كشفت التحقيقات في سلسلة الهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس، هوية أحد منفذيها، حسبما أعلن المحققون الفرنسيون.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن المحققين قالوا إن «هذا الشخص يدعى عمر إسماعيل مصطفي، وجرى التعرف عليه بعد فحص إصبع عثر عليه في أحد مواقع الهجمات».

وأشارت المعلومات إلى أنه مواطن فرنسي معروف بالفعل للشرطة باعتباره إسلاميا «متشددا».

وأوضحت التقارير أن الشرطة الفرنسية تسعى إلى تحديد ما إذا كان «مصطفي» قد زار سوريا، إلا أن وكالة «فرانس برس»، نقلت عن المدعي العام الفرنسي «فرانسو مولان»، قوله إن «سجل مصطفي يشير إلى صدور 8 أحكام إدانة بحقه في قضايا جنائية بين عامي 2004 و2010».

وأشارت الوكالة إلى أن «الشرطة احتجزت والد مصطفي وشقيقه، بعدما فتشت منزليهما».

وقال «مولان»، إن «المهاجمين السبعة قتلوا، وإنه عُثر على جواز سفر سوري قرب جثة أحدهم»، دون تحديد ما إذا كان صاحبه من المتورطين في الهجمات أم لا. 

في الوقت الذي أعلنت الحكومة اليونانية أن «حامل جواز سفر، عثر عليه قرب جثة أحد منفذي الهجمات، كان قد مر عبر الأراضي اليونانية الشهر الماضي».

وهذه أعنف هجمات من نوعها في أوروبا منذ تفجيرات القطار في مدريد عام 2004 والتي قتل فيها 191 شخصا.

وتعهد الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند»، السبت، برد «قاس على منفذي الهجمات»، مشيرا إلى أن تنظيم «الدولة الإسلامية نظم الهجمات من الخارج وبمساعدة داخلية.

كما  تعهد رئيس الوزراء الفرنسي «مانويل فالس» في تصريحات نقلتها قناة «تي إف 1» بـ«تدمير الأشخاص الذين يقفون وراء الهجمات في باريس»، مشددا أن «بلاده لا تنوي وقف غاراتها في سوريا».

وفرنسا عضو مؤسس لتحالف تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات جوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.

من جهته، أوضح البيت الأبيض السبت أنه «لا توجد معلومات تتناقض مع التقييم المبدئي للحكومة الفرنسية بأن تنظيم الدولة الإسلامية يقف وراء هجمات باريس».

وأفاد في بيان بعد اجتماع الرئيس «باراك أوباما بمجلس الأمن القومي «راجع الفريق المشهد من وجهة نظر مخابراتية، ولا توجد لدينا أي معلومات تتناقض مع التقييم الفرنسي المبدئي بمسؤولية الدولة الإسلامية».

وحث الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، السبت، قادة عالميين ينتظر حضورهم إلى قمة العشرين في بلاده، على منح الأولوية لمكافحة الإرهاب قائلا إن «هجمات باريس أظهرت أن وقت الاكتفاء بالكلام قد ولى».

وهاجم مسلحون ومفجرون مطاعم وحانات مزدحمة وقاعة للموسيقي في أماكن مختلفة في باريس، مساء الجمعة، مما أدى إلى مقتل 129 وسقوط عشرات الجرحى بعضهم في حالة خطرة، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجمات.

ونكست الأعلام وأغلقت دور السينما والمسرح وأماكن ترفيهية أخرى رغم أن المدارس والجامعات ستفتح مرة أخرى يوم الاثنين وهو الموعد الطبيعي، كما هو متوقع استمرار بعض خدمات السكك الحديدية والطيران.

وقالت فرنسا إنها ستستضيف قمة تغير المناخ في باريس نهاية الشهر الجاري طبقا للموعد المقرر وسط تشديد الإجراءات الأمنية.