استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«الدولة الإسلامية» و«القديح» .. محاولة لصناعة أدوار جديدة

الأحد 31 مايو 2015 04:05 ص

أصدر تنظيم الدولة الإسلامية مقطع فيديو قصيرا مدته نحو ثلاث دقائق؛ يبرر فيه قيامه بعملية تفجير مسجد الإمام علي في بلدة القديح شرق المملكة. الفيديو زاوج في بدايته بين أمرين: خبر التفجير كما نقلته القناة السعودية الأولى، وفيديو من داخل مسجد الإمام علي لأحاديث فيها انتقاص للصحابة رضي الله عنهم.

القناة السعودية -بحسب المقاطع التي استخدمها فيديو داعش- تحدثت عن وقوع «شهداء» وعملية إجرامية إرهابية في «مسجد». وأكدت الوحدة الوطنية ومساواة المواطنين واحترام أرواح الشهداء ودُور العبادة. والفيديو الآخر الذي وضعه التنظيم كان لأحد المناسبات التي تحدث فيها شخص عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بانتقاص. وختم التنظيم الفيديو القصير بفتوى عبدالله بن جبرين -رحمه الله- بتكفير الشيعة، وأهازيج تمجِّد الزرقاوي.

الفيديو مليء بالدلالات. فما يريد أن يقوله أولاً: أنه ضد الرواية الرسمية للدولة، والتي صاغت الحدث باعتباره استهدافاً لمسلمين ودُور عبادة، ووصفت ضحاياه بالشهداء. فالمستهدف الأول بالفيديو هي الدولة نفسها، أكثر من أي أحد آخر، باعتبار أن خطاب الدولة -كما ظهر بصياغة البيان الذي بثته القناة السعودية الأولى- خطاب لا يكفِّر الشيعة، ويعتبرهم مسلمين؛ فهذه هي النقطة الأولى التي يريد التنظيم تأكيدها من الفيديو، ومخاطبة جمهوره من خلالها.

المقاطع الأخرى التي يتحدث فيها شخص عن الصحابي أبوبكر الصديق -لست متأكداً من مصدر التسجيل أو صدقيته- يستهدف عواطف الجمهور السني؛ فهو يريد أن يقول ببساطة: إن منفذ العملية انتقم ممن ينتقص الصحابة، وأرفق التبرير بفتوى ابن جبرين. وهي فتوى قديمة يتم استحضارها في أي حديث حول الشيعة.

في خاتمة المقطع جاءت الأهازيج باسم الزرقاوي، وكلنا نعرف لماذا تم استحضار الزرقاوي دون غيره؛ إذ هو الذي استهدف الشيعة بصورة مباشرة إبان اندلاع الحرب الأهلية الطائفية في العراق. فاستهدف الأحياء السكنية وقَتَل المدنيين في الشوارع والأسواق، حتى إن أسامة بن لادن لامَه وعاتَبه برسالة بثت لاحقاً.

الفيديو يلخص تماماً الرسالة التي يريد تنظيم داعش أن يوصلها من تبنيه حادثة القديح الإجرامية، بغض النظر عن حقيقة تخطيطه للعملية. فهو يتبنى عمليات لا علاقة له بها مثل «شارلي إيبدو» في فرنسا، فقط ليضيف إلى رصيده انتصاراً جديداً أمام أتباعه.

الرسالة التي يريد «داعش» أن يوصلها هي: أنه يدافع عن أهل السنة والصحابة وعرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جناية الدولة والشيعة. واستحضار الزرقاوي والحرب الأهلية العراقية هو وعيد بإشعال المنطقة طائفياً، كما حدث في العراق.

كالعادة، وكما حدث بعد جريمة «الدالوة» واستهداف المصلين قبل أشهر، تم الحديث عن التحريض، ومشايخ وقنوات الفتنة، والمناهج الدراسية...الخ. حتى إن إحدى المسيرات في القطيف استخدمت صوراً ورفعت شعارات منددة ببعض المشايخ والقنوات الفضائية. وهذا التكرار -تكرار الحديث عن التحريض- مفهوم في سياق ووضع مضطرب ومتأزم.

ناقشت مسألة التحريض في سياق الحديث عن جريمة الدالوة قبل أشهر. وأعيدها باختصار فأقول إن خطاب التحريض مرفوض لذاته، بغض النظر عن ارتباطه بالعمل الإجرامي نفياً وإثباتاً، وهو مجال نقاش آخر.

لكن إذا اتفقنا على أن خطاب الكراهية الطائفية شهد رواجاً شديداً منذ عقود، من الثورة الخمينية، حتى وإن كان هذا الخطاب تضاعف بعد الثورة الإيرانية، إذا اتفقنا على هذا، فهناك متغيرات أخرى جعلت الأعمال الإجرامية تحدث بشكل مباشر، كما في الدالوة والقديح، ولم تحدث في فترات سابقة، ويمكن إرجاع هذا التطور الخطير إلى متغيرات عدة.

فتنظيم داعش من ناحية بات يقتات على مناطق التوتر الطائفي، ويطرح نفسه ممثلاً للهوية السنية، في مقابل الهوية الشيعية المفترضة؛ فتغذية هذا الانقسام الطائفي هو أمر له الأولوية في أدبيات التنظيم. من هنا جاء استحضار اسم الزرقاوي في خطاب «داعش»، لا معاتبة أسامة بن لادن له على استهدافه المدنيين الشيعة في العراق.

فاستهداف الشيعة بشكل مباشر، طمعاً بعمليات انتقامية ضد السنة، هو أقصى طموحات التنظيم؛ ليتسلل إلى الساحة السعودية، والتي ظلت حتى الآن عصية على دخوله إلا بعمليات معزولة ومحدودة تمثلت بالقديح والدالوة واستهداف رجال أمن في الرياض في وقت سابق. فالتنظيم يطمح من خلال هذه العملية إلى دور أكبر في السعودية.

المتغير الآخر المهم، هو الوضع السياسي في المنطقة ككل. فالمنطقة تعاني من حروب أهلية وانقسامات طائفية. بدأت في العراق، ثم سورية، وحاولت إيران أن تلعب بهذه الورقة في اليمن أيضاً على رغم اختلاف الأوضاع اليمنية وتعقيداتها.

غالباً ما نرى من يتحدث عن كون التحريض هو السبب المباشر لمثل هذه العمليات الإجرامية، يتجاهل أمرين: الوضع الطائفي المتفجر في العالم العربي، وعدم حدوث مثل هذه الجرائم في أوقات سابقة، ربما كان فيها التحريض أشد. وأكرر هنا أن التحريض مرفوض لذاته، لكني أتحدث عن ربطه بجريمة بعينها.

محاولة التأني والهدوء والتحكم بردود الفعل بعد مثل هذه العمليات الإجرامية أمر مهم جداً؛ لحفظ السِّلم الأهلي في المجتمع. لكن الأهم، على المدى البعيد للنجاة من الوحل الطائفي الذي لطخ الجميع في المنطقة، أن تتم تسوية الحروب والصراعات الأهلية في العراق وسورية واليمن. من دون إعادة الاستقرار إلى المنطقة لن تهنأ دول الخليج بالسلام الذي تطمح إليه.

* بدر الراشد كاتب سعودي.

  كلمات مفتاحية

السعودية الدولة الإسلامية القديح صناعة أدوار الحرب الأهلية الطائفية

فاجعة القديح

«تفجير القطيف» يكشف فشل السعودية في كبح التوترات الطائفية

من الدالوة إلى القديح: الحقائق المرة

«ستراتفور»: تفجير القديح يهز الأمن السعودي ويهدد بنشوب صراع طائفي

الملك «سلمان» يتوعد كل مشارك أو متعاطف مع «تفجير القطيف الإرهابي»

الداخلية السعودية تكشف هوية منفذ تفجير مسجد القديح في القطيف

«الدولة الإسلامية»: الهدف هو شبه الجزيرة العربية

الأمن السعودي ينفذ عددا من العمليات ضد «الدولة الإسلامية» بالمملكة

أمير سعودي يهاجم مغرد إماراتي شهير شكك بأمن السعودية

السعودية: إجراءات أمنية لحماية المساجد في «رمضان» .. ولا قرار بمنع النساء

من «القديح» لـ«العنود»!

الداخلية السعودية تلقي القبض على 45 مشتبها به خلال ثلاثة أيام

مقتل 3 رجال أمن سعوديين في هجوم استهدف مركزا للشرطة في الطائف

الداخلية السعودية: مقتل «يوسف الغامدي» المتهم بتأييد «الدولة الإسلامية»

«العريفي» عن «الدولة الإسلامية»: «لا يغرنك طائفة تدعي الجهاد في سبيل الله»

السعودية تعتقل 431 يشتبه بانتمائهم لـ«الدولة الإسلامية» وتحبط 6 تفجيرات

السعودية تعلن إحباط مخططات إرهابية كبيرة

مقتل السعودي «عبدالرحمن الخضير» في صفوف «أحرار الشام» بسوريا

مقتل 17 أغلبهم من رجال الأمن السعودي في تفجير استهدف مسجدا بمنطقة عسير

دول الخليج تدين تفجير أبها وتؤكد دعمها لما تتخذه السعودية من إجراءات تحفظ أمنها

«ستراتفور»: تنظيم «الدولة الإسلامية» ينشط في السعودية رغم الحملة الأمنية