قائد حادثة تطهير الحرم يروي جانبا من أسرار عملية جهيمان

الجمعة 7 يونيو 2019 02:06 م

كشف قائد عملية تطهير الحرم المكي أثناء ما يعرف بـ"حادثة جهيمان" عام 1979، تفاصيلا جديدة.

وفي حوار مع اللواء ركن مظلي المتقاعد "محمد بن زويد النفيعي"، الذي أدار عملية تطهير الحرم المكي أثناء "حادثة جهيمان" على فضائية "إم بي سي"، إن عمليته ركزت على المحافظة على المسجد الحرام، وأرواح المسلمين، والمحافظة على سلامة القوات المنفذة للعمليات، وإلقاء القبض على المجموعة المسلحة أحياء.

وكان أكثر من 200 مسلح، دخلوا في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1979، إلى الحرم المكي، وسيطروا عليه بدعوى "ظهور المهدي المنتظر"، قبل أن تفشل عمليتهم ويتم القبض عليهم.

وحدث ذلك في عهد الملك الراحل "خالد بن عبدالعزيز"، وقاد تلك العملية التي هزت العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه "جهيمان العتيبي"، وصهره "محمد بن عبدالله".

وقص الضابط السعودي المتقاعد، أنه تم استدعاؤه عند وقوع حادثة الاعتداء المسلح على الحرم المكي، وسافر إلى مكة المكرمة "حيث أخبرونا بأن الأميرين الراحلين سلطان بن عبدالعزيز ونايف بن عبدالعزيز رحمهما الله، في فندق يقع في منطقة أجياد، وذهبت إليهما وسلمت عليهما، ووجدت معهما الأمير بندر بن سلطان ومدير الأمن العام آنذاك الفريق فايز العوفي، وقائد قوة الأمن الخاصة اللواء محمد بن هلال".

وكشف "النفيعي"، أن الأمير "سلطان بن عبدالعزيز"، طلب "إنهاء الموقف"، وأنه أخبره بالحاجة إلى استطلاع ومعرفة تسليح المعتدين وعددهم لكي توضع الخطة، فقال: "(خلصونا)، فيما كان الأمير بندر بن سلطان يؤكد صحة كلامي، إلا أن الأمير سلطان عاد للتأكيد: (صحيح لكن خلصونا)، ففهمت الرسالة".

وعدد "النفيعي"، الجهات العسكرية التي شاركت في تطهير الحرم المكي، مشيرا إلى أنها شملت وحدات من الجيش، والحرس الوطني، وقوة الأمن الخاصة، والمباحث، والاستخبارات.

ونفى الضابط السعودي المتقاعد، بشكل قطعي أي مشاركة أجنبية في عملية الاقتحام والتطهير، مشيرا إلى أن "هناك من يردد أن جنودا فرنسيين شاركوا في عملية التطهير (..) يكذب من يقول إن هناك وجودا للجنود الفرنسيين أثناء تطهير الحرم المكي من المعتدين".

وسُئل "النفيعي" عمن أبلغ القيادة بنبأ تطهير الحرم المكي، فرد قائلا: "كنا في اجتماع مع الأمير سلطان، وطلب من وزير الخارجية سابقا الأمير سعود الفيصل رحمه الله، والرائد محمد الذهاب إلى الملك خالد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير فهد رحمهما الله، لإبلاغهما بتطهير الخلاوي وإنجاز المهمة".

وتابع: "إلا أن الأمير سعود طلب بقائي في عملي، وأبلغت وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله بما حدث، ووجهني بالذهاب إلى مركز القيادة للقاء المقدم مسعود الزنيفير، الذي أكدت عليه أن العملية الأخيرة يقوم بها الجيش فقط لأنها من واجباته، ولكنها نفذت من جميع الوحدات من جيش وقوة الأمن الخاصة والحرس الوطني، ومشاركة الاستخبارات والمباحث كمصادر للمعلومات، وانتهت مهمة تطهير الخلاوي في ساعات قليلة".

وروى "النفيعي"، الذي كان يقود قوة أمن خاصة تابعة لوزارة الداخلية، أنه قابل "جهيمان" بعد القبض عليه في فندق مقابل الحرم المكي من الجهة الغربية، أثناء مرافقته رئيس الاستخبارات السعودي سابقا الأمير "سعود الفيصل".

ونقل "النفيعي"، حوارا مثيرا جرى بين "الفيصل" و"جهيمان"، إذ سأله الأمير السعودي عن سبب ارتكابه لتلك الجريمة، فأجاب قائلا: "قضاء وقدر"، في حين أكد "الفيصل"، أن "ما جرى ليس قضاء وقدرا، وإنما من الشيطان"، الأمر الذي رد عليه "جهيمان" بقوله: "يمكن من الشيطان".

وفي ذلك الحوار، سأل الأمير السعودي "جهيمان"، عما يريد لحظتها، فطلب ماء، فخرج سعود الفيصل وقال للواء "النفيعي": "أعطه ماء".

يشار إلى أن السلطات السعودية نجحت في السيطرة على الوضع في الحرم، وانتهت تلك الحادثة بمقتل غالبية المهاجمين والقبض على الباقين منهم، ثم إعدامهم، بجانب سقوط قتلى ومصابين في صفوف رجال الأمن والمصلين.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية تنفذ مشاريع بـ100 مليار دولار في المشاعر المقدسة

مهمة مكة.. استقصائي يكشف الرواية الأخرى لحادث جهيمان (شاهد)