أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» في بيان صوتي اليوم السبت مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس الجمعة وأسفرت عن مقتل 153 شخصا.
وبحسب البيان الذي تداولته حسابات موالين للتنظيم على «تويتر»، فإن «غزوة باريس المباركة شارك بها ثمانية مقاتلين ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا منها ملعب (دي فرانس) اثناء مباراة فريقي ألمانيا وفرنسا الصليبيتين حيث كان معتوه فرنسا (فرانسوا أولاند) حاضرا، ومركز باتاملان للمؤتمرات حيث تجمع المئات من المشركين في حفلة عهر فاجرة، وأهدافا أخرى في المنطقة العاشرة والحادية عشرة والثامنة عشرة وبصورة متزامنة فتزلزلت باريس تحت أقدامهم وضاقت عليهم شوارعها وكانت محصلة الهجمات هلاك ما لا يقل عن مائتي صليبي وإصابة أكثر من ذلك».
وتابع البيان الذي جاء تحت عنوان «غزوة باريس المباركة، على فرنسا الصليبية» «وقد من الله على إخواننا ورزقهم ما يحبون ففجروا أحزمتهم في جموع الكفار بعد نفاد ذخيرتهم».
ومضى البيان «ولتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف الدولة الإسلامية وأن رائحة الموت لن تفارق أنوفهم ما داموا قد تصدروا ركب الحملة الصليبية وتجرأوا على سب نبينا صلى الله عليه وسلم وتفاخروا بحرب الإسلام في فرنسا وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم التي لم تغن عنهم شيئا في شوارع باريس وأزقتها النتنة وأن هذه الغزوة أول الغيث وإنذار لمن أراد ان يعتبر».
ومن جانبه، من جهته قال الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» في كلمة وجهها إلى الشعب الفرنسي، إن هجمات باريس حدثت بتدبير خارجي أعانته أياد داخلية، معتبرا إياها عملا من أعمال الحرب.
ووصف «أولاند» الهجمات بأنها فعلة مروعة إلى أقصى حد، وأضاف «اتخذنا الإجراءات كافة لحماية مواطنينا وترابنا الوطني في إطار حالة الطوارئ».
وأوضح أن فرنسا التي تعرضت لهجوم «دنيء ومشين سترد من دون هوادة ومن دون رحمة على برابرة داعش» .
وقال «أولاند» إن بلاده ستتحرك وفق كل ما يبيحه القانون وبالوسائل المناسبة في المجالات كلها داخليا وخارجيا وبالتنسيق مع حلفائها المستهدفين هم أيضا في هذه المرحلة التي وصفها بأنها "موغلة في الخطورة والإيلام".
ودعا إلى الوحدة الوطنية والتكتل وبرودة الأعصاب، مؤكدا «ندافع عن بلادنا وعما هو أكبر من ذلك.. قيم الإنسانية» .
كما أعلن الرئيس الفرنسي الحداد في بلاده لمدة ثلاثة أيام، واستدعى البرلمان إلى جلسة طارئة يوم الاثنين المقبل.
وكان موقع «سايت» المتخصص في متابعة الحركات الإرهابية على الانترنت، قد نقل في وقت سابق عن مجلة «دابق» باللغة الفرنسية: «أرسلت فرنسا طائراتها إلى سوريا، لقصف الأطفال والمسنين، واليوم فإنها تشرب من ذات الكأس المرة في باريس»، في إشارة إلى مشاركة فرنسا في العمليات العسكرية للتحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا والعراق.
وأضاف «هذا ثأر لسوريا. هذا 11 سبتمبر فرنسا» ، وتابع «بعد باريس حان الآن دور روما ولندن وواشنطن».
ويأتي هذا التعليق بالتزامن، مع حملة نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي المؤيدة للتنظيم التي أطلقت على هذه الهجمات ما أسمته «11 سبتمبر الفرنسي»، وذلك بعد إطلاق هاشتاغ باسم «باريس تحترق».
وهزت باريس 6 هجمات هي الأعنف في تاريخ البلاد حيث خلفت عشرات القتلى والجرحى، بالإضافة إلى عمليات احتجاز لعشرات الرهائن دفعت الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» لإعلان حالة الطوارئ.
الهجمات كانت متزامنة ومنسقة، حيث هاجم مسلحون ومفجرون مطاعم وحانات مزدحمة وقاعة للموسيقي في أماكن مختلفة في باريس.
وقوبلت الهجمات بإدانات دولية وعربية وخليجية واسعة، أعربت جميعها عن تضامنها مع فرنسا حكومة وشعبا.