هل بدأت روسيا التحرك ضد تركيا في سوريا؟.. دلائل وتطورات

الجمعة 10 مايو 2019 11:20 م

اعتبر مراقبون أن تكثيف كل من النظام السوري والمقاتلين الأكراد هجماتهم على إدلب وتل ورفعت وعفرين، وبالتحديد استهداف النقاط الأمنية التركية هناك وراؤه ضوء أخضر روسي، بعد غضب موسكو بسبب إعلان كل من أنقرة وواشنطن، مؤخرا، حدوث تقدم ملحوظ حول إقامة منطقة آمنة شرقي نهر الفرات، شمالي سوريا، بالإضافة إلى فشل تفاهمات بين الروس والأتراك مؤخرا خلال جولة مباحثات أستانا الأخيرة.

وفي الجولة الثانية عشرة من مباحثات أستانة التي عقدت قبل أيام، فشل روسيا في إقناع تركيا بالتحرك عسكرياً ضد هيئة تحرير الشام في إدلب في الوقت الحالي، كما فشلت في الحصول على موافقة تركيا والمعارضة السورية على لجنة إعادة كتابة الدستور بصيغتها الحالية، وهو ما أغضب موسكو التي كانت تسعى لتحقيق أي انجاز عسكري أو سياسي في الملف السوري.

أعقب ذلك، حديث تركي أمريكي عن حصول تقدم في المباحثات الجارية حول إقامة منطقة آمنة في شرقي نهر الفرات شمالي سوريا، وذلك بتنسيق تركي أمريكي بعيداً عن روسيا التي تعمل على إفشال هذه المساعي وإجبار الجيش الأمريكي على الانسحاب لتسيطر بدورها مع النظام على مناطق سيطرة الوحدات الكردية شرقي الفرات.

وعقب هذه التطورات، وبشكل متسارع، كثفت روسيا قصفها الجوي على إدلب، ضاربة بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الموقعة مع تركيا، بالتزامن مع ضربات النظام الجوية والمدفعية على المحافظة ومحيطها وتعمد استهداف محيط نقاط المراقبة التركية، كما هاجم النظام مناطق تخضع للسيطرة التركية في محيط عفرين، بالتزامن مع تكثيف الوحدات الكردية لهجماتها ضد تركيا وحلفائها انطلاقاً مع منطقة تل رفعت.

لكن التطور الأخطر، تمثل في تجرأ النظام على تكثيف هجماته الجوية والصاروخية على محيط نقاط المراقبة التركية وصولاً لسقوط صواريخ على إحدى النقاط، السبت، ووقوع عدد من الإصابات في جنود الجيش التركي الذي اضطر لتحريك طائراته الحربية وتوفير الغطاء الجوي لمروحيات نقلت الجرحى.

وفي تطور آخر، جرح العديد من المدنيين السوريين في قصف مدفعي وصاروخي نفذته قوات النظام السوري على قرية "مريمين" التابعة لعفرين التي يسيطر عليها الجيش التركي، وقالت مصادر سورية إن النظام استهدف هذه المنطقة بعفرين لأول مرة منذ سيطرة الجيش التركي قبل أكثر من عام.

كل ذلك تزامن مع تصعيد وحدات حماية الشعب الكردية وبدعم من النظام السوري هجماتها بدرجة كبيرة ضد القوات التركية وعناصر المعارضة السورية انطلاقاً من منطقة تل رفعت التي ما زالت روسيا تعيق عملية عسكرية تركية للسيطرة عليها.

والسبت، قتل ضابط تركي وأصيب جندي في هجوم نفذته الوحدات الكردية على الجيش التركي في محيط تل رفعت، بالتزامن مع هجوم آخر لتنظيم "بي كا كا" قرب الحدود العراقية أسفر عن مقتل ثلاثة من الجيش التركي، ما دفع وزير الدفاع "خلوصي أكار" لقيادة عملية عسكرية للرد على الهجومين، وقال إنها أسفرت عن قتل 28 مسلحاً.

ورغم التفاهمات التركية الروسية التي تمنع أنقرة من التقدم نحو تل رفعت، رد الجيش التركي على تصاعد هجمات الوحدات الكردية بشكل مختلف هذه المرة، حيث نفذت قوات المعارضة السورية هجوماً برياً على مناطق في تل رفعت بغطاء مدفعي تركي نتج عنه السيطرة على منطقتي ملعناز والمالكية قبل أن تنسحب مجدداً، لكن مصادر في "الجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا أكدت أن الجانبين يستعدان لتنفيذ عملية أوسع للسيطرة على كامل منطقة تل رفعت.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

إخوان الجزائر: إعلان شغور منصب الرئيس "غير كاف"

رئيس الأركان الجزائري يطالب بإعلان شغور منصب الرئاسة

مهندس إصلاحات الجزائر يرفض خلافة بوتفليقة

الأعلى للقضاء الجزائري ينفي عزل قضاة شاركوا بالحراك الشعبي