تستضيف العاصمة الفرنسية باريس اليوم الثلاثاء، اجتمع لتحالف الدول المكافحة لتنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك لإجراء مباحثات استراتيجية، في الوقت الذي يستمر فيه التنظيم المسلح في إحراز تقدم في كل من سوريا والعراق.

ومن المقرر أن يشارك في الاجتماع مسؤولون من 24 دولة مشاركة في مواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، من بينهم رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» ووزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند» ووزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس».

من ناحية أخرى، ذكر المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، الذي تعرض لإصابة بينما كان يركب دراجة في جبال الألب في مطلع الأسبوع الجاري، أنه سيشارك في المباحثات عن بعد.

وكان «فابيوس» قد دعا الدول الأوروبية مؤخرا إلى تكثيف المكافحة ضد التنظيم المسلح، على الرغم من أنه قال إن بلاده – التي تشن غارات جوية ضد «الدولة الإسلامية» في العراق، لن ترسل قوات برية.

هذا وتقاتل القوات العراقية المسلحين حول الرمادي على بعد حوالي 110 كم غرب العاصمة بغداد، وذلك منذ أن انسحبت من المنطقة قبل أكثر من أسبوعين.

ويشار إلى أن سيطرة «الدولة الإسلامية» على الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار التي تسودها غالبية سنية، يعتبر أكبر انتصار حققته منذ بدء الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة في أغسطس/آب الماضي.

وتقول الخارجية الفرنسية إن أحد أجزاء جدول الأعمال المخطط لاجتماع باريس، وهو الاجتماع الثاني لدول التحالف، يتضمن مناقشات حول «ضرورة التوصل إلى حلول سياسية مستدامة لحل الازمة العراقية»، على حد قولها.

جدير بالذكر أن العراق قد واجهت انتقادات بأن الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة، لا تقوم بما يكفي لمكافحة شكاوى السنة من التمييز ضدهم، وهو الأمر الذي يسهل على «الدولة الإسلامية» الحصول على تأييد الاقلية السنية.

وتقول وسائل الإعلام الفرنسية إنه من المتوقع أن يشارك في الاجتماع ممثلون عن المملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة.

العراق يشكو قلة الدعم

من جهته، قال رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» قبيل مغادرته إلى باريس، إن تدفق من وصفهم بـ«الإرهابيين» لم يتوقف، معتبرا أن «هذه ظاهرة خطيرة تعني أن الجهد الدولي قد فشل، ولم تؤد تلك الجهود ما هو مطلوب».

ورأى «العبادي» أن تنظيم الدولة الإسلامية إذا سيطر على أجزاء أخرى من العراق وعبر إلى دول الجوار فإن تلك الدول لن تكون في مأمن، مشيرا إلى أن «حضورنا لمؤتمر باريس للتحالف الدولي يأتي لحث هذه الدول للوقوف مع العراق».

وفي سياق متصل، قال رئيس مجلس النواب العراقي «سليم الجبوري» أمس لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الاعتماد على الغارات الجوية وإن كان مهما لإيقاف توغل تنظيم الدولة فإنه لا يحسم المعارك».

وأضاف أنه قد يكون من المهم أن تدخل القوات الأميركية بشكل أكثر تفاعلا مع المعارك، من خلال تدريب وتجهيز القوات العراقية، وبمساندتها على البر بشكل داعم وأكثر تماسا مع القوات في الميدان، بحسب قوله.

اجتماع «غير عادي»

من جانبه، أكد مسؤول أمريكي أن خطة بغداد لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي في محافظة الأنبار ستطغى على الاجتماع، في حين رأى كل من «العبادي» ورئيس مجلس النواب «الجبوري» أن غارات التحالف لم تحقق أهدافها بعد.

وأوضح المسؤول أنه «بموجب خطة أقرتها حكومة العبادي بعد سقوط الرمادي فإن الحكومة تريد استمالة عشائر الأنبار للقتال ضد تنظيم الدولة ونشر وحدات من الشرطة تحت قيادة جديدة، وإرسال مساعدات عاجلة لإعادة إعمار المناطق التي تتم استعادة السيطرة عليها، والتأكد من أن كل المليشيات الشيعية تعمل تحت سلطة بغداد».

ورأى المسؤول الأمريكي أن خطة الحكومة العراقية تضع في رأس أولوياتها فرض سلطة الدولة على كل المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانبها، معتبرا أن «هذا عنصر جوهري في الخطة».

وأضاف أن التحالف الدولي يركز جهوده كثيرا على تدريب الجيش العراقي لتمكينه من شن هجوم مضاد على تنظيم «الدولة الإسلامية» لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة له. مضيفا أن «القوات التي كانت في الرمادي وانسحبت منها لم تكن قوات مدربة»، مؤكدا أن بعض القوات التي ستشارك في الهجوم المتوقع لاستعادة الرمادي ستكون قوات مدربة على يد القوات الأميركية.