«فاينانشيال تايمز»: شيعة السعودية يحشدون للدفاع عن أنفسهم مع نمو تهديد «الدولة الإسلامية»

الاثنين 1 يونيو 2015 07:06 ص

يشكل أعضاء الأقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية فرق دفاع مدني بعد تفجيرين انتحاريين حدثا خلال الجمعتين الماضيتين، وادعى تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام  المسؤولية عنهما.

وتمثل الهجمات، التي قتل فيها نحو 25 شخصًا، تصعيدًا في نشاط «داعش» داخل المملكة الغنية بالنفط، وتقول المجموعة إنها تريد تخليص شبه الجزيرة العربية من المسلمين الشيعة. وفي نوفمبر/تشرين الثانيالماضي، قتل مسلحون من «داعش» سبعة مصلين في مزار شيعي في الأحساء، شرق المملكة العربية السعودية.

وقد دفعت أسوأ الفظائع الطائفية في تاريخ المملكة الحديث إلى تشكيل مجموعات للدفاع المدني بين أقلية الشيعة التي تشكل 10-15 في المئة من سكان المملكة. ويعد هذا الأمر «تطورًا غير مسبوق»، وفقًا لـ«توبي ماثيزين»، وهو زميل في جامعة كامبريدج.

ويقول النشطاء إن مجموعات الدفاع الذاتي هذه قامت باعتقال الناس للاشتباه في تخطيطهم لتنفيذ مزيد من الهجمات، وتسليمهم لقوات الأمن. وقال «حمزة الحسن»، وهو ناشط سعودي يتواجد في المنفى في لندن: «هؤلاء متطوعون شاهدوا وجود فراغ أمني ويتوجب عليهم إيجاد وسيلة للدفاع عن أنفسهم». وأضاف: «هذا دفاع عن النفس، وليس قضية سياسية».

ومن جهتها، عززت السلطات السعودية الإجراءات الأمنية في محافظة الشرقية، حيث يعيش معظم السكان الشيعة في البلاد، وقامت السلطات بزيادة عدد نقاط التفتيش، وتعزيز عمليات التفتيش على الجسر المؤدي إلى البحرين. ويتوقع محللون مقربون من الحكومة أن تتم زيادة تشديد الأمن بشكل مشابه للحملة على الجهاديين المحليين التي استهدفت تمرد تنظيم القاعدة في الفترة ما بين 2003 و2006.

ويشعر الكثير من الشيعة بأن هناك حاجة للقيام بالمزيد. ودعا بعض أعضاء المجتمع لتسليح هذه الجماعات، وهو ما أثار مخاوف من أن القوات المدنية المخصصة للدفاع عن النفس قد تشكل خطوة أولى نحو نشوء ميليشيات مشابهة لـ «الحشد الشعبي» في العراق، أو ما يسمى بقوات التعبئة الشعبية لوقف زحف «داعش»، وهي الميليشيات التي تم اتهامها بتنفيذ أعمال وحشية ضد المدنيين السنة.

وقد أدى تشكيل هذه المجموعات إلى إثارة انتباه المؤسسة السعودية، وتم بالفعل اعتقال بعض «المتطوعين» من قبل السلطات.

ويأتي نشوء هذه المجموعات على خلفية زيادة الفتنة الطائفية. وبينما أدانت الأسرة الحاكمة ورجال الدين الموالون للحكومة الهجمات الانتحارية، انتقد نشطاء تغاضي السلطات عن وسائل الإعلام التي تحرض على الانقسام، والتصريحات التحريضية من قبل رجال دين سنة متشددين.

وتزيد بعض الكتب المدرسية والمعلمون الوهابيون المحافظون من التمييز من خلال وصف المسلمين الشيعة بأنهم خارجون عن الإسلام الحقيقي. ويكتسب مصطلح تحقير الشيعة على أنهم «روافض» مكانة متزايدة في النقاش على وسائل الإعلام الاجتماعي.

ومنذ الثورات السياسية لعام 2011، والاضطرابات في البحرين، ودعم إيران للنظام في سوريا، تصاعدت المشاعر المعادية للشيعة. وأيضًا، جاء ظهور «داعش» كمدافع عن العالم السني ضد التوسع الشيعي ليكسب دعمًا متزايدًا بين العديد من الشباب، الذين يرون في المجموعة الطرف الوحيد تقريبًا القادر على تحقيق النجاحات العسكرية في العالم العربي.

وقد فاقمت حرب المملكة العربية السعودية على المتمردين الزيديين الشيعة في اليمن هذه المثل، من خلال تعزيز النشوة الشوفينية في المملكة باعتبارها الدولة التي تقف في وجه ما ينظر إليه على أنه زحف إيران إلى العواصم العربية. ويبدو أن استراتيجية «داعش» تسعى للاستفادة من كل هذه الطائفية، وتوظيف أعداد متزايدة من الشباب السعودي الساخط.

وقال «ماثيزين»، الذي يخشى وقوع مزيد من الهجمات: «يبدو أن هؤلاء من الشباب السعوديين الذين لا يريدون السفر إلى الخارج، ولكنهم على استعداد لتنفيذ هجمات في الداخل». وأضاف: «بدلًا من الذهاب وراء الأجانب المتواجدين في مجمعات محمية بشكل جيد، يقوم هؤلاء بتفجير زملائهم السعوديين من الشيعة».

  كلمات مفتاحية

هجوم القديح الدولة الإسلامية الشيعة في السعودية القطيف الشيعة السعودية

«الدولة الإسلامية» يهدد «محمد بن نايف» ويدعو لشن هجمات جديدة ضد الشيعة

«تفجير القطيف» يكشف فشل السعودية في كبح التوترات الطائفية

من الدالوة إلى القديح: الحقائق المرة

«ستراتفور»: تفجير القديح يهز الأمن السعودي ويهدد بنشوب صراع طائفي

ما الذي تهدف إليه «الدولة الإسلامية» من هجماتها داخل السعودية؟

«الصدر» يستنكر تفجير القطيف .. ويحذر من «ربيع عربي» قادم في السعودية

«الدولة الإسلامية»: الهدف هو شبه الجزيرة العربية

المملكة وشيعتها

توجيه رسالة إلى شيعة السعودية