إماراتيون يطالبون بعرض ”تراث“ جهاز الأمن ”سيء السمعة“ بمتحف اللوفر بأبوظبي

الاثنين 25 مايو 2015 06:05 ص

«الفن كشاهد على العولمة» .. لم يكن عنوانا لحفل ساهر على أنغام البيانو للفنان «برتران شامايو» فحسب بل دعوة صحفية من إدارة متحف اللوفر بأبوظبي تروج له هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحت عنوان «لقاءات عالمية» حول مفهوم العولمة من منظور مختلف. ضمن إطار برنامج «كلاسيكيات أبوظبي» في الفترة من ( 27 ـ 30 مايو/أيار 2015 )، وهو ما أثار اشمئزاز عدد من المواطنين فدفعهم للتساؤل ساخرين: ما دخلنا نحن ومتحف «اللوفر» الفرنسي ؟!

«سالم الشاعر» من إمارة الشارقة يقول: «نحن قبل أربعين سنة كنا رعاة غنم، والآن عندنا متحف اللوفر الفرنسي ومضمار الفراري»، ويضيف: «بعض آبائنا لا زالوا يرعون الغنم ويخرفون النخيل، وبعض أمهاتنا لا زلن يحلبن الماعز ويخصفن النعال».

قبل أن يؤكد: «بالله ما لنا نحن وحفلات الأوبرا ؟! ثم نسمع من يقول: لا بد من الحفاظ على التراث.. أي تراث ؟! تراثنا: إبل وغنم وصيد سمك وغوص وزراعة نخيل وخس ورويد وجتّ، وطعامنا كان العوال والجاشع والعومة، أين هذا من الأوبرا».

ويضيف «الشاعر»: «حتى صيد الصقور أخذناه من الإنجليز، فهو ليس من تراثنا».

«الدلّة التي نجعلها في كل مكان كانت تأتينا من الهند أو سوريا، والعقال من سوريا والعراق والبحرين، نحن لم يكن عندنا شيء، كنا جزءا من عُمان، حتى ملابسنا كانت من الهند، وطعامنا من الهند وإيران وباكستان والعراق، ليس عندنا تراث، نحن دولة عندها 40 سنة فقط ، ارحمونا الله يرحمكم».

ويتساءل الشاعر: «إن كنتم تريدون التراث فدونكم هذا الدين الإسلامي العظيم، فهو خير تراث ورثته البشرية، وأي شيء غيره: لا قيمة له، لماذا لا يكون ديننا هو تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها كابراً عن كابر؟».

ويلتقط المواطن «سيف الجابري» من مدينة العين طرف التعليق فيتساءل : «لماذا كل يوم عندنا حفلة؟، وكل يوم عندنا فعالية، وكل يوم عندنا مناسبة، هذه الحفلات والمناسبات يُنفق عليها الملايين، الناس أولى بهذه الأموال».

هناك الملايين من فقراء المسلمين في كل العالم ينظرون إلينا ونحن نحتفل كل يوم بما لا يعنينا

«حصة المنصوري» من إمارة أبوظبي لاترى في هذه الفعاليات إلا «وسيلة للسباق المحموم بين أبوظبي ودبي في حصد كلمة الأول للإمارة ولجذب المقيمين الأجانب وخاصة الفرنسيين بعدما سمحت حكومة الإمارات بتوقيع اتفاقية بين البلدين تقضي باستنساخ متحف اللوفر بفرنسا عام 2007 ليكون جاهزا للفعاليات الغربية مطلع عام 2015 بموقع فريد بجزيرة السعديات بأبوظبي ، كمتحف يترجم روح الانفتاح والحوار بين الثقافات».

وتتساءل: «من أي زاوية يكون التترويج لثقافتنا وكافة أبواب الحوار والانفتاح بين الحكومة والمواطنين «مسكرة»، أي مغلقة وموصدة، بعدما هيمن جهاز أمن الدولة على العقول واستلب موازين العدل وسمم الحياة ونشر الإحباط والرعب بين أبناء الدولة والمقيمين وأذهب البسمة التي كان يتحلى بها الوجه الوطني عن غيره».

وتضيف «حصة»: «إذا كان متحف اللوفر العالمي يستهدف نقل الثقافات والانفتاح على الآخر فهل ستقوم حكومة الإمارات بنقل أحدث ثقافات جهاز أمن الدولة سيّء السمعة بسبب تضييقه على كثير من المواطنين، فالعاملون فيه لا أخلاق لهم ولا دين، وبعضهم مجنّسين منذ بضع سنوات يأتون بأبناء القبائل ليهينوهم في مكاتبهم. ابن الإمارات - أباً عن جد - يهينه "الكلاتي" الذي لا يُحسن التحدث بالعربية».

وتؤكد أن الدولة الوحيدة في العالم التي لا يستطيع أبناءها أن يعملوا في وظيفة إلا بموافقة أمنية هي دولة الإمارات، وهذه المصيبة لم تكن موجودة في عهد الشيخ «زايد» المؤسس، مواصلة التساؤل حول هل تملك الحكومة الجرأة لعرض أحدث ما أنتجه جهاز أمن الدولة من ثقافة جديدة بات يتجرع مرارتها كل مواطن ومقيم عربي على أرض الدولة؟.

«محمد الحمادي» معلم ثانوي بإمارة رأس الخيمة بدوره يرحب بوجود متحف اللوفر العالمي بأبوظبي، لكنه يتمنى على حكومته أن تكون أمينة في نقل ثقافاتها الجديدة التي أتت بها العولمة الغربية ومنها على سبيل المثال أن يكون هناك فعالية عن الغباء الأمني «الإمارات كنموذج» تظهر فيه الدولة غياب ثقة المواطنين في المسؤولين لما يسمعونه ويرونه من تهم توجه إلى أناس يعرفهم الجميع.

 فهذا إنسان ملتزم معروف في البلاد يُتهم بالزنا أو بشرب الخمر، أماكن الزنا وشرب الخمر معروفة، وهي للأسف ليست جريمة في بلادنا والكل يعرف ملّاكها ومرتاديها، ولكن ظن هؤلاء الأغبياء بأنهم يشوهون سمعة هؤلاء الأفاضل بمثل هذه التهم السخيفة التي لا يصدقها الطفل في بطن أمه.

فهل تستطيع الحكومة أن تتجاوز حدود الجغرافيا والتاريخ والجنسية وتكشف النقاب عن التأثيرات المشتركة للعولمة الأمنية في إنتاج مثل هذه الأفعال والثقافات التي تجعل الناس يحتقرون هذه الأجهزة ومن يقفون خلفها من المسؤولين؟.

يذكر أن جزيرة السعديات بأبوظبي على موعد لاحتضان 3 متاحف ضخمة هي (اللوفر وغوغنهايم والشيخ زايد) قبل عام 2018 لتحقق حلمها بأن تكون أبو ظبي هي المدينة الأولى التي تمتلك جزيرة للمتاحف.

  كلمات مفتاحية

الإمارات القمع الأمني متحف اللوفر

قمع المعارضة في الإمارات يكشف الحقيقة البشعة تحت بريق وألق الواجهة

وقفة احتجاجية أمام الأمم المتحدة بجنيف تنديدا بالقمع الأمني في الإمارات

الإخفاء القسري والتعذيب في الإمارات وجهان لسلطة قمعية واحدة

القبض على مواطن حر في الإمارات من الألف إلى الياء ... الحلقة الأولى: «إلى أبوظبي »!

عبيد جزيرة السعديات: أبوظبي والجانب المظلم من الفن