«الأسد» يلهب الصراع .. «أوباما» يصفه بـ«الطاغية» و«بوتين» يعتبره بطلا

الثلاثاء 29 سبتمبر 2015 06:09 ص

أكد الرئيس الأمريكي«باراك أوباما»، أمس الإثنين، استعداد بلاده العمل مع روسيا وإيران من أجل ايجاد تسوية للأزمة السورية، لكن قطبي العالم اختلفا حول إمكانية أن تشمل جهود السلام الرئيس السوري «بشار الأسد»، فبينما رفض «أوباما» العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب السورية وسقوط ضحايا، شدد «بوتين» على ضرورة التعاون مع الجيش النظامي مؤكدا أنه لا بديل عن «الأسد».

«أوباما»: «الأسد» .. طاغية

وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصف الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الأسد بالطاغية وبأنه الجاني الرئيسي في الحرب السورية التي قتل فيها على مدار السنوات الأربع مئتا ألف شخص على الأقل إضافة لملايين المشردين.

وقال «أوباما»: «الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في  ذلك روسيا وإيران لإيجاد حل للصراع ولكن يجب أن نقر بأنه لا يمكن العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب بعد كل ما أريق من دماء وبعد كل هذا القتل».

وفي تعبير عن نواياه للتعامل مع إيران وروسيا وكلاهما من داعمي «الأسد» أقر «أوباما» وبكل وضوح بتأثيرهما في سوريا وتجرع الولايات المتحدة لدواء مر.

وفي أحدث إشارة على أن الولايات المتحدة رغم عدائها لـ«الأسد» فإنها مستعدة لبقائه لفترة من الزمن، لم يتحدث أوباما بوضوح عن إزاحة «الأسد» وأشار إلى احتمال الوصول إلى «مرحلة انتقالية تتم إدارتها» بعيدا عن إدارته.

ورفض الرئيس الأمريكي الطرح القائل بأن «الاستبداد هو السبيل الوحيد لقهر تنظيمات كالدولة الإسلامية» وقال «لو سرنا وفق هذا المنطق فعلينا دعم طغاة مثل بشار الأسد الذي يلقي البراميل المتفجرة فيقتل بها الأطفال الأبرياء لأنه البديل أسوأ بالتأكيد.»

وأقر الرئيس الأمريكي أن «القوة العسكرية لن تكون كافية لحل الأزمة»، مشيراً في الوقت ذاته، أن الولايات المتحدة «لا تقبل بوجود قوة إرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية»، فيما شدّد على أهمية استخدام القوة المسلحة للقضاء عليه.

«أوباما» حذر في كلمته من الخلط بين الدين الإسلامي والتطرف، قائلاً «من الجهل اعتبار أن الإسلام هو الإرهاب، إن الدولة الإسلامية يعتمد على استمرار الحرب حتى تبقى على وجه الحياة، وأعتقد أنه يتعين على المسلمين نبذ العنف».

واستطرد الرئيس الأمريكي: «إن الديمقراطية وسماع حقوق الآخرين هو الذي جعل أمريكا أقوى دولة في العالم، والحكومات التي تقمع معارضيها، تثبت ضعفها وليس قوتها، كما أن الزعماء الذين يعادون دساتير بلادهم هم في الحقيقة عاجزون عن قيادة بلد ناجح.. وتجارب التاريخ علمتنا أن الأنظمة التي تخشي شعوبها هي التي حتما ستنهار، وعلينا أن نمضي  للأمام وأن ندافع عن الديمقراطية، فكوارث مثل تلك التي حلت بسوريا لا يمكن أن تحدث في أي بلد ديمقراطي يحترم المبادئ العالمية التي من أجلها تأسست الأمم المتحدة».

«بوتين»: لا خيار إلا «الأسد»

على النقيض قال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» للمجتمعين من قادة العالم إنه لا بديل عن التعاون مع الجيش الحكومي في المساعي الرامية لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي استولى على مساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق.

كما دعا لإنشاء تحالف دولي أوسع لمكافحة الإرهاب تنضم إليه دول غالبيتها من المسلمين وهو طلب ربما ينافس التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة لقتال «الدولة الإسلامية».

وقال «بوتين» في كلمته أمام الجمعية العامة «نعتقد أنه سيكون خطأ هائلا رفض التعاون مع الحكومة السورية وقواتها المسلحة التي تقاتل الإرهاب وجها لوجه»، مضيفا «علينا أن ندرك أخيرا أنه لا أحد سوى قوات الرئيس الأسد والمليشيات (الكردية) تقاتل بحق ضد الدولة الإسلامية والتنظيمات الأخرى في سوريا».

ورفض كل من الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» ورئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» احتمال السماح للأسد بالبقاء.

وزودت طهران الحكومة السورية بأسلحة وساعدت «الأسد» من خلال حليفها حزب الله اللبناني على قتال المعارضة الساعية لإنهاء حكم عائلته المستمر منذ أربعة عقود. وبدأت روسيا في الفترة الأخيرة تعزيز وجودها العسكري في سوريا حيث توجد قاعدة بحرية توفر لها موطئ قدم في الشرق الأوسط.

وحسب اعتقاد مسؤولين أمريكيين فإن سبب رفع «بوتين» لمستوى وجود القوات الروسية وبينها دبابات وطائرات حربية في سوريا يعكس بدرجة أساسية خشية موسكو تراجع سيطرة «الأسد» ورغبتها في دعمه للحفاظ على التأثير الروسي في المنطقة.

بعد ذلك وخلال غداء دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» تصافح «أوباما» و«بوتين» وتبادلا الأنخاب بينما ابتسم «بوتين» وبقيت على وجه «أوباما» ملامح حادة.

«روحاني» يحمل أمريكا مسؤولية الإرهاب

وفي خطابه أمام الجمعية العامة اعتبر الرئيس الإيراني «حسن روحاني» أن المسؤول عن الإرهاب هو الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان ودعم واشنطن لإسرائيل ضد «شعب فلسطين المظلوم».

وقال «روحاني» إن إيران مستعدة للمساعدة في إرساء الديمقراطية في سوريا واليمن وهي ساحة حرب أخرى في المنطقة تدعم فيها إيران المتمردين الحوثيين.

وأضاف: «جميع الأطراف وافقت على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة حتى نتمكن من مواجهة الإرهاب .. ولكن في الوقت الذي تنجح فيها هذه التحركات في القضاء على الإرهاب خطوة بخطوة، يمكننا حينها وضع خطط أخرى نستمع خلالها إلى الأصوات المعارضة».

  كلمات مفتاحية

بوتين الأسد سوريا روسيا أوباما الإرهاب الدولة الإسلامية

«أوباما» مُستعد للعمل مع إيران وروسيا من أجل حل في سوريا بدون «الأسد»

«بوتين»: نظام «الأسد» الجهة الشرعية الوحيدة في سوريا ويجب دعمه

«بوتين»: دعم واشنطن للمعارضة السورية يتعارض مع الميثاق الأممي

«بوتين» و«أوباما» يلتقيان الاثنين لأول مرة منذ 2013.. وسوريا كلمة السر

«بوتين»: دعم «الأسد» هو الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب في سوريا

الفشل الأمريكي في معالجة الأزمة السورية

موقع عسكري: 6 مقاتلات روسية تصل إلى اللاذقية السورية

لعبة الشطرنج تحتدم في سوريا بين قوى إقليمية ودولية .. و«الأسد» مفعول به

«العطية»: قطر والسعودية وتركيا لن تألو جهدا في إيجاد مخرج سياسي لأزمة سوريا

«الأسد» هو الحل؟ فليتوقف عن مهاجمة المدنيين

بسبب «أوباما» و«الدولة الإسلامية».. تحول «بوتين» و«روحاني» إلى صديقين في نظر العالم

أمريكا وروسيا تتفقان على لقاء عسكري حول سوريا في أقرب وقت

«خاشقجي»: مصر وإعلامها متحمسان للعدوان الروسي والسعودية لن تقبل بذلك

52 عالما سعوديا يحذرون من مغبة التدخل العسكري الروسي لإنقاذ «الأسد»

«كاميرون»: التدخل العسكري الروسي في سوريا خطأ فادح ويساند السفاح «الأسد»

«الأسد» يحذر من تدمير المنطقة إذا فشل تحالف موسكو و«أردوغان» يصف تدخلها بالخطأ

إخوان مصر يرفضون «الاحتلال الروسي» لسوريا و«علماء المسلمين» يدعو لتسليح المعارضة

«ديلي بيست»: تدخل «بوتين» في سوريا لتغذية الشعور القومي واستعادة مكانة روسيا

مذيعة أرصاد روسية: شهر أكتوبر هو الأفضل لقصف سوريا

الطائرات الروسية و«الدولة الإسلامية» يهاجمون مقرات للجيش الحر شمالي سوريا

الجيش التركي: طائرات سورية وأنظمة صاروخية تعرضت طائراتنا

«داعش» .. شماعة «أوباما»

واشنطن: الروس ذهبوا إلى سوريا لتأمين مكانتهم وعلى الأوروبيين عدم اللين معهم