«ذي إيكونوميست»: حظوظ الحرب ضد «دولة الخلافة»

الثلاثاء 2 يونيو 2015 08:06 ص

إذا كانت المشاعر في المدن أو على الحدود إزاء ما يسمى بـ«الخلافة» التي أعلنتها «الدولة الإسلامية» بمثابة أي شيء يتحرك دون توجيه، فإن الجهاديين سيفوزون في الحرب. «لقد خلقت الدولة الإسلامية لتعيش وتبقى»؛ هكذا قال طبيب في الفلوجة حينما أراد ان يلخص مشهد إحكام قبضة الجماعة على محافظة الأنبار، أكبر المحافظات العراقية. بل هو انعكاس حاد لبضعة أشهر مضت، عندما كانت الحملة ضد «الدولة الإسلامية» تسير على ما يرام تماما.

لقد هزم المقاتلون الأكراد السوريون «الدولة الإسلامية» في عين العرب. وفي العراق، تخلى الجهاديون عن 25% من الأراضي التي كان قد انتزعت في وقت مبكر من الحرب الخاطفة قبل عام، وطردوا من تكريت مسقط رأس «صدام حسين». لقد كان هناك حديث عن هجوم في وقت لاحق هذا العام لاستعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق. ولكن بعد انسحاب قوات النظام السوري من تدمر، فإن الرايات السود ترفرف الآن على المدينة القديمة، بينما سقطت مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في 17 مايو/أيار. وباتت فكرة تراجع «الدولة الإسلامية» مجرد وهم وكلام أجوف.

ويصف الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» فقدان الرمادي بأنه مجرد «نكسة تكتيكية». لكن لعبة اللوم وإلقاء المسؤولية على طرف قد تعطلت. واشتكى وزير الدفاع الأمريكي «آشتون كارتر» أن انهيار قوات الأمن العراقية ضد المعارضة كان سببه عدم وجود «إرادة القتال». وتحدث المنتقدون للرئيس «أوباما»، مثل «جون ماكين» رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، عن الجهد العسكري الفاشل والمفتقر للحماسة.

الاستيلاء على الرمادي ليس تغييرا في قواعد اللعبة. لقد كانت المدينة تحت الهجوم لعدة شهور، وكان من الممكن أن تستعيد القوات العراقية وحلفاؤهم الإيرانيون السيطرة على المدينة لو كانت هناك محاولة صادقة لذلك. وفي إبريل/نيسان صرخت وسائل الإعلام أن «الدولة الإسلامية» باتت قريبة من دمشق بعد أن ظهرت في مخيم اليرموك، تلك المنطقة الفلسطينية على مشارف العاصمة. وبقليل من الجعجعة الكلامية، اختفت المجموعة، على حد قول سوري، قال إن العاصمة باتت تشعر بالأمن حاليا أكثر من أي شهر مضى. وفي الأيام الأخيرة استعادت القوات العراقية حصيبة، وهي بلدة صغيرة في محافظة الأنبار، وحالت دون وصول التنظيم إلى قاعدة الحبانية العسكرية.

وترجع أي نجاحات للدولة الإسلامية في أغلبها إلى ضعف قوى المعارضة. نظام «بشار الأسد» في سوريا يعيش حالة من التذبذب أكثر مما كان عليه في أي وقت منذ عام 2012. وفر جيشه من تدمر. وعلى الرغم من أن المليشيات الشيعية في العراق تبذل جهودا قوية على قدر إمكاناتها، إلا إن الشيعة والجيش في كثير من الأحيان يبدون غير راغبين في القتال والموت من أجل الأرض السنية. وهذا من شأنه أن يشجع الجهاديين على التقدم أكثر من ذلك. ولا تزال الحكومة مترددة في تسليح العشائر السنية للدفاع عن منازلهم.

المكاسب الأخيرة للدولة الإسلامية هي أيضا لا تقدم سوى القليل من الأمور التي تعالج نقاط ضعفها. فهي تحتاج إلى توليد أموال ضخمة للحفاظ على السعي براية «الخلافة»، ولا تزال مصادر دخلها تعتمد على مبيعات النفط غير القانونية، ونهب الآثار، وكلها أمور قد تتوقف في أي لحظة نتيجة ما يطرأ من ظروف ومستجدات، وحتما يؤثر عليها تباطؤ الغزو.

قيادة المجموعة العليا عرضة للقتل أو الاعتقال نتيجة الغارات التي تشنها القوات الخاصة الأمريكية (على سبيل المثال لا الحصر عملية في سوريا في 15 مايو/أيار أسفرت عن مقتل أبو سياف المدير المالي للجماعة والخبير بمصادر التمويل). ويمكن لحملة جوية أكثر تنسيقا أن تؤدي إلى نتائج أعظم من ذلك. وتدير القوى الغربية هجمات تشنها حوالي 15 طائرة ميراج اليوم (مقارنة بـ50 طائرة أقلعت معا تحت قيادة منظمة حلف شمال الأطلسي ضد قوات أقل في ليبيا لإسقاط نظام القذافي). ويقول «ماكين» إن 75% من الطلعات الجوية تفشل في إطلاق سلاح أو إسقاط قنبلة، لأنه ببساطة لم يتم تحديد الأهداف. وهذا قد يتغير إذا بعثت واشنطن أولا بمراقبين جويين يستطلعون الأمر. وكان المستشارون والمدربون العسكريون الأمريكيون جزءا لا يتجزأ مع القوات العراقية عندما يذهبون إلى العمل للشد من أزرهم وبث الروح فيهم.

وفي المقابل، يحتاج الإيرانيون أيضا للتفكير في استراتيجيتهم. فدعم طهران لنظام «بشار الأسد» الهش لا يعزز سوى «الدولة الإسلامية». أما بالنسبة للحكومة العراقية بقيادة «حيدر العبادي»، فيتعين عليها أن تحترم وعودها الشمولية. ويرفض المقاتلون من العشائر السنية في الرمادي الحصول على دعم وسلاح من قبل بغداد التي لا يأمنون جانبها. ويمكن للولايات المتحدة أن تقدم ما هو أكثر من المساعدة بكثير. ولكن قبل كل شيء لا ينبغي إغفال الطائفية في العراق، ووحشية «نظام الأسد» في سوريا؛ فكلاهما يغذي «الدولة الإسلامية» ويمهد لها الطريق.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية التحالف الدولي العراق الرمادي سوريا الأسد الطائفية

«الدولة الإسلامية»: الهدف هو شبه الجزيرة العربية

«ديبكا»: لا يوجد جيش في منطقة الشرق الأوسط قادر على التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية»

«بلومبيرج»: سقوط تدمر في يد الدولة الإسلامية قد يمثل نصرا دعائيا لنظام «الأسد»

«البغدادي» يعد بالسيطرة علي بغداد وكربلاء بعد انتصارات التنظيم في الرمادي

«أسوشيتد برس»: الرمادي ”نكسة جديدة“ تعيد إلى الأذهان ”سقوط الموصل“

«البنتاغون» يعد بمساعدة القوات العراقية في استرجاع الرمادي من تنظيم «الدولة الإسلامية»

«الدولة الإسلامية» يحكم قبضته علي الرمادي ويسيطر علي مقر قيادة عمليات الأنبار

الداخلية التونسية تحقق في بث إذاعة تابعة لـ«الدولة الإسلامية» في جزيرة جربة

عضو بـ«الشورى السعودي»: أكبر خدعة بتاريخ الإسلام هي «الخلافة»