وصل أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، مساء الأحد، إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة تعد الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم في 25 يونيو/حزيران 2013.
وكان في استقبال الشيخ «تميم» لدى وصوله والوفد المرافق بمطار فنوكوفو الدولي «ميخائيل بوغدانوف»، نائب وزير الخارجية والممثل الشخصي للرئيس الروسي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعدد من المسؤولين في روسيا الاتحادية، و«سعود بن عبد الله آل محمود»، سفير قطر لدى روسيا الاتحادية، و«نور محمد خولوف»، السفير الروسي لدى الدولة، وأعضاء السفارة القطرية.
وكانت الوكالة القطرية قالت إن الزيارة ستستمر لمدة ثلاثة أيام، وسيجري خلالها الأمير مباحثات مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».
وستتناول المباحثات سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى بحث وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف البيان، الذي نقله موقع «روسيا اليوم» الحكومي الروسي: «من المتوقع أن يشهد اللقاء تبادلا مفصلا للآراء حول المسائل الملحة على الأجندة الدولية، وبالدرجة الأولى الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وتأتي زيارة أمير قطر المرتقبة إلى روسيا بعد أقل من شهر من زيارة مماثلة قام بها وزير خارجية بلاده، «خالد العطية»؛ حيث التقى نظيره الروسي، «سيرغي لافروف»، في موسكو يوم 25 ديسمبر/كانون أول الماضي.
وقال «العطية»، في مؤتمر صحفي خلال تلك الزيارة، إن نقاط الاتفاق مع الجانب الروسي حول المسألة السورية كثيرة، ومن هذه النقاط، الاتفاق على وحدة الأراضي السورية، وأن تكون سوريا ديمقراطية مدنية، وتحتوي كافة المكونات السورية.
أما عن نقاط الخلاف فقال إنه «توجد نقطة خلاف جوهرية مع الأصدقاء في روسيا، وهي مسألة شرعية بشار الأسد ، نحن نعلم أن سياسة روسيا هي ضد استخدام القوة من أجل إسقاط الحكومات، وأن روسيا ملتزمة بعدم نقض العهود التي قطعتها، ولكنها وعدت أن تكافح الإرهاب بالمنطقة، وفي تقديرنا أن الأسد ونظامه الوحشي يعد أكبر داعم للإرهاب، وما يرتكبه بحق شعبه هو الإرهاب بعينه».
يذكر أن قطر من أكبر الداعمين للمعارضة السورية، فيما تعد روسيا من أكبر داعمي نظام «الأسد».
ومنتصف السنة الماضية، زار «لافروف» الدوحة حيث التقى أمير قطر ونظيريه الأمريكي «جون كيري» والسعودي «عادل الجبير».
وبالرغم من الخلاف في وجهات النظر إزاء عدد من الملفات، وخصوصا الملف السوري، تسعى كلا من الدوحة وموسكو إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بينهما.
ودشنت الخطوط الجوية القطرية الناقل الرسمي في البلد منذ أغسطس/آب 2003، رحلات مباشرة بين موسكو والدوحة، ووصلت الآن إلى 12 رحلة أسبوعيا.
وقبيل سفر أمير قطر إلى موسكو، انعقد اجتماع في غرفة قطر لمجلس الأعمال القطري الروسي المشترك بمشاركة عدد من رجال الأعمال القطريين ونظرائهم من روسيا، بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الطرفين، وبحث إقامة شراكات بين رجال أعمال البلدين.
وقال «محمد بن طوار»، نائب رئيس غرفة قطر، في كلمة خلال الاجتماع، إن العلاقات بين دولتي قطر وروسيا تشهد تطورا ملحوظا للشراكة في مجالات عديدة أبرزها الاقتصادية والرياضية، مضيفا أن التركيز قائم على تعزيز التعاون بين البلدين في مشاريع البنية التحتية وقطاع الغاز، وأن حجم التبادل التجاري وصل في عام 2014 إلى نحو 501 مليون دولار، معربا عن أمله في أن يسفر المجلس عن شراكات فاعلة بين رجال أعمال البلدين، تصب في مصلحة زيادة الحجم التجاري ليصل إلى مستويات تليق بطموحات الشعبين.
وتتصدر روسيا وقطر قائمة دول العالم المصدرة للغاز المسال؛ الأمر الذي يفضي إلى وجود قنوات التواصل الوثيق لتنسيق الخطوات وتبادل التجربة.