قتل العشرات من الفرنسيين، ليلة السبت، في 6 هجمات متفرقة، بالعاصمة باريس، وسط تنديد دولي.

وقال المدعي العام الفرنسي إن 129 قتلوا، بينما أصيب 352 جريحا منهم 89 في حالة حرجة.

ونقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن مسؤولين فرنسيين قولهم، إن 153 شخصا على الأقل قتلوا جراء تلك الهجمات فيما أصيب العشرات.

فيما نقلت قنوات فرنسية عن مصادر أمنية، أن 100 قتيل سقطوا في قاعة «تاكلان» للمناسبات الواقعة في المنطقة الـ11 من باريس، فيما قالت مصادر من الشرطة أن 42 آخرين قتلوا في هجمات وعمليات إطلاق نار في 6 أماكن مختلفة من العاصمة باريس. 

وهاجم مسلحون ومفجرون مطاعم وحانات مزدحمة وقاعة للموسيقي في أماكن مختلفة في باريس مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل العشرات فيما وصفه الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولوند» بأنه هجوم إرهابي غير مسبوق.

كما أعلن الرئيس الفرنسي «أولاند»، عقب الهجوم، حالة الطوارئ في البلاد، وإغلاق الحدود لمنع فرار الإرهابيين منفذي الهجمات، مشيرا إلى أن حرب بلا رحمة قد بدأت على الإرهابيين.

وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» المسؤولية عن سلسلة الهجمات الإرهابية، وفق ما أورد موقع «سايت» الأمريكي المتخصص في متابعة الحركات الإرهابية على الانترنت، نقلا عما نشره التنظيم على صفحات مجلته الالكترونية «دابق».

تنديد خليجي

وقوبلت الهجمات بإدانات دولية وعربية واسعة، أعربت جميعها عن تضامنها مع فرنسا حكومة وشعبا، وأبرز تلك الإدانات جاءت من «الأمم المتحدة»، و«مجلس الأمن الدولي»، و«حلف شمال الأطلسي - الناتو»، و«الاتحاد الأوروبي»، فضلا عن مسؤولين أوروبيين.

وفي الرياض نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله إن السعودية تدين بشدة «أعمال التفجيرات الإرهابية» التي شهدتها العاصمة الفرنسية.

وعبر المسؤول السعودي عن تعازي المملكة -حكومة وشعبا- لأسر الضحايا وحكومة وشعب فرنسا، وقال: «تؤكد المملكة العربية السعودية على ما سبق أن عبرت عنه من ضرورة تكاتف المجتمع الدولي ومضاعفته لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة».

وقالت وكالة الأنباء القطرية إن قطر عبرت عن «استنكارها الشديد للهجمات المسلحة والتفجيرات بالعاصمة الفرنسية باريس».

وفي أبو ظبي قالت وكالة أنباء الإمارات، إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات العربية المتحدة أدان «الهجمات الإرهابية الإجرامية التي وقعت في باريس».

وأضافت أن رئيس الإمارات بعث ببرقية إلى الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولوند» تضمنت العزاء في الضحايا.

وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن مسؤولا في وزارة الخارجية الكويتية أدان الهجمات واصفا إياها بـ«الجبانة».

وأصدر مجلس الأمن الدولي بيانا أدان فيه «الهجمات الإرهابية الهمجية والجبانة» التي تضمنت استخدام مهاجمين بنادق وقنابل في عدة أماكن من بينها الاستاد الرياضي الوطني وقاعدة رئيسة للموسيقي.

وقال الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» للصحفيين في البيت الأبيض «مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء».

وأضاف: «نقف مستعدين وجاهزين لتقديم أي مساعدة تحتاجها الحكومة والشعب في فرنسا».

وتابع: «هؤلاء الذين يعتقدون إن بإمكانهم إرهاب الشعب الفرنسي أو القيم التي يدافع عنها مخطئون».

فيما قال الكرملين إن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين بعث بخالص تعازيه لـ«أولوند» ولكل الشعب الفرنسي في أعقاب «الهجمات الإرهابية المروعة في باريس».

وأضاف أن «روسيا تدين بقوة هذا القتل غير الإنساني وهي مستعدة لتقديم أي مساعدة وكل المساعدة للتحقيق في هذه الجرائم الإرهابية».

وأشار «حلف شمال الأطلسي» إلى إنه يقف مع فرنسا، باعتباره من الأعضاء المؤسسة للحلف، حيث قال الأمين العام للحلف «ينس ستولتنبرج»: «أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس، مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع من تأثروا ومع شعب فرنسا».

وأضاف: «نقف أقوياء ومتحدين في الحرب على الإرهاب، الإرهاب لن يهزم الديمقراطية».

وفي أوروبا قالت المستشارة الألمانية «إنجيلا ميركل» في بيان لها: «شعرت بهزة عميقة بسبب الأنباء والصور التي تصل إلينا من باريس، مشاعري في هذا الوقت مع ضحايا ما يبدو أنه هجوم إرهابي بالإضافة إلى عائلاتهم وكل الشعب في باريس».

وقال رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» على حسابه على «تويتر»، أمس الجمعة: «صُدمت بسبب هذه الأحداث التي وقعت في باريس الليلة، مشاعرنا وصلواتنا مع الشعب الفرنسي، سنفعل كل ما في وسعنا من أجل المساعدة».