تحدثت وكالة أنباء «أسوشيتد برس» عن مخاوف متصاعدة من تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية» لموسم الحج الذي ينطلق في وقت لاحق من الشهر الجاري، لكن المتحدث باسم وكالة الداخلية السعودية أكد أن قوات الأمن ستتعامل بشكل سريع وحاسم مع أي انتهاك.

وفي تقرير لها، قالت الوكالة الأمريكية إن «الدولة الإسلامية» زاد من نشاطه في المملكة، خلال الفترة الأخيرة، موسعا مدى هجماته، ومجندا المزيد من السعوديين.

وأضافت أن «عزم التنظيم على إسقاط الأسرة الحاكمة في السعودية، المتحالفة مع الولايات المتحدة، زاد المخاوف من إمكانية تهديده موسم الحج».

وحتى الآن، يبدو تواجد التنظيم في المملكة في مستوى منخفض، لكنه تبنى منذ مايو/ أيار الماضي المسؤولية عن أربعة تفجيرات، أحدها في الكويت.

ويصعد التنظيم بشكل دائم من لهجة خطابه الهادف إلى تقويض شرعية أسرة «آل سعود» في المملكة، التي تتأتي في جزء منها من تأكيدها على تطبيق الشريعة الإسلامية وحماية المشاعر المقدسة في مكة والمدينة (غرب).

ونقلت الوكالة عن المحلل السياسي السعودي «فهد ناظر»، قوله إن «تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) وأتباعه أكدوا بشكل واضح على أن السعودية هدفهم الأساسي؛ لأن مكة والمدينة هي جائزتهم النهائية».

ويمثل الهجوم الذي تبناه التنظيم في المملكة الشهر الماضي «علامة بارزة على توسع نطاق هجمات التنظيم في المملكة»، وفق «أسوشيتد برس».

 وكان مسلحون يدعون الانتماء للتنظيم نفذوا ثلاثة تفجيرات كبرى؛ اثنان منها في شرقي السعودية في مايو/آيار الماضي، والتفجير الثالث في مدينة الكويت في يونيو/حزيران الماضي. واستهدفت هذه التفجيرات الثلاثة مساجد للشيعة؛ وأسفرت عن مقتل 53 شخصا.

لكن في 6 أغسطس/آب الماضي، هاجم انتحاري مسجدا ملحقا بمجمع شرطي في مدينة أبها، التي تبعد بنحو 350 ميل جنوب مكة؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصا في أكثر هجوم دموي تطال قوات الأمن في السعودية منذ سنوات. وكان 11 من القتلى من وحدة مكافحة الإرهاب التي تشمل مهامها حماية موسم الحج.

وأطلقت الجماعة المنبثقة عن تنظيم «الدولة الإسلامية»، التي تبنت الهجوم الأخير، على نفسها اسم «إقليم الحجاز»، وهو أول إعلان من التنظيم عن تأسيس فرع بمسمى «إقليم الحجاز»، وهو اسم تقليدي للمنطقة الغربية من شبه الجزيرة العربية حيث تقع المشاعر المقدسة.

إذ ادعى المسؤولية عن الهجمات الثلاثة السابقة جماعة أطلقت عليها نفسها اسم «إقليم نجد»، وهو مسمي تقليدي للمنطقة الوسطى من شبه الجزيرة العربية، وموطن عائلة «آل سعود» الحاكمة.

وقالت «لوري بوغاردت»، وهي محلل في شؤون أمن الخليج بمعهد واشنطن: «لن يكون مفاجئا إذا حاول مسلحي الدولة الإسلامية استغلال موسم الحج لتنفيذ هجوم؛ خاصة أن التنظيم يعمل بأسلوب عمليات الذئب المنفرد».

ومن المتوقع أن يبدأ موسم الحج هذا العام في 21 سبتمبر/أيلول، وأن يجذب نحو 3 ملايين مسلم من  مختلف أنحاء العالم.

لكن هجوما مباشرا على الحجاج، يوقع خسائر كبيرة في الأرواح أو يسبب دمارا للاماكن المقدسة، «ربما يمثل مخاطرة بالنسبة للتنظيم، وقد يجلب عليه سخطا من المسلمين الغاضبين في مختلف أنحاء العالم»، وفق «أسوشيتد برس».

لكن «ناظر» علق على ذلك قائلا: «ومع ذلك، فإن التنظيم أكد أنه ليس لديه خطوط حمراء».

أهداف محتملة

ووفق الوكالة الأمريكية هناك أهداف أخرى محتملة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، تشمل استهداف قوات الأمن في مكة وحولها.

كذلك، يمكن أن يستهدف التنظيم الحجاج القادمين من بلدان ذات أغلبية شيعية مثل إيران.

ولا يزال القليل معروفا عن بناء تنظيم «الدولة الإسلامية» في السعودية.

وليس معروفا ما إذا كان المسلحون في المملكة لديهم ارتباط مباشر بالتنظيم الأم الذي أعلن الخلافة في سوريا والعراق أم أنهم يعلمون بشكل مستقل تحت اسم التنظيم.

وتبني المسؤولية عن الهجمات الأربعة التي وقعت في السعودية والكويت انتحاريون من السعودية.

ومنذ بدء القتال في سوريا على خلفية قمع نظام «بشار الأسد» للثورة التي اندلعت ضده قبل أكثر من 4 سنوات في مارس/آذار 2011، حث دعاة سعوديون الشباب على القتال إلى جانب المعارضة السورية.

وذهب نحو 2500 سعودي للقتال في سوريا، بينما تقول وزارة الداخلية السعودية إن حوالي 650 شابا منهم عادوا إلى المملكة.

رد وزارة الداخلية السعودية

وفي رده على سؤال عبر البريد الإلكتروني من وكالة «أسوشيتد برس» بشأن وجود تهديدات بهجمات محتملة على الحجاج، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، اللواء «منصور التركي»،  إن قوات الأمن «ستتصرف بشكل سريع وحاسم مع أي انتهاك للقوانين والأنظمة المتعلقة بالحج».

وأضاف أن «المشاعر المقدسة محمية بقوات مخصصة لهذا الغرض، كما سيتم نشر عدد كبير من قوات الأمن الإضافية لضمان امن وسلامة الحجيج، وتسهيل حركة الأعداد الكبيرة منهم».

وأشار أيضا إلى نظام أمني متطور تطبقه المملكة كل عام خلال موسم الحج، ويعتمد على استخدام المروحيات وكاميرات المراقبة.

ولم يتمكن من تقديم أرقام محددة للقوات التي ستتولى تأمين موسم الحج، كما لم يوضح ما إذا كان الانتشار الأمني سيكون أكبر هذا العام، مقارنة بالعام السابق.