قال وزير الخارجية القطري «خالد العطية» إن الربيع العربي تعرض لـ«ثورة مضادة» وراءها أطراف هدفت إلى إفشاله، مشيرا إلى أن قطر والسعودية وتركيا لن تألو جهدا في إيجاد مخرج سياسي لسوريا، كما شدد على ضرورة القيام بتحرك دولي «بالعمل لا بالقول، سواء بجنيف 1 أو بمبادرة أخرى لإنهاء الأزمة السورية».
وفي مقابلة مع صحيفة «الحياة» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، قال «العطية» إن موقف بلاده من الأزمة السورية ثابت رغم تعدد واختلاف المبادرات لحل تلك الأزمة.
وتابع: «منذ عام 2011 الشعب السوري أراد حريته، وللأسف الناس دائما ينسون بداية الثورة السورية وأسبابها، هذا الشعب جوبه بالقتل، في بداية الثورة قدمنا مبادرة كان من الممكن أن تنقذ الوضع، وتحدثنا مع (رئيس النظام السوري) بشار الأسد في أكثر من واقعة لنثنيه عما يقوم به ضد شعبه، وتشجيعه على القيام ببعض الإصلاحات التي كان من الممكن أن تخدم القضية».
وزير الخارجية القطري أضاف أيضا أن «سبب المشكلة القديم الجديد في سوريا هو النظام السوري، وبشار الأسد تحديدا، وبالتالي نعتقد أن أي مبادرات لا تكون مبنية على اتفاقية جنيف1، التي يقبلها الشعب السوري لا أنا، وبهيئة انتقالية بالصلاحيات كافة ولا يكون للأسد دور فيها، لن تنجح، ومهما طرح من مبادرات فإن الشعب السوري قال كلمته، وبالمناسبة لا توجد مبادرة روسية»، والموقف الروسي ليس بجديد ولم يتغير تجاه سوريا.
وبخصوص رؤيته لثورات الربيع العربي، قال «العطية» إن «المشكلة ليست في الربيع العربي، المشكلة في من عمل خلف الثورات المضادة للربيع العربي، شهد العالم ربيعا أوروبيا، الربيع كان موجودا في كل العالم، في فرنسا والبرتغال، كل العالم شهد ربيعاً أو ثورة، المشكلة ليست في الربيع العربي، المشكلة تكمن في من قام بتغذية الثورات المضادة لإفشال الربيع العربي».
وفيما يتعلق بالعلاقات الخليجية الإيرانية، قال إن «أي حوار خليجي إيراني يجب أن يتم على قاعدة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الانتقائية في طرح الملفات، لا سيما الإقليمية المتعلقة بالأزمات في الدول العربية».
وأضاف أنه «إذا كانت إيران جادة في موضوع الملف السوري، لا نتحدث عن العلاقة الثنائية نحن نتحدث عن كتلة، لدينا خلاف مع إيران في كثير من المواقع في الدول العربية، في العراق وسوريا ولبنان واليمن».
وفيما يخص القضية اليمنية، جدد «العطية» التأكيد على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن 2216 المتعلق باليمن، مشيرا إلى أن دول التحالف المشاركة في الحرب دعما للشرعية «ليست من دعاة حرب» ولا هي في وارد الاستمرار في «حرب أبدية» في اليمن.
وفي معرض رده على سؤال حول الدعم القطري لجماعة «الإخوان المسلمين»، قال إن «هذه القصة القديمة المتجددة، قطر لا تدعم حزبا أو تدعم أشخاصا، قطر تدعم حكومات، وهذا ثابت، لكن إذا صدر صوت عقل من قطر فإنها تتمنى ممن يتلقى هذا الصوت أن يحلل ما هو مقصود، وإذا طلبنا بعدم تهميش فئة هنا أو هناك فلا يعني ذلك بالضرورة أن قطر تدعمهم أو لها علاقة خاصة بهم، إنما نطلب عدم التهميش، والقصد أننا نحاول حقن الدماء وأن تستوعب هذه الفئات، حتى، لا قدر الله، لا ندفع بها إلى مجهول لا تحمد عقباه، هذه فكرة قطر عندما تتكلم».
وأكد إنه لا يوجد «عداء» بين بلاده ومصر، التي هي دولة عربية لها مكانتها في جامعة الدول العربية، ونتمنى أن تكون مصر معافاة وبصحة، لأن صحة مصر من صحة الدول العربية، علاقاتنا مع مصر علاقات طبيعية. بحسب قوله.
وكان «خالد العطية» قال أمس إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى مكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنه حذر من أن خطة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا.
وأوضح في مقابلة مع «رويترز» أنه «لا أحد يمكنه أن يرفض دعوة السيد بوتين إلى تحالف ضد الإرهاب، لكننا نحتاج إلى أن نعالج السبب». (طالع المزيد)