهمات المشتركة لعمليات العزيمة الصلبة «ستيف وارين»، الخميس، إنها «ساحة معركة (في سوريا)، وهذا يعني أننا لا نستطيع حماية الجميع من كل شيء، لكن هذه القوات (المعارضة السورية التي استهدفتها روسيا) تحارب الدولة الإسلامية، نحن هنالك معهم لمساعدتهم على تدمير التنظيم».

تعليقات «وارين» جاءت في مؤتمر صحفي عقده عبر برنامج المحادثات المرئية سكايب من العراق، مع صحفيين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية بواشنطن، عقب بدء روسيا حملتها الجوية داخل سوريا، التي أفادت أنها تستهدف «الدولة الإسلامية»، إلا أن الولايات المتحدة تقول بأنها ليست كذلك.

من جانب آخر، شدد «وارين» بقوله «أريد أن أذكركم أن الأسد مغتسل بالدماء، يداه ملطختين بدماء المدنيين من شعبه، أنه يقصفهم بالبراميل المتفجرة، ونفذ غارات بالاسلحة الكيماوية ضدهم، وعرضهم للتجويع».

وتابع أيضا «لذا فنحن قيادة المهام المشتركة، لن نتصل بالحكومة السورية على الإطلاق، فليس لدينا أي شيء لنقوله للحكومة السورية».

وكانت الإدارة الأمريكية قد ألمحت في أكثر من مناسبة سابقة، أنها ستحمي قوات المعارضة السورية المعتدلة، من أي هجمات قد تتعرض لها، سواء من قوات نظام «الأسد» أو «الدولة الإسلامية».

وكانت الولايات المتحدة قررت أغسطس/آب الماضي شن غارات جوية للدفاع عن مقاتلي المعارضة السورية الذي دربهم جيشها في مواجهة أي جهة بما في ذلك القوات المسلحة السورية.

ويهدف القرار الذي اتخذه الرئيس «باراك أوباما» إلى حماية مجموعة المقاتلين السوريين الذين سلحتهم ودربتهم الولايات المتحدة لمحاربة «الدولة الإسلامية» وليس لمحاربة القوات الحكومية السورية.

من جانبه وصف البيت الأبيض، الخميس، الغارات الجوية الروسية التي نفذتها فوق الأراضي السورية بـ«العمليات العسكرية العشوائية ضد المعارضة السورية» التي «ستدفع ثمنها روسيا».

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض «جوش إيرنست»، أن قيام روسيا باستهداف المعارضة سيؤدي إلى «إطالة الصراع الطائفي داخل سوريا مالم يستمر إلى أجل غير مسمى، أو سيتهدد بجر روسيا بشكل أعمق إلى داخل هذا الصراع».

وأكد في الموجز الصحفي اليومي من واشنطن، أن روسيا تتعمد ضرب الأهداف التي نفذتها قائلاً «حتى هذه المرحلة، ليس لدي أي سبب للتشكيك في قدرتهم على ضرب الأهداف المقصودة»، وعقب قائلاً «اعتقد أنهم (الروس) ضربوا الأهداف التي عزموا على ضربها».

هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في وقت سابق، أنها قد استأنفت الخميس، أول اتصالاتها مع نظيرتها الروسية، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة «لبحث آليات تنفيذ عمليات جوية آمنة فوق سوريا». (طالع المزيد)

وقال المتحدث باسم الوزارة «بيتر كوك»، في الموجز الصحفي اليومي، إن نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي «اليسا سلوتكين» قد مثلت الإدارة الأمريكية في هذه المباحثات والتي عرضت «اقتراحاً مبدئياً يعزز السلامة ويمنع الخطاً في الحسابات ويمكن من خلاله تجنب التحركات والنشاطات أو العمليات التي يمكن أن تقوم بتصعيد التوتر بين البلدين».

وشدد على أن كلا الجانبين المتباحثين قد اتفقا على دراسة المقترحات وتقديم ملاحظات بشأنها خلال الأيام القادمة، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده لاتعتزم «مشاركة المعلومات الاستخبارية مع الروس».

تجدر الإشارة إلى أن التوتر بدأ في التصاعد بين موسكو وواشنطن، مؤخرا على خلفية قيام الروس المتحالفين مع رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، بضرب مواقع قالوا إنها تابعة لـ«الدولة الإسلامية»، بينما تصر الولايات المتحدة وعدد من حلفائها على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مجاميع مناهضة لـ«الأسد» ولا تتبع «الدولة الإسلامية».

وكان وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»،قال إن الولايات المتحدة الأمريكية لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا إذا كان الهدف الحقيقي منها هزيمة الدولة الإسلامية، معربًا عن «القلق البالغ» في حال لم تستهدف الضربات الروسية «الدولة الإسلامية» والقاعدة.

وتابع «كيري»: «إذا كانت التحركات الروسية الأخيرة تعكس التزاما حقيقيا بهزيمة ذلك التنظيم، فنحن اذن مستعدون للترحيب بهذه الجهود».

جاء ذلك فيما صرح وزير الدفاع الأمريكي «أشتون كارتر» أن هذه الضربات بمثابة «صب الزيت على النار»، مؤكدا أن أي عمليات عسكرية في سوريا لا تدعمها تدابير لنقل السلطة ستكون لها نتائج عكسية تهدد بتنامي الحرب الأهلية في سوريا. 

  كلمات مفتاحية

البنتاغون يفتح خطوط اتصال مع موسكو حول حركة الطيران فوق سوريا

«الاتحاد الروسي» يوافق على طلب «بوتين» بالتدخل العسكري الجوي في سوريا

«أوباما» و«بوتين» يتفقان على التنسيق عسكريا في سوريا ويختلفان حول مصير «الأسد»

الخارجية الروسية: مجموعة الاتصال بشأن سوريا قد تجتمع الشهر المقبل

«بوتين»: نظام «الأسد» الجهة الشرعية الوحيدة في سوريا ويجب دعمه

الغارات الروسية تقتل 370 شخصا معظمهم من المعارضة السورية

مسؤولة أممية: نزوح 35 ألف سوري جراء الغارات الروسية

«رايتس ووتش»: روسيا خرقت قوانين الحرب بقتلها 59 مدنيا بينهم 33 طفلا بسوريا