شهدت قضية سيدة الأعمال الروسية "ماريا لازاريفا"، المحكوم عليها بالسجن لمدة 10 سنوات في الكويت، بتهمة اختلاس أموال، تطورا جديدا، بعدما تراجع القاضي عن قراره بالانسحاب من القضية.

وأفاد بيان صادر في أعقاب مؤتمر "آفاق محاكمة ماريا لازاريفا" الذي عقد في موسكو، مساء الخميس، بأن القاضي "أنور العنزي" في محكمة الاستئناف بالكويت تراجع عن قراره بالانسحاب من محاكمة سيدة الأعمال، وعيّن تاريخ 28 أبريل/نيسان الجاري، موعدا لجلسة استماع جديدة في القضية.

وأعرب الجانب الروسي عن أمله في "تحقيق العدالة" لسيدة الأعمال المسجونة.

وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة في موسكو، "فلاديمير بلاتونوف" إن "وزارة الخارجية والسفارة وغيرهما من المؤسسات الروسية وعدد من المنظمات الاجتماعية تشارك بنشاط في الدفاع عن المواطنة، لأن الاتهامات الموجهة إليها لا تصمد أمام أي تحليل، وهناك مؤشرات عديدة على أن القضية مفبركة".

"قناعتها بالبراءة"

ولفت المسؤول إلى أن "لازاريفا" عادت إلى الكويت عام 2017 رغم علمها برفع دعوى ضدها، مما يؤكد حسب رأيه "قناعتها ببراءتها"، مضيفا أن قرارا قضائيا في الكويت أقر بأن الأموال التي اتهمت سيدة الأعمال باختلاسها تمت إعادتها إلى المستثمرين بفوائد.

أما الدعوى الثانية التي رفعت ضد "لازاريفا"، فقد اتهمت فيها باختلاس الأموال التي استثمرتها دائرة موانئ الكويت في صندوق "The Port Fund" الاستثماري.

وأشار "فلاديمير سيدوروف"، الممثل الرسمي لـ"لازاريفا"، إلى أن محامي سيدة الأعمال الروسية يعترضون على الوثيقة التي استخدمت كدليل وحيد في المحاكمة، مشيرين إلى أن الحساب المصرفي بقيمة نحو 15 مليون دولار لا يحمل أي رقم وعلامات أخرى والتوقيع عليه مزيف.

ولفت "سيدوروف" إلى أن جميع الاتهامات الموجهة إلى "لازاريفا" تستند إلى شهادات مراجع حسابات في ديوان المحاسبة الكويتي.

وكان القضاء قد أقر ببطلان الوثيقة التي تم تقديمها كدليل على صدقية تصريحاته.

وقال "سيدوروف" إن القاضي، بعد اطلاعه على براهين المدعين أثناء الجلسة الأخيرة التي عقدت في 21 أبريل، وهي الجلسة الـ30 في القضية، غادر القاعة لإجراء مشاورات ثم أعلن انسحابه من المحاكمة.

مخاوف على صحتها

في غضون ذلك، حذر مقربون من "لازاريفا" من تدهور صحتها في السجن، حيث تخضع للحجز في زنزانة واحدة مع عدد من مرتكبي الجرائم الجنائية، وتتعرض لانتهاكات وإهانات، بحسبهم.

وأكد الطبيب "ألكسندر ميسنيكوف" الذي يبقى على اتصال مع سيدة الأعمال المسجونة أن "وضعها الصحي يستدعي قلقا بالغا وتفاقم بشكل حاد خلال الأشهر الستة الأخيرة".

وأشار الطبيب إلى أن إدارة السجن تجبر "لازاريفا" على تناول حبوب دون الكشف عن ماهيتها وترفض إطلاعها على نتائج تحاليلها الطبية.

من جانبها، رجحت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بجامعة العلوم الإنسانية وكبيرة الباحثين في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، "يلينا ميلكوميان"، أن منافسي صندوق "KGLI" للاستثمار (والذي تولت لازاريفا منصب الشريك الإداري فيه) يقفون وراء محاكمتها ويضغطون على سلطات البلاد.

وأشارت إلى أن محاكمة سيدة الأعمال الروسية دون أدنى شك تضر بسمعة الكويت على الصعيد الدولي وبجاذبيتها الاستثمارية، وتنسف ما تحقق خلال السنوات الأخيرة من نتائج إيجابية في البلاد.

ثقة في القضاء الكويتي

وسبق أن أعربت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، "فالنتينا ماتفيينكو"، عقب لقائها في موسكو رئيس مجلس الأمة الكويتي "مرزوق الغانم" في 22 الشهر الجاري عن أمل روسيا في ورود "أخبار جيدة" من الكويت، داعية سلطات البلاد إلى الإفراج المشروط عن سيدة الأعمال الروسية حتى انتهاء الإجراءات القضائية في القضية.

وعلى الرغم من وعود السلطات الكويتية لوزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ونظيره الأمريكي "مايك بومبيو" بتحقيق العدالة في قضية "لازاريفا"، لا تزال سيدة الأعمال الروسية وراء القضبان.

دعم دولي للسجينة الروسية

وتحظى "لازاريفا" بدعم واسع في العالم، لا سيما في الولايات المتحدة لكون ابنها يحمل الجنسية الأمريكية.

وشكل محاميها مجموعة ضغط تضم شخصيات مؤثرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، بمن فيهم الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، "إيد رويس"، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI" في عهد الرئيس "بيل كلينتون"، "لويس فري"، والمحافظ الأسبق لولاية فلوريدا، "نيل بوش" (وهو نجل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب)، بالإضافة إلى "شيري بلير"، زوجة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق.

وسبق أن أشارت غرفة الصناعة والتجارة الروسية إلى مخالفات جسيمة اقترفت في المحاكمة من قبل السلطات الكويتية، بما فيها منع المحامين من استجواب الشهود خلال الجلسات القضائية وتشويه تصريحات المحامين في بروتوكولات الجلسات، بالإضافة إلى عدم حصولهم على البيانات المتعلقة بالقضية باللغتين الروسية أو الإنجليزية، رغم مطالباتهم المتكررة.