لم يجد مشاهير سعوديون بابا للرد على التفجير الذي استهدف مسجدا في مدينة أبها، جنوب غربي السعودية، غير آيات القرآن الكريم وكلام سيد المرسلين، ليكون الرد مناسبا لشدة الجرم الذي استهدف حرمة بيتا من بيوت الرحمن، فيما رد آخرون بآبيات الشعر والتضرع بالدعاء إلى الله عز وجل.
إذ لاقى هاشتاغ «#تفجير_طواري_عسير»، المندد بالتفجير، تفاعلا واسعا، جعله يحتل المرتبة الثانية كأكثر الهاشتاغات تداولا، وفق ترند موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».
وشارك عدد كبير من مشاهير المملكة في هذا الهاشتاغ، بينهم: الدعاة «د.محمد العريفي»، و«د.عائض القرني»، «د.سعد البريك»، «د.عبد الرحمن السديس»، و«د.سعود الشريم»، و«د.عبدالله بن بلقاسم»، والشاعر «د.عبد الرحمن العشماوي».
وفي وقت سابق من اليوم، استهدف هجوما انتحاريا مسجدا تابعا لوحدة أمنية بمدينة أبها، جنوب غربي السعودية؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصا، حسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن متحدث باسم وزارة الداخلية.
ومستشهدين بآيات القرآن الكريم، ندد كثير من مشاهير المملكة بالحادث، وذلك في تغريدات لهم عبر هاشتاغ «#تفجير_طواري_عسير».
إذ استحضر «د.محمد العريفي» الآية القرآنية التي تقول: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا » (البقرة - 114)، مؤكدا في تغريدة له أن «تخريب المسجد وقتل المصلين والتنفير عن الصلاة هو أكبر الظلم».
الداعية «د.سعود الشريم» أدان كذلك التفجير، معتبرا أن «قتل المصلين غرسة من غراس أبو لؤلؤة المجوسي (قاتل خليفة المسلمين عمر بن الخطاب أثناء صلاة الفجر)، يقطف منها الفاعل لعنة قتل النفس المعصومة، ولعنة الغدر، ولعنة الإفساد»، قبل أن يستشهد بالآية القرآنية: «وَمَن يَلْعَنِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيراً» (النساء - (52.
كذلك ندد «د.سعد البريك» بالتفجير مبشرا من قتلوا فيه بأنهم «شهداء مصيرهم النعيم في الجنة»، موردا الآية القرآنية: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» (آل عمران - 169).
في المقابل بشر «د.عبدالله بن بلقاسم» منفذي التفجير بسوء العاقبة جراء ما اقترفوه، حيث أورد الآية القرآنية: «أرأيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى» (العلق – 9،10)، والآية التي تتحدث عن جزاء هؤلاء في نفس السورة: «كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ» (العلق -15)، قبل أن يتساءل باستنكار: «هذا في من نهى المصلين عن الصلاة فكيف بمن قتلهم وهم يصلون؟!».
السنة النبوية كانت حاضرة، أيضا، في استنكار مشاهير السعودية لتفجير أبها.
إذ رد «د.عمر المقبل»، أستاذ الحديث في جامعة القصيم (وسط السعودية) على منفذي الهجوم قائلا: «يترصد هؤلاء القتلة أوقات الصلاة ليقتلوا الركع السجود، ولما طُلب من رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قتل رجل قال: (لا، لعله أن يكون يصلي»، فأي ضلال أعظم من هذا؟».
التضرع إلى الله بالدعاء
التضرع إلى الله بالدعاء باب آخر لجأ إليه مشاهير آخرون في استنكارهم للتفجير.
إذ غرد «د.عائض القرني» داعيا الله – عز وجل - قائلا: «اللهم من أرادنا وديننا ووطننا بسوء فأشغله بنفسه واجعل تدبيره تدميره وأكفنا شره».
وتضرع «د.عبد الرحمن السديس» إلى الله – عز وجل – قائلا: «اللهم عليك بمن أستحل دماء المسلمين ..اللهم إنهم فجعوا الآباء والأمهات في أبنائهم ويتموا الاطفال #تفجير_طواري_عسير».
وطالبا المغفرة والجنة لشهداء التفجير، دعا «د.جابر القحطاني»، أستاذ العقاقير في «جامعة الملك سعود» سابقا، وخبير التداوي بالأعشاب الشهير، قائلا: «اللهم اغفر لهم وأسكنهم فسيح جناتك واقبلهم مع الصديقين والشهداء والصالحين واربط على قلوب ذويهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
أصحاب الشعر والأدب كان لهم حضور بين مستنكري التفجير.
إذ رد الشاعر السعودي المعروف «عبد الرحمن العشماوي»، بأبيات شعرية قال فيها: «فما لبيوتِ الله والحرب؟! ** إنّما يشُنّ عليها الحربَ باغٍ وقاطعُ، وما البغيُ والتدميرُ إلا جريمةٌ ** تحرّمها في العالمين الشرائعُ».
كذلك رد «د.صالح الشريف»، وهو شاعر و أستاذ في التفسير وعلوم القرآن في جامعة أم القرى بمكة ، غربي السعودي، ببيتين من الشعر، قال فيهما: «إذا أُعلنت حرب فإنا جنودها ** كماة عن البيت الحرام ندافع، ففي حدنا قبر الغزاة وأرضنا **وفي كفنا سم من الموت ناقع».
وكان المتحدث الأمني بوزارة الداخلية صرح بأن المسجد الذي تعرض للتفجير، اليوم، تابع لقوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير.
وأضاف: «حدث تفجير في جموع المصلين نتج عنه استشهاد 12 من منسوبي القوات إضافة إلى ثلاثة من العاملين في الموقع»، حسب ما نقلت عنه «واس». وحتى الساعة، لم تتبن أي جهة التفجير، لكن أصابع الاتهام تشير إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي مايو/أيار وقع تفجيران انتحاريان في مسجدين للشيعة، شرقي السعودية، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية عنهما.
وكان المسجد الأول في القطيف ؛ حيث قتل 21 من المصلين. وقتل أربعة آخرون في تفجير في مسجد بالدمام بعد أسبوع.