أدانت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالإضافة إلى الكويت والإمارات وقطر والبحرين، حادث مقتل 14 من رجال الأمن و3 عمال في تفجير انتحاري وقع ظهر اليوم الخميس بمسجد في منطقة عسير جنوب غربي السعودية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية، نقلا عن متحدث باسم وزارة الداخلية، إن هجوما انتحاريا في مسجد تابع لوحدة أمنية بمدينة أبها في جنوب غرب السعودية أسفر عن مقتل 12 من رجال الأمن و3 من العاملين، وإصابة 9 آخرين، بينهم 3 في حالة خطرة، كما عثر على أشلاء يعتقد أنها ناتجة عن تفجير بأحزمة ناسفة، فيما ذكر التليفزيون السعودي في وقت لاحق أن اثنين من قوات الطوارئ المصابين توفيا.
وذكرت الوكالة، أن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية الدكتور «عبداللطيف بن راشد الزياني»، أعرب عن وقوف دول المجلس ومساندتها للمملكة العربية السعودية في كل ما تتخذه من «إجراءات لحماية أمنها واستقرارها وضمان سلامة مواطنيها، ومحاربة هذه الجماعات الإرهابية التي تخلت عن كل القيم والمبادئ الانسانية، وأوغلت في سفك دماء المسلمين، منتهكة حرمة بيوت العبادة».
كما أعرب «الزياني» عن ثقته في كفاءة وقدرة الأجهزة الأمنية المختصة في المملكة على كشف ملابسات هذه الجريمة الإرهابية البشعة، والقبض على الجناة والجهات المحرضة وتقديمهم إلى القضاء العادل.
وأكد «تصميم دول مجلس التعاون على محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، واجتثاث فكرها الضال وتجفيف مصادر تمويلها».
إدانات خليجية
من جانبها، أعربت دولة قطر عن «إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير الإجرامي الذي استهدف منسوبي قوات الطوارئ الخاصة» بمنطقة عسير.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان اليوم نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، أكدت «وقوف دولة قطر مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في تصديها للأعمال الإجرامية التي تهدف لزعزعة أمن الشعب السعودي الشقيق».
كما شددت الوزارة في بيانها على تأييد دولة قطر الكامل لكافة الإجراءات الأمنية التي تتخذها المملكة العربية السعودية الشقيقة للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، أن الشيخ «عبدالله بن زايد آل نهيان»، وزير الخارجية، أدان «بأشد العبارات الجريمة الإرهابية البشعة التي استهدفت منسوبي قوات الطوارىء الخاصة بمنطقة عسير في المملكة العربية السعودية أثناء آدائهم صلاة الظهر جماعة في مسجد مقر القوات».
وأكد «تضامن دولة الامارات قيادة وحكومة وشعبا قلبا وقالبا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة الارهاب بكل صوره وأشكاله».
ولفت إلى أن «دولة الإمارات تقف مع القيادة السعودية في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات حازمة للقضاء على الإرهاب واستئصاله والحفاظ على المملكة واستقرارها وأمنها والذي يمثل حجر الأساس في أمن واستقرار المنطقة».
وشدد على ضرورة «تضافر جهود المجتمع الدولي وتكثيفها على الصعد كافة لمواجهة هذه الأعمال الجبانة والفكر الضال الذي لا يراعي للنفس البشرية وأماكن العبادة اية حرمة».
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة بلادها «واستنكارها الشديدين» للحادث، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية، عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله: «هذه الجريمة البشعة التي تأتي استمرارا لمسلسل الاٍرهاب البغيض الذي يسعى خائبا للنيل من أمن وأمان دول الخليج والمنطقة سيكون مآله الفشل والاندحار».
وأكد «وقوف دولة الكويت الكامل إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة وتأييدها لكافة الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها».
بدورها، أدانت البحرين التفجير، وشددت على أن هذه الجريمة لا تمت بصلة لأي دين وتتنافى تمامًا مع القيم الأخلاقية والإنسانية كافة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء البحرينية الرسمية.
وأعربت البحرين عن «تعازيها ومواساتها للشعب السعودي، ولأسر وذوي الشهداء، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين في هذا الحادث الأليم».
ولم تعلن أي جهة تبنيها للتفجير بعد، لكن تنظيم «الدولة الإسلامية» كان قد دعا أنصاره إلى تنفيذ هجمات في السعودية، وقتل 25 شخصا في تفجيرين انتحاريين في أسبوعين متتالين استهدفا مسجدين للشيعة في شرق البلاد في مايو/أيار الماضي.
والشهر الماضي، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أن الجهات الأمنية تمكنت من الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبط بتنظيم «الدولة الإسلامية»، يدار من المناطق المضطربة في الخارج وكان يهدف إلى تنفيذ مخططات إرهابية كبير، مشيرة إلى أنها ألقت السلطات القبض على 431 شخصا، غالبيتهم سعوديين، بالإضافة إلى مشاركين يحملون جنسيات أخرى شملت اليمنية والمصرية والسورية والأردنية والجزائرية والنيجيرية والتشادية.
وقالت الداخلية السعودية إن المشتبه بهم الذين اعتقلوا في المملكة كانوا ينفذون «مخططا يدار من المناطق المضطربة في الخارج ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى».