أعلنت سفارة قطر في موسكو أن وزير الخارجية القطري «خالد بن محمد العطية» سيقوم بزيارة إلى العاصمة الروسية غدا الجمعة.

ومن المتوقع أن تتناول المباحثات الروسية القطرية الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب إضافة إلى عدد من مسائل التعاون الثنائي.

وذكرت الخارجية الروسية أن مسائل التنسيق الروسي القطري في سوق الغاز ستكون حاضرة بقوة خلال محادثات «العطية» في موسكو غدا الجمعة.

وأوضحت الوزارة في بيان صدر، أمس الأربعاء، تعليقا على الزيارة المرتقبة أن وزيري خارجية البلدين سيتناولان خلال محادثاتهما سبل تعزيز التنسيق السياسي في إطار الحوار الاستراتيجي «روسيا-مجلس التعاون الخليجي»، علما بأنه من المخطط عقد اجتماع وزاري جديد للحوار بموسكو العام المقبل.

وتابعت الخارجية أن «سيرغي لافروف» و«العطية» سيبحثان أيضا مسائل ضمان الأمن المتكامل في منطقة الخليج، لا سيما في ضوء المبادرة الروسية بهذا الشأن التي نالت تأييدا مبدئيا من «دول مجلس التعاون الخليجي».

وجاء في البيان: «في ظروف استمرار التوتر في الأسواق العالمية للطاقة، يكتسب تعزيز التنسيق بين روسيا وقطر في مجال الطاقة، ولا سيما في سوق الغاز، أهمية حيوية».

وأضافت الوزارة أن موسكو تدعو إلى تكثيف الاتصالات بين البلدين في المنظمات الدولية المعنية بهذا المجال، بما في ذلك منتدى الدول المصدرة للغاز الذي يتخذ من الدوحة مقرا له.

وأوضحت الوزارة أن الوزيرين سيوليان اهتماما كبيرا لتفعيل طاقات التعاون الروسي القطري من أجل تكثيف التعاملات بين أوساط الأعمال في البلدين، وخاصة في المجال الاستثماري.

وأكدت الخارجية الروسية أن المحادثات ستشهد تبادلا معمقا للآراء حول المسائل الملحة على جدول الأعمال الشرق أوسطي والدولي، مع التركيز على البحث عن حلول للأزمات في الشرق الأوسط اعتمادا على القانون الدولي والحوار الوطني الواسع وبدون إملاءات خارجية.

وتابعت الوزارة أن «لافروف» و«العطية» سيبحثان بشكل مفصل الخطوات المستقبلية في إطار مجموعة دعم سوريا، وذلك في سياق نتائج الاجتماع الوزاري الأخير للمجموعة واجتماع «مجلس الأمن الدولي» حول سوريا في نيويورك يوم 18 من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وأكدت الوزارة أن موسكو ما زالت تعتبر مهمة تشكيل تحالف واسع لمحاربة «الدولة الإسلامية" والتنظيمات الأخرى في سوريا والعراق، أولوية مطلقة بالنسبة لها.

وسبق أن شارك «العطية» في مايو/أيار 2014 في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، والتقى خلاله نظيره الروسي، «سيرغي لافروف».

ووصف «العطية»، حينها، علاقة بلاده مع روسيا بأنها متميزة ومبنية على الاحترام المتبادل.

وتعتبر قطر من أهم الدولة المصدرة للغاز إلى جانب روسيا وإيران، إذ سبق للرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر، «كميريل ديميتروف»، أن أعلن في منتدى سان بطرسبرغ أن جهاز قطر للاستثمار، سيرصد ملياري دولار لاستثمارات عبر مشاريع مشتركة في بلاده.

وتنفي مصادر دبلوماسية أن «العطية» يحمل في زيارته مبادرة لتخفيف التوتر بين موسكو وأنقرة، على خلفية إسقاط الطيران التركي طائرة عسكرية روسية الشهر الماضي، إلا أن هذه المصادر، تشير إلى أن الدوحة ترحب بأي جهد يمكن أن تقوم به في هذا الصدد، إذا طلب منها ذلك أثناء هذه الزيارة.

وتسعى كل من الدوحة وموسكو، على الرغم من الخلاف في وجهات النظر إزاء عدد من الملفات، وخصوصا الملف السوري، إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، إذ عقد، في منتصف ديسمبر/كانون الأول الحالي، في الدوحة، اجتماع لمجلس الأعمال القطري الروسي المشترك، لبحث إقامة شراكات بين رجال أعمال البلدين.

ووفق نائب رئيس غرفة قطر، «محمد بن طوار»، فإن التركيز قائم حاليا على تعزيز التعاون بين البلدين في مشاريع البنية التحتية وقطاع الغاز، إذ وصل حجم التبادل التجاري في العام 2014 إلى نحو 501 مليون دولار.

ومنذ أغسطس/آب 2003، بدأت شركة الخطوط الجوية القطرية رحلات مباشرة بين موسكو والدوحة.

وتسير اليوم 12 رحلة بشكل يومي تقريبا، كما أسست شركة «غاز بروم» عملاق الطاقة الروسي، مكتبا إقليميا لها في الدوحة، للقيام بمهام تطوير التعاون الاقتصادي بين الشركة ودول الخليج.

وتشير زيارة وزير الخارجية القطري لموسكو، إلى رغبة الطرفين في تعزيز التعاون والتنسيق بينهما في مختلف المجالات، وللاستفادة من تنظيمهما كأس العالم لكرة القدم عامي 2018 و2022، إذ سبق للشركات الروسية أن أعلنت اهتمامها بمشاريع البنية التحتية التي تقيمها قطر، استعدادا لاستضافة كأس العالم، كما يعكف البلدان حاليا على تخطيط وتنظيم احتفالية ثقافية ضخمة بين قطر وروسيا في العام 2018.