اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية الدولية، روسيا بانتهاك قوانين الحرب عبر قتل 59 مدنيا بينهم 33 طفلا في غاراتين بحمص السورية منتصف الشهر الجاري.
وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت اليوم الأحد: «إن غارتين جويتين على الأقل شمال حمص يعتقد السكان المحليون أنهما روسيتان، انتهكتا قوانين الحرب، حيث أدت الغارتان، في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2015، إلى مقتل 59 مدنيا بينهم 33 طفلا، إضافة إلى قائد مجموعة معارضة مسلحة محلية، على روسيا التحقيق في الهجمات».
ووفق المنظمة، «أصابت الغارة الأولى والأكثر عنفا منزلا في قرية الغنطو اتخذته عائلة عساف مأوى لها، ما أسفر عن مقتل 46 من أفراد الأسرة جميعهم من المدنيين، بينهم 33 طفلا و12 امرأة ، وذلك وفقا لمسعفين ونشطاء محليين».
وأضافت أن «القتلى أقرباء قائد محلي ينتمي إلى الجيش السوري الحر المعارض، لكن شهود عيان قالوا إنه لم يكن حينها في المنزل».
أما الغارة الثانية، وفق البيان، «فكانت على بلدة تير معلة المجاورة، حيث أصابت جوار مخبز، وفقا لشهود عيان محليين، وقتلت 13 مدنيا على الأقل وقائد محلي في الجيش الحر منشق عن الجيش الحكومي».
وأشارت المنظمة إلى أنه لم يتضح ما إذا كان هذا القائد هو المستهدف، ولم تصدر روسيا ولا سوريا تصريحات حول غارات جوية محددة .
من جانبه قال «نديم حوري»، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط بالمنظمة: «لا يملك المدنيون في شمال حمص مكانا للاختباء أو الهرب عندما تزيد حدة الهجمات، على روسيا ضمان أخذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين وتمكينهم من مغادرة المنطقة عند رغبتهم، دون التعرض للغارات الجوية الروسية أو السورية»
وأضاف: «تتحدث روسيا عن ضربات دقيقة، لكن المعطيات الميدانية واللقطات المأخوذة بعد الهجمات تشير إلى مقتل مدنيين كثر على روسيا اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين من هجماتها».
وتؤكد روسيا أن الضربات الجوية التي تنفذها منذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» ومجموعات «إرهابية» أخرى، فيما تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة أخرى.
وقبل أيام، أكدت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، «فانيسا اوغنان»، «نزوح قرابة 35 ألف شخص من (بلدتي) الحاضر والزربة في ريف حلب الجنوبي الغربي على خلفية الهجوم الحكومي في الأيام القليلة الماضية».
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 12 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، فيما أدى النزاع الدامي المستمر منذ منتصف مارس/آذار 2011 إلى نزوح أكثر من نصف السكان داخل سوريا وتهجير أكثر من 4 ملايين خارجها.
كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الضربات الجوية التي تشنها الطائرات الروسية في سوريا منذ نهاية الشهر الماضي، أسفرت عن مقتل 370 شخصا على الأقل معظمهم من مقاتلي المعارضة السورية.