«الدولة الإسلامية»: الهدف هو شبه الجزيرة العربية

الثلاثاء 2 يونيو 2015 04:06 ص

خلال صلاة يوم الجمعة في 22 مايو/أيار في مسجد الامام علي الشيعي في القطيف في السعودية، قام مواطن سعودي ينتمي إلى خلية ارهابية (تابعة لتنظيم الدولة الاسلامية) بتفجير نفسه، وتسبب بقتل 20 واصابة 100 على الأقل. هذه العملية هي الاولى من نوعها التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية على الاراضي السعودية. ويسعى «الدولة الإسلامية» من خلالها الى اظهار قدرته وقوته لدى مؤيديه وأعدائه في نفس الوقت، واظهار قلة الحيلة لدى الحكومة السعودية في الدفاع عن مواطنيها. كل ذلك يتم في سياق الدعاية الكبيرة من خلال الشبكات الاجتماعية في محاولة للحفاظ على الفاعلية والسيطرة لنقل الرسائل التي يريدها «الدولة الإسلامية». هذه العملية توضح أيضا الاستخدام الأدواتي للارهاب من أجل تقدم نواياه لاقامة الخلافة العالمية.

اتساع العمل الارهابي باتجاه شبه الجزيرة العربية ليس ظاهرة جديدة. ففي اليمن حدث في آذار هذا العام انفجار مزدوج في مسجدين شيعيين، تسببا بموت نحو 140 شخصا. وفي السعودية ايضا رُصدت اعمال نشطة لـ«الدولة الإسلامية» تجسدت في عدة عمليات إطلاق نار ضد مواطنين شيعة وقوات الأمن السعودية وجهات غربية تعمل في المملكة. ويضاف الى ذلك التهديد الذي أسمعه زعيم «الدولة الإسلامية» «أبو بكر البغدادي» في العام الماضي ضد السعودية، التي سماها «رأس الأفعي»، وتشجيعه مؤيديه على الاعمال الارهابية في المملكة. هذا الأمر انعكس في خطابه الأخير في مايو/أيار حينما خصص الجزء الاكبر منه لاستنكار التعاون السعودي مع الصليبيين، اليهود والشيعة.

في أعقاب هذا العمل قامت السعودية بعدة اعتقالات كان آخرها في نهاية نيسان حيث اعتقل نحو 100 شخص اغلبيتهم من المواطنين السعوديين الذين اشتبهوا بالانتماء لتنظيم «الدولة الاسلامية» وانتظموا تحت اسم «جُند بلاد الحرمين»، وهذا الاعتقال لم ينجح في منع الهجوم الأخير على المسجد الشيعي في القطيف.

مسجد الشيعة الذي اختير كهدف يناسب استراتيجية عمل تنظيم «الدولة الإسلامية» ويحقق هدفين أساسيين: الأول، إصابة السكان الشيعة في المملكة على اعتبار أنهم العدو الحقيقي كونهم كفار ومتعاونين مع أعداء الاسلام. الثاني، زعزعة الاستقرار في المملكة السعودية التي تقف اليوم على رأس المعسكر العربي الشريك في الائتلاف الدولي ضد «الدولة الإسلامية».

يحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» من خلال استهداف الشيعة في المملكة إثارة الفتنة الطائفية. هذه العملية تتم في فترة تُدير فيها السعودية حرب لكبح تقدم الحوثيين في اليمن الذين ينتمون إلى الشيعة وإيران، الأمر الذي يثير المشاعر المتناقضة لدى الشيعة الذين يعيشون في المملكة ويشاهدون «الأخوة» الذين تقوم دولتهم بقصفهم. ويضاف الى ذلك الشعور بالظلم التاريخي من قبل الاغلبية السنية، والآن هم يشعرون أن الدولة لا تفعل ما يكفي للدفاع عن أمنهم.

تنظيم «الدولة الإسلامية» موجود في هذه الايام في حالة ازدهار بسبب احتلال الرمادي في العراق وتدمر في سوريا. داعش يعمل الآن على تعزيز صورته كمنتصر وناجح في الانتقام من الدول العربية المشاركة في الائتلاف الذي يحاربه. العمليات الارهابية في السعودية واليمن هي تعبير عن ذلك وتشكل البديل للتنظيم عن التواجد العسكري واحتلال هذه المدن، والدعاية التي ترافق هذا الجهد عن طريق الشبكات الاجتماعية تهدف لزيادة الضربة وزيادة الشعور أن أذرع داعش موجودة بشكل كبير وملفت في شبه الجزيرة العربية.

بذلك يطمح «البغدادي» إلى زيادة الشعور بالثقة في أوساط مؤيديه بهذه المناطق، ودفع المواطنين إلى الانضمام إليه في حملة إقامة الخلافة.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية شبه الجزيرة العربية السعودية اليمن القطيف مسجد العنود مسجد القديح

«فاينانشيال تايمز»: شيعة السعودية يحشدون للدفاع عن أنفسهم مع نمو تهديد «الدولة الإسلامية»

«الدولة الإسلامية» و«القديح» .. محاولة لصناعة أدوار جديدة

فاجعة القديح

«تفجير القطيف» يكشف فشل السعودية في كبح التوترات الطائفية

من الدالوة إلى القديح: الحقائق المرة

«ستراتفور»: تفجير القديح يهز الأمن السعودي ويهدد بنشوب صراع طائفي

«ذي إيكونوميست»: حظوظ الحرب ضد «دولة الخلافة»

تنظيم «الدولة الإسلامية» بالعراق: تغلغل في شروخات النظام السياسي

في انتظار مصر.. عن «داعش» ومشروع «دولته»!

كيف دمّر «داعش» أحلام الإسلاميين؟

عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية

«الدولة الإسلامية» يدعو لإخراج الشيعة من الجزيرة العربية