السعودية وشركاؤها الرئيسيون يرفضون طلبات صينية لشحنات نفط إضافية

الأربعاء 20 مايو 2015 02:05 ص

رفضت السعودية وشركاؤها الرئيسيون من دول الشرق الأوسط الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) طلبات صينية لمزيد من النفط نظرا لاحتفاظهم بالوقود لمصافيهم مع بلوغ الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم مستويات جديدة هي الأعلى على الإطلاق.

وربما لا يكون رفض السعودية والدول الأخرى لتوريد شحنات خام إضافية جزءا من استراتيجية جديدة للأسعار لكن رفضهم لطلبات أكبر عملائهم يساهم في تفسير ارتفاع أسعار النفط بنسبة 40% هذا العام مع اضطرار المستوردين الصينين إلى طلب المزيد من الخام من موردين آخرين في سوق يقول بعض المحللين إنها ما زالت متخمة بالمعروض. 

وقال عدد من كبار تجار النفط الصينيين لرويترز إن السعوديين رفضوا طلبات من تشاينا أويل ويونيبك وهما ذراعا تجارة النفط لشركتي بتروتشاينا وسينوبك على الترتيب لإمدادهما بشحنات إضافية من الخام للتحميل في مايو/أيار ويونيو/حزيران وهو ما اضطرهما إلى السعي لطلب إمدادات من منتجين في غرب أفريقيا وسلطنة عمان وروسيا.

وقال تاجر لدى واحدة من أكبر الشركات المستوردة للنفط في الصين طالبا عدم ذكر اسمه نظرا لأنه غير مخول بالتحدث لوسائل الإعلام إن السعودية «اعتادت إمدادنا (بالخام) إذا طلبنا شحنات إضافية فوق المتعاقد عليها خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام ولكن ليس في مايو ويونيو».

وقال مصدر آخر بمصفاة صينية تستورد النفط السعودي إن الخام السعودي الثقيل «يشح قليلا» في مايو/أيار ويونيو/حزيران.

ويشير أحدث تقرير أصدرته تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس في آسيا إلى أن حصة السعودية من واردات الخام الصينية تراجعت إلى ما يزيد قليلا عن 30% في مايو/أيار من 36.5% في أبريل/نيسان.

وقلصت أرامكو السعودية بالفعل الإمدادات المتعاقد عليها لبعض العملاء في اليابان وكوريا الجنوبية في أبريل نيسان. ولم يتسن الحصول على تعليق من الشركة السعودية.

وذكر التاجر بأحد أكبر الشركات المستوردة للنفط في الصين إنه تم أيضا رفض طلبات لاستيراد المزيد من الخام من الكويت والإمارات العربية المتحدة وهما أقرب شريكين للسعودية في أوبك.

ولم يتسن الحصول على تعقيب من مسؤولي بتروتشاينا وسينوبك ونادرا ما يعلقون على نشاط التجارة.

وتوجد عوامل معظمها محلية وراء رفض طلبات شحنات النفط الإضافية. فقد جرت العادة أن تصدر السعودية النفط الخام ولكن تستورد المنتجات المكررة.

إلا أن هذا الوضع يتغير. فمصفاتها الجديدة ياسرف البالغة طاقتها 400 ألف برميل يوميا دخلت حيز التشغيل الكامل في أبريل نيسان وتستخدم الخام السعودي الثقيل في إنتاج وتصدير فحم الكوك البترولي ووقود الديزل والبنزين.

وفي العام الماضي بدأت أرامكو تشغيل مصفاة الجبيل التي تملك طاقة إنتاجية مماثلة وتعتزم الشركة بناء مصفاة ثالثة بطاقة 400 ألف برميل يوميا أيضا بحلول 2018.

ويزيد منتجون آخرون في الشرق الأوسط مثل شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بالإمارات العربية المتحدة من المصافي وتقبل المنطقة على موسم ذورة الاستهلاك الذي تستخدم فيه المزيد من الخام لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل أجهزة تكييف الهواء.

وتقلصت إمدادات الخامات الثقيلة أيضا بسبب إغلاق حقلين تديرهما السعودية والكويت معا وهما الخفجي في أكتوبر تشرين الأول لأسباب بيئية والوفرة في الأسبوع الماضي لإجراء أعمال صيانة بما أدى إلى تقليص الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا.

ورغم رفض بعض الطلبات الآسيوية ما زالت السعودية وحلفاؤها في الشرق الأوسط حريصون على تلبية أكبر قدر ممكن من الطلب الآسيوي.

وجاء رفض الطلبات بعد أسابيع من زيارة وزير البترول السعودي «علي النعيمي» لآسيا حيث قال إن الطلب على نفط المملكة قوي لكن السعودية التي بلغ إنتاجها مستوى قياسيا يزيد على عشرة ملايين برميل يوميا مستعدة لتلبية احتياجات عملائها.

 

  كلمات مفتاحية

السعودية أعضاء أوبك طلبات صينية شحنات نفط إضافية ارتفاع الأسعار

النفط يرتفع بعد تراجع المخزون الأمريكي ووفرة المعروض تقيد السوق

توقعات بتراجع أسعار واردات السعودية من الصين بنسبة 20%