علمت منظمة «العفو الدولية» أن السلطات اللبنانية قد قامت اليوم بإعادة أكثر من 100 لاجيءٍ سوري إلى سوريا قسرا، ولا يزال نحو 150 لاجئا آخرا عالقين في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وهم عرضة أيضا لخطر ترحيلهم الوشيك في غضون الساعات القليلة القادمة.
وقيل إن السلطات تخطط لإجبارهم على مغادرة المطار على متن الطائرة التي من المتوقع أن تغادر في الساعة 9:30 مساء بالتوقيت المحلي.
ووصل اللاجئون بيروت على متن رحلات طيران قادمة من سوريا على أن يتابعوا سفرهم إلى تركيا وكان من المفترض أن تغادر رحلاتهم، بتاريخ 7 يناير/ كانون الثاني، بيد أنه لم يتسنّ لهم القيام بذلك جراء إلغاء رحلتين على متن الخطوط الجوية التركية، بعد بدء سريان تطبيق التعليمات الجديدة التي أصدرتها السلطات التركية وتشترط فيها على السوريين استصدار تأشيرات قبل الدخول إلى أراضيها بغية الحد من إمكانية دخولهم إليها.
وفي ضوء هذه التطورات، قال مدير برنامج حقوق اللاجئين والمهاجرين بمنظمة العفو الدولية، «شريف السيد علي»: «لقد انزلقت الحكومة اللبنانية منزلقا صادما جديدا، وذلك بإقدامها على إعادة أكثر من 100 لاجئٍ إلى سوريا قسراً، وتعريض حياتهم لخطر مميت، ويعد ذلك مخالفة صريحة لالتزامات لبنان الدولية التي تقتضي منه توفير الحماية لجميع اللاجئين الفارين من حمام الدم والاضطهاد في سوريا، ويتعين على الحكومة اللبنانية أن تتوقف فورا عن ترحيل المزيد من اللاجئين السوريين».
واختتم «شريف السيد» علي تعليقه قائلا: «تمثل التعليمات الجديدة الخاصة بالحصول على تأشيرات من أجل دخول تركيا عقبة أخرى أمام السوريين الذين يسعون جاهدين للعثور على ملاذ آمن يقيهم ويلات النزاع، وتظهر الطبيعة المدمرة لتبعات فرض مثل هذه القيود على اللاجئين عموما».
ومؤخرا، أعلنت الخارجية التركية، فرض تأشيرة دخول (فيزا) على المواطنين السوريين الوافدين إلى تركيا عن طريق المنافذ البحرية والجوية، وذلك اعتبارا من 8 يناير/كانون الثاني الجاري.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية، «طانجو بيلغيج»، في مؤتمر صحفي عقده، في مقر الوزارة بالعاصمة أنقرة.
وقال «بيلغيج» إن القرار يستثني السوريين الوافدين إلى تركيا عبر المعابر البرية الموجودة بين البلدين.
وأوضح أن تطبيق نظام تأشيرة الدخول على السوريين القادمين من دول أخرى، يندرج ضمن إطار الحد من الهجرة غير الشرعية.
وتركيا التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم- أنفقت 7.6 مليار دولار حتى الآن لرعاية 2.2 مليون لاجئ سوري.