دراسة سعودية رصدت مبكرا تنامي الإرهاب «الناطق بالفرنسية»

الأحد 15 نوفمبر 2015 11:11 ص

لم تكن الأحداث الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الجمعة، وأودت بحياة 129 شخصاً، وليدة الصدفة بل سبقتها مؤشرات تظهر حجم نمو التطرف والإرهاب في المجتمع الفرنسي والناطقين بالفرنسية الذين تصدروا دراسة سعودية تحليلية عن الإرهاب والتطرف أجريت عام 2013 وأظهرت أنهم يحملون أفكاراً متطرفة في مسائل الجهاد والحسبة والشريعة الإسلامية.

وقالت حملة السكينة الحكومية إنها رصدت خلال شهر كامل بعض الصفحات التحريضية، التي تحمل أفكاراً متطرفة على موقع «فيسبوك» في مناطق متعددة من العالم، في محاولة لفهم طبيعة ونوعية وتفكير رواد وزوار هذه الصفحات وفق معايير فكرية جرى تحديدها مسبقاً.

ونظراً لكثرة الصفحات المتطرفة، تم اختيار ٢٠٠ حساب إرهابي في «فيسبوك» وتم إجراء الدراسة عليها، واتضح وجود مؤشرات قوية إلى تنامي الإرهاب بين مستخدمي اللغة الفرنسية، مثلما أنها أظهرت شحنا وتجييشا وتجنيدا بـ«الفرنسية» أكثر من غيرها.

وأوضحت «السكينة» في تقرير نشرته صحيفة «الحياة» أنها رصدت دعوة صريحة في الحسابات الناطقة بالفرنسية، وتحريضا على المشاركة في القتال في مناطق عدة من العالم، وتحمل أفكارا متطرفة وغلوا في التكفير ومسائل الجهاد والحسبة، كما حوت تكفير دول إسلامية وأنظمة وشخصيات علمية وفقهية.

وبينت الدراسة أن 80% من متوسط أعمار المشاركين في الصفحات التي شملتها الدراسة تتراوح ما بين 18 و24 سنة، 75% منهم ذكور، إذ كانت اللغات السائدة وفقاً للأكثرية: العربية ثم الفرنسية والإنجليزية، يشتركون في أكثر من 200 صفحة على «فيسبوك»، ويبلغ إجمالي عدد المشتركين في تلك الصفحات مابين 150 و170 ألف مشترك، عدد الفاعلين منهم نحو 15 ألف مشترك.

وقالت إن من أبرز الصفات الفكرية لديهم «الجهل بأحكام الشريعة، ولا سيما أحكام العبادات الأولية كالصلاة والوضوء، فضلا عن المسائل الدقيقة كالتكفير وبقية مسائل الإيمان، إضافة إلى اعتمادهم في شكل كبير على الصورة والمقاطع، ولا سيما صور المقاتلين والمعارك، وعلى الرؤى والأحلام وما يتداول على أنه كرامات».

ولاحظت الدراسة غياب التوعية المناسبة لتلك الشريحة «فأغلبهم لديهم شبهات وأفكار عامة يمكن مناقشتها وتوضيح المنهج الصحيح الشرعي فيها لكنهم لم يتعرضوا لتوعية مناسبة، وهنا يأتي دور المدرسة والمناهج الدراسية ودور المسجد وخطبة الجمعة وكذلك الجهات المناط بها عملية التوعية والإرشاد والأمن الفكري، باللغة الفرنسية».

وأضافت «مؤشر الاهتمام والتفاعل واضح في دول المغرب العربي ومصر، وهو مؤشر خطر يستحق العناية والانتباه ويعكس آثار الثورات، كذلك مؤشر المتحدثين بالفرنسية الذي يشير إلى أهمية العناية بذلك، وبالدول الناطقة بالفرنسية وخصوصاً فرنسا، إذ إن الحل لا بد أن يأخذ مسارين أولهما: استراتيجي عبر إعادة رسم الخريطة الفكرية والأخلاقية في المجتمع الفرنسي أو المجتمعات الغربية التي تتنامى فيها الأقليات. وإعادة رسم الخريطة للأقليات وللمواطنين الأصليين وللمهاجرين من جنسيات وديانات مختلفة، يحتاج إلى رؤى تحمل برامج ومشاريع عميقة تبني بتكاملها شكل المستقبل».

والمسار الثاني «أشبه ما يكون بخطة طوارئ عاجلة وذلك بطرح مبادرات شاملة تعالج الظواهر السلبية التي تتنامى في شكل سريع، وإن لم يتم تدارك الوضع في شكل متوازن وصحيح ستحدث كوارث يصعب بعد ذلك معالجتها، فجميع المعطيات تحذر من نمو موجات التطرف، وخصوصاً بين الفرنسيين المشاركين ضمن جماعات وتنظيمات متطرفة سيحملون معهم موجة وتياراً عنيفاً فإن لم تتم تنقية الأجواء سيجد هؤلاء بيئة مناسبة للتفريخ والانتشار».

وكانت باريس شهدت هجوماً هو الأعنف من نوعه عندما هاجم مسلحون وانتحاريون مطاعم وقاعة للموسيقى واستادا رياضيا في أماكن متفرقة الجمعة الماضي، وقتلوا 129 شخصاً، فيما أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن الهجوم الذي دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند» بعده إلى إعلان حال الطوارئ على كامل الأراضي الفرنسية وإغلاق الحدود.
 

  كلمات مفتاحية

السعودية هجمات باريس

تحقيقات هجمات باريس تكشف هوية أحد منفذيها

20 أجنبيا بينهم 5 عرب ضمن قتلى هجمات باريس

«هاموند»: هجمات باريس أظهرت الحاجة لإيجاد حل للحرب في سوريا

خليجيون يدينون هجمات باريس: لا تبرير ولا شماتة .. لكنها بضاعتكم ردت إليكم!

«كبار العلماء» بالسعودية و«الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» يدينان تفجيرات باريس