«فورين بوليسي»: التحركات الروسية في سوريا لحماية مصالحها وليس «الأسد»

الأربعاء 23 سبتمبر 2015 12:09 م

قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، في تقرير لها، إن روسيا تهدف من وراء تحركاتها العسكرية الأخيرة في سوريا إلى الحفاظ على مصالحها في هذا البلد العربي، وليس حماية «بشار الأسد»، كما يعتقد البعض.

ولفتت المجلة إلى تقارير استخباراتية تحدثت عن أن موسكو سيرت، خلال الأسبوع الماضي، أكثر من 12 رحلة طيران عسكرية إلى سوريا؛ حيث أوصلت هذه الرحلات لنظام «الأسد»: ستة دبابات من طراز T-90 و15 من مدافع الهاوتزر، 35 ناقلة جند مدرعة، و200 عنصرا من مشاة البحرية، و2000 من العسكريين.

كما تحدثت تقارير، أيضا، عن قيام موسكو بإمداد نظام «الأسد» بطائرات بدون طيار لمهام الاستطلاع، ومروحيات هجومية، وأكثر من 12 مقاتلة، ومدرعات، وصواريخ أرض جو، تشمل نظام الدفاع الجوي «إس أيه -22»، وأربعة طائرات من طراز  «سو- 30».

كذلك، أنشأت روسيا قاعدة جوية جديدة جنوب مدينة اللاذقية على الساحل الغربي لسوريا، فيما واصلت توسعات في قاعدتها البحرية في طرطوس، حوالي 50 ميلا إلى الجنوب من اللاذقية.

ورغم هذا التنامي الخطير في الدعم العسكري لدمشق، نقلت «فورين بوليسي» عن مسؤولين ومحللين روس إن الكرملين لا يخطط لهجوم عسكري كبير في سوريا، مكذبين التقارير الصحفية التي تحدثت عن ذلك.

كذلك، لا تنوي روسيا إرسال قوات برية للقتال إلى جانب «الأسد»، وفق المصادر ذاته.

وقالت المجلة: «كل ما في الأمر هو أنه مع استمرار قوات الأسد في فقدان السيطرة على الأرض، تريد موسكو أن تضمن أن لها صوت في أي جهد للتوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا».

وأضافت: «الوجود العسكري لروسيا في سوريا هو لإجبار خصوم الأسد - وبينهم الولايات المتحدة – على احترام مصالحها في هذا البلد العربي، إضافة إلى تدعيم وضعها كوسيط إقليمي قوي».

ومنذ سبعينات القرن الماضي، قدمت موسكو دعما دبلوماسيا وعسكريا كبيرا للنظام السوري، شمل: تدريب وتسليح قوات الجيش، والتعاون في مجال الاستخبارات.

في المقابل، تمتعت موسكو بقاعدة بحرية في ميناء طرطوس غربي سوريا (وهي قاعدتها العسكرية الوحيدة خارج نطاق دول الاتحاد السوفياتي السابق)، كما تدعم سوريا منذ فترة طويلة الجهود الروسية للحد من نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها السنة في منطقة الخليج العربي.

ووفق «فورين بوليسي»، تقدم موسكو «الأسد» على أنه خط الدفاع الأكثر فعالية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتزعم أن إصرار واشنطن على الإطاحة به «تصرف ساذج وخطير؛ نظرا لعدم وجود بدائل حقيقية له».

واعتبرت المجلة في تقريرها أن الروس حذرون من التورط بشكل مباشر في النزاع السوري؛ فتجربتهم الفاشلة في أفغانستان لا تزال ماثلة أمام أعينهم.

ونقلت عن المسؤولين والخبراء إن موسكو «غير راغبة في توريط نفسها في صراع يبدو مستعصيا خاصة أنه يقع خارج نطاق نفوذها التقليدي».

هدفان للتدخل الروسي في سوريا

إذا كان الأمر ذلك، فما هو الهدف من التدخل العسكري الروسي في سوريا؟

وحسب «فورين بوليسي»، يضع المسؤولون والخبراء إن موسكو هدفين رئيسيين للوجود العسكري الروسي في سوريا، هما:

الهدف الأول: تهدف موسكو إلى تقوية جيش «الأسد» على مدى الأشهر المقبلة؛ للتأكد من أنه قادر على الصمود كقوة مقاتلة على الأرض.

ورغم أن جيش «الأسد» عاني من انتكاسات كبيرة في الأسابيع الأخيرة، ترى موسكو أنه بإمكانه الصمود لفترة قد تطول إلى ما لا نهاية إذا حصل على دعم عسكري كافي.

وعبر تعزيز وجودها العسكري في سوريا، يمكن لروسيا أن تمنح رئيس النظام السوري الوقت والمجال اللازمين لتسهيل التفاوض على تسوية سياسية تراعي مصالح موسكو.

الهدف الثاني: ترسيخ أقدام روسيا كوسيط قوى بين الفصائل المتناحرة داخل سوريا.

إذ يعزز الدعم العسكري الروسي موقف «الأسد» ليس فقط أمام أعداءه من القوى السنية مثل «الدولة الإسلامية»، ولكن أيضا أمام الوكلاء المدعومين من إيران، مثل «حزب الله»، الذي يساند النظام السوري في قمعه للثورة الشعبية.

وبينما أعرب ضباط في جيش «الأسد» عن قلقهم من الدور المتعاظم لإيران والميلشيا الموالية لها في سوريا، فإنه مع تدعيم روسيا لتواجدها العسكري على الأرض ستضطر طهران إلى مراعاة مصالح موسكو.

وقالت المجلة الأمريكية في تقريرها إن «طهران تريد الحفاظ على سوريا كقناة ساحلية لتسليح وكلاءها في لبنان والأراضي الفلسطينية، في حين تهتم موسكو أكثر بتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وضمان مكانتها ما مرحلة ما بعد الوصول لتسوية الصراع في سوريا».

أيضا، أكد «بوتين خلال لقاءه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول أمس الإثنين، أن روسيا ليست مهتمة بدعم الصراع بين إيران و(إسرائيل)؛ وهو ما يعني أن موسكو لا تريد أن ترى تأثير حزب الله ينمو على حساب الحكومة في دمشق».

وفي الوقت نفسه، فإن بعض المسؤولين الروس يعترفون سرا بأن أيام «الأسد» كحاكم لما يشبه سوريا موحدة من باتت معدودة على الأرجح.

لكن «بوتين» يريد تجنب ذلك النوع من الفوضى غير المنضبطة التي تلت سقوط نظام «صدام حسين» في العراق و«معمر القذافي» في ليبيا.

وحسب «فورين بوليسي»: «بدلا من ذلك، يريد الرئيس الروسي التأكد من أن أي انتقال للسلطة  في سوريا سيكون منظما قدر الإمكان، وأن حكومة ما بعد الأسد ستحترم المصالح الروسية، و لا سيما الاحتفاظ بالقاعدة البحرية في طرطوس».

  كلمات مفتاحية

روسيا سوريا تدخل عسكري مصالح القاعدة البحرية في طرطوس بوتين الأسد فورين بوليسي

واشنطن تقترح خليفة علوي لـ«الأسد».. وموسكو تطور قاعدتين جديدتين في سوريا

هل جاء تدخل روسيا العسكري ”المتدحـرج“ لانقاذ نظام بشار الأسد فعلا؟

روسيا تقلب الموازين في سوريا والمنطقة

لماذا تصر روسيا على دعم «بشار الأسد»؟

لماذا ستضطر الولايات المتحدة إلى العمل مع روسيا في الملف السوري؟

صحف بريطانية: بقاء «الأسد» غير أخلاقي .. والتحركات العسكرية الروسية ”خطيرة“

«مجتهد»: السعودية وأمريكا تدعمان ”سرا“ التفاهم مع «الأسد» خوفا من ”خطر الجهاديين“

الشطرنج الروسي ـ الأميركي على الرقعة السورية

تفاهـم سعودي ـ روسي بشأن الحـل السوري؟

لعبة الشطرنج تحتدم في سوريا بين قوى إقليمية ودولية .. و«الأسد» مفعول به

التدخل الروسي في سوريا ضربـة للسعودية

هل هناك ما هو أسوأ؟

الحرب في سوريا: 6 رسوم توضيحية تشرح آخر التطورات على الأرض

روسيا وأميركا: غموض دبلوماسي لا يحجب الحقائق الجيوسياسية

«فاينانشيال تايمز»: «بوتين» يستغل الفراغ الذي خلفه الغرب في الشرق الأوسط

ما هي الرسائل التحذيرية التي وجهتها روسيا إلى دول الخليج وتركيا؟

التحدي الذي يواجه بوتين في سوريا

بوتين لم يُنذر الـ«ناتو»... إذاً الحرب وشيكة

العملية الروسية في سوريا: الأهداف والنتائج المحتملة

الحرب الروسية في سوريا: الخيارات السياسية واستراتيجيات الخروج «1-2»