استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

التحدي الذي يواجه بوتين في سوريا

السبت 10 أكتوبر 2015 05:10 ص

السؤال الذي يشغل الكثيرين الآن يتعلق بالمصير الذي ينتظر الدور الروسي الجديد في سوريا، وهو الدور الذي سوف يتحدد عليه مستقبل النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وربما في العالم كله.

البعض يرى، بل ويتمنى أن تكون سوريا بمثابة أفغانستان جديدة لروسيا، ومن ثم تكون نهاية مبكرة لحلم العودة والإفاقة الروسية من الغيبوبة السوفييتية في أفغانستان، وهؤلاء ينطلقون من إدراك مفاده أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يذهب إلى سوريا ليحارب الإرهاب، وخاصة تنظيم «داعش» على نحو ما يروج، كما أنه لن يكتفي بالعمل على تثبيت، أو إعادة تثبيت حكم حليفه الرئيس بشار الأسد في سوريا.

لكنه يطمح من خلال بوابة الحرب ضد الإرهاب إلى إعادة تمكين حكم الأسد لسوريا، ومن خلال ذلك يتم تحقيق الهدف الأهم الذي يريده ويطمح إليه وهو «إقامة منطقة نفوذ روسية محصنة عسكرياً على الساحل السوري» لتكون الثالثة لهم في العالم، على نحو ما يتوقع الجنرال الأمريكي فيليب بريدلوف قائد قوات حلف الأطلسي في أوروبا.

هذا الجنرال استدل على ما يقوله بالتساؤل مستنكراً: «لماذا استقدم الروس إلى سوريا بعض قطع الدفاع الجوي المتطور جداً، ولماذا استقدموا بعض الطائرات المقاتلة المتطورة جداً»؟ ويضيف ساخراً: «لم أر «داعش» يحلق بأي طائرات تتطلب وجود صواريخ سام 15 وسام 22، أو وجود قدرات جو- جو.. هذه القدرات المتطورة ليست من أجل «داعش» ولكن لأهداف أخرى».

ويفصّل في إجابته "إنهم (الروس) يريدون الحفاظ على ميناء في المياه الدافئة، وعلى قاعدة جوية في شرق المتوسط، وهم من أجل ذلك يريدون بقوة إبقاء وتثبيت حكم بشار الأسد لأن ذلك بابهم الشرعي لموانئهم وقاعدتهم الجوية».

واضح مدى التحفز الأمريكي ضد الدور الروسي الجديد في سوريا، فقد رفض الأمريكيون مبكراً الدعوة الروسية لهم بالمشاركة في إنشاء مركز في بغداد لتبادل المعلومات بشأن تنظيم «داعش» من أجل التنسيق في القتال ضد هذا التنظيم الإرهابي.

لم يكن الرفض الأمريكي لهذه الدعوة رفضاً عادياً، بل كان رفضاً حاداً إلى درجة استنكار الدعوة، على نحو ما جاء على لسان المتحدث باسم قيادة المهمات المشتركة لعمليات ما يسمى بـ«العزيمة الصلبة»، أي عمليات التحالف الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب في العراق وسوريا خلال مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع الأمريكية الذي شدد في إظهار أسباب هذا الرفض بقوله «أريد أن أذكّركم بأن الأسد مغتسل بالدماء.. يداه ملطختان بدماء المدنيين من شعبه»، مضيفاً «نحن قيادة المهام المشتركة لن نتصل بالحكومة السورية على الإطلاق، فليس لدينا أي شيء نقوله للحكومة السورية»، ما يعني أن السبب المباشر للرفض هو أن سوريا طرف مشارك في غرفة معلومات بغداد الاستخباراتية مع روسيا وإيران والعراق.

لكن الموقف الأمريكي لم يقتصر على هذا الرفض للمشاركة في تنسيق المعلومات مع الروس عبر «غرفة بغداد»، ولكن امتد للتنديد بالضربات التي وجهتها الطائرات الروسية ضد مواقع معارضة موالية لواشنطن.

فقد وصف البيت الأبيض الغارات الجوية الروسية التي نفذتها فوق الأراضي السورية ب«العمليات العسكرية العشوائية ضد المعارضة السورية»، مشيراً إلى أن «روسيا ستدفع ثمن هذه الضربات».

وأوضح جوش أرنست المتحدث باسم البيت الأبيض ما يعنيه بهذا القول بأن قيام روسيا باستهداف المعارضة سيؤدي إلى «إطالة الصراع الطائفي داخل سوريا ما لم يستمر إلى أجل غير مسمى، أو ستهدد بجر روسيا بشكل أعمق إلى داخل هذا الصراع»، مؤكداً أن «روسيا تتعمد توجيه ضربات إلى المعارضة السورية أكثر من استهدافها معاقل «داعش».

هذا الاتهام تحول إلى تحذير مباشر وعلى لسان الرئيس الأمريكي باراك أوباما نفسه الذي حذر من أن العملية العسكرية الروسية في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد «تؤدي إلى كارثة مؤكدة» لكنه حرص على توضيح أن «واشنطن وموسكو لن تخوضا حرباً بالوكالة بسبب هذا الخلاف».

واتهم أوباما نظيره الروسي بأنه «لا يفرق بين عناصر تنظيم «داعش» والمعارضة المعتدلة التي تريد رحيل الأسد». وأضاف أنه «من وجهة نظرهم (الروس) كل هؤلاء إرهابيون وهذا يؤدي إلى كارثة مؤكدة وستؤدي إلى سقوط الجميع في مستنقع».

هذه المواقف الأمريكية لا تجد ما يدعمها أوروبياً على الأقل، فالرأي الأوروبي الشائع أن قادة الدول الغربية اكتفوا بإلقاء الخطب عن رحيل الرئيس بشار الأسد واستبعاده من التسوية في الوقت الذي واصلت فيه روسيا وإيران استعداداتهما العسكرية في سوريا.

فعلى مدى عام كامل لم يستطع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا القضاء على «داعش» ولا إسقاط بشار الأسد، ووجدت أوروبا نفسها أمام مسؤولية تحمل موجات المهاجرين السوريين.

فضلاً عن ذلك فإن المواقف الأوروبية شهدت انقساماً حاداً حول الحرب التي تخوضها روسيا الآن في سوريا، ففي الوقت الذي أيدت فيه ألمانيا هذا الدور، بل أخذت المبادرة لدعوة روسيا للقيام بدور بارز في الحرب ضد «داعش» على نحو ما جاء على لسان المستشارة الألمانية، فإن فرنسا أخذت موقفاً معارضاً في حين ظل الموقف البريطاني مائعاً، لكنه بات أميل إلى التدخل المباشر في الحرب ضد «داعش» اقتداءً بالدور الفرنسي الجديد.

حيث حذر مالكون فالون وزير الدفاع البريطاني من أن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف مواقع تنظيم «داعش» متهماً الرئيس بوتين بقتل المدنيين السوريين، لكنه لم يكتف بذلك بل قال إن الحكومة البريطانية حققت تقدماً في إقناع نواب من حزب العمال المعارض بدعم قرار يقضي بشن غارات جوية ضد مواقع الإرهابيين في سوريا، موضحاً أن «عدم شن ضربات سيكون أمراً خاطئاً من الناحية الأخلاقية.. لا يمكننا أن ندفع للطائرات الفرنسية والأسترالية والأمريكية مهمة إبقاء شوارع بريطانيا آمنة».

رؤى متباينة تعكس الإحباط الغربي وكذلك الانقسام الغربي حول الحرب التي تخوضها روسيا في سوريا التي تراها حرباً شرعية ترتكز على طلب رسمي من الحكومة الشرعية في دمشق، هدفها القضاء على الإرهاب في منابعه بدلاً من الانتظار لتلقي ضرباته داخل روسيا، وهدفها أيضاً وضع حد لتدفق نزوح السوريين وطلبهم للهجرة في الخارج الذي يرفضهم هرباً من مآسي الإرهاب الذي يتعرضون له.

فالقضاء على الإرهاب في سوريا ودحر تنظيم «داعش»، من وجهة نظر روسيا، هما الوسيلة المثلى لمنع تدفق آلاف المهاجرين إلى خارج سوريا الأمر الذي يداعب مشاعر ملايين الأوروبيين الرافضة لاستقبال مهاجرين سوريين، لكن يبقى السؤال: هل تستطيع روسيا أن تهزم «داعش» في سوريا، وأن تعدل موازين القوى لمصلحة النظام وأن تفرض المعادلة السياسية التي تريدها لحل الأزمة السورية؟

السؤال مهم لأن الإجابة لا تتوقف لا على حسن النوايا الروسية، ولا على دقة الضربات العسكرية الروسية ضد مواقع الإرهاب فقط، لكنها تتوقف بالأساس على مسألة أخرى أكثر أهمية هي:

هل ستعطى موسكو هذه الفرصة؟

هل واشنطن والدول الحليفة على المستويين الدولي والإقليمي ستقبل بأن تفرض روسيا معادلة توازن إقليمي جديدة لا تخدم مصالحها، بما في ذلك القضاء على تنظيم «داعش» الذي ظلت واشنطن تقاتله عاماً كاملاً من أجل عرقلته واحتوائه فقط، من دون إعلان صريح بأن ما تستهدفه هو القضاء نهائياً على هذا التنظيم؟

وهل القضاء على «داعش» والقاعدة (النصرة) وحلفائهما من التنظيمات السلفية الجهادية مصلحة أمريكية أو حتى مصلحة لأطراف إقليمية حليفة لواشنطن؟

أسئلة هامة مفادها أن الظروف لن تكون مواتية أمام روسيا للنجاح في ما فشلت فيه واشنطن، خصوصاً في ظل التحالف الروسي مع نظام بشار الأسد وإيران، فواشنطن وحلفاؤها الإقليميون لن يسمحوا بأن تكون محصلة الحرب الروسية في سوريا لمصلحة نظام بشار الأسد وإيران.

ولنا أن نتذكر قول وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: «لا يوجد في سوريا سوى خيارين ممكنين لا ثالث لهما: إما عملية سياسية وانتقال سلمي للسلطة وصولاً إلى سوريا جديدة من دون الأسد، وإلا فالخيار الآخر عسكري ينتهي بهزيمة الأسد».

هذه الثنائية هي أسوأ إجابة للمسعى الروسي في سوريا، وهي إجابة لن تقبل بها موسكو وحتماً أنها تعمل من أجل تجنبها، ولكن هل تملك روسيا فرض الإجابة الثالثة، أي القضاء على «داعش» وتثبيت حكم الأسد، وفي معادلة سياسية جديدة يفرضها توازن القوى العسكري الذي تريد تحقيقه الآن في سوريا؟

هذا هو التحدي الذي يواجه بوتين في سوريا.

  كلمات مفتاحية

سوريا بوتين روسيا التدخل العسكري الروسي إيران بشار الأسد أمريكا بريطانيا الإرهاب

قوات «مارينز» روسية لحماية منشآتها العسكرية في سوريا وتنديد سعودي وتركي وغربي

لعبة الشطرنج تحتدم في سوريا بين قوى إقليمية ودولية .. و«الأسد» مفعول به

«فورين بوليسي»: التحركات الروسية في سوريا لحماية مصالحها وليس «الأسد»

التدخل الروسي في سوريا (1-2): تراجع القدرات العسكرية لن يردع موسكو

«بروكنغز»: كيف ترتكب كل من روسيا والولايات المتحدة نفس الأخطاء في سوريا؟

«بوتين» يلتقي قادة خليجيين على هامش سباق فورميلا 1 في سوتشي