خطة الحرس الثوري الإيراني للتغلب على العقوبات الأمريكية

الاثنين 17 يونيو 2019 10:06 ص

تحافظ أعلى قوة شبه عسكرية في إيران على دعمها للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وإيجاد مصادر جديدة للتمويل، متحدية الجهود الأمريكية للحد من أنشطتها في الخارج مع تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران في أعقاب الهجمات الجديدة في خليج عمان.

وفي حين تعاني الحكومة الإيرانية لدعم الاقتصاد تحت ضغط العقوبات الأمريكية، فإن الحرس الثوري الإيراني، قوة النخبة في البلاد، وجد مصادر جديدة للدخل، بما في ذلك عقود البنية التحتية الموقعة حديثًا في سوريا والعراق بالإضافة إلى شبكات التهريب الموسعة، وذلك وفقًا لمستشاري الحرس و حكومة الولايات المتحدة.

ويبدو أن قوة الحرس الثوري الإسلامي، وهي مجموعة تأسست لحماية أمن الدولة ولكن أنشطتها توسعت لتشمل البناء والمصارف والتهريب، تنمو في إيران لأنها تساعد على دعم الاقتصاد وتبقي خصومها الأقوياء خارج نطاق التوازن السياسي.

وتم تعيين قائد الحرس الثوري الإسلامي اللواء "حسين سلامي" من قبل المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" العام الماضي.

وقال "سلامي" في ديسمبر / كانون الأول الماضي: "كل ما ترونه اليوم من إنجازات القوة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية تم تحقيقه تحت العقوبات".

وأصبح خطر نشوب صراع أكبر محتملا، لأن إدارة "ترامب" تلقي باللوم على الحرس في التفجيرات التي شلت ناقلات النفط في الخليج. وسعى وزير الخارجية "مايك بومبيو" مطلع الأسبوع إلى بناء دعم دولي لادعاءات واشنطن، قائلاً "إن تورط إيران لا لبس فيه".

وقال "بومبيو": "لدى لجنة الاستخبارات الكثير من الأدلة".

ونفت طهران تورطها في هذه الهجمات والهجمات السابقة على ناقلات النفط في الخليج العربي الشهر الماضي. واتهم المسؤولون الإيرانيون الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة بمحاولة خلق ذريعة زائفة لجر إيران إلى الحرب.

وطبقت الولايات المتحدة مجموعة غير مسبوقة من العقوبات، وصنفت الحرس الثوري على أنه منظمة إرهابية لمنع الشركات الأجنبية من التعامل معه، وجعل استيراد النفط الإيراني الخام أمرًا غير قانوني.

وفي مارس/ آذار، حظرت وزارة الخزانة الأمريكية التعامل مع بنك الأنصار المملوك للحرس، قائلة إنه كان الوسيلة الرئيسية لدفع "رواتب" قوة القدس التابعة للحرس - التي توجه عمليات طهران في الشرق الأوسط - وكذا أجور المرتزقة الباكستانيين والأفغان في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، نقل بنك الأنصار ملايين الدولارات كقرض لشركة واجهة تسيطر عليها قوة القدس.

لكن سجلات الشركات تظهر أن الودائع النقدية لبنك الأنصار زادت بنسبة 4% خلال الشهرين الماضيين حيث حافظ البنك على عوائد أعلى على حسابات التوفير.

مصادر بديلة للدخل

وتولد المجموعة شبه العسكرية الأموال من أعمال البناء من خلال ذراعها الهندسية، شركة خاتم الأنبياء التي تنشط بكثافة في سوريا. ووقعت العام الماضي عقوداً للبناء البناء ومحطات الطاقة في البلاد.

وتقوم الشركة ببناء خطوط أنابيب للنفط والغاز في العراق بين بغداد وميناء البصرة النفطي، فضلاً عن محطة لمعالجة المياه.

وقال مسؤول سابق في الحرس إنهم يكسبون الأموال هناك أيضًا من تهريب الوقود إلى خارج إيران، ونقل الأجهزة الاستهلاكية والسجائر إلى الجمهورية الإسلامية.

واكتسب الحرس نفوذا في غرب العراق عبر العمل مع العشائر الشيعية والسنية على حد سواء، وفقا لمصادر استخباراتية أمريكية، وساعد الحرس هذه العشائر على شراء المنازل المهجورة، مقابل الدعم السياسي والعسكري.

ويتم تمويل أجور الميليشيات العراقية - بعضها مدربة من قبل قوة القدس - من قبل الحكومة العراقية، وبالتالي فهي لا تتأثر بالعقوبات المفروضة على الحرس. ويعد احتضان العراقيين للميليشيات المعادية للولايات المتحدة مصدرا للتوتر بين واشنطن وبغداد.

وفي الأسبوع الماضي، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية عدة شركات عراقية على قوائم العقوبات بدعوى تهريب أسلحة قيمتها مئات الملايين من الدولارات لصالح قوة القدس. وقالت "حنين غدار"، من معهد واشنطن إن الحرس يواصل إرسال أكياس نقدية بالطائرة إلى وكيله حزب الله اللبناني في سوريا.

في الوقت نفسه، يصعد المتمردون الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن - والذين يكسبون عائداتهم من خلال فرض الضرائب على المواد الغذائية والوقود والتبغ - هجماتهم على منشآت الطاقة والمطارات العسكرية في المملكة العربية السعودية. ويقول الجيش الأمريكي إن الضربات الأخيرة تشير إلى تحسن ملحوظ في قدرات الحوثيين، بمساعدة إيرانية.

ويقول القادة العسكريون الإيرانيون إن شبكة حلفائهم في المنطقة تضيف لطهران ميزة لا تتوفر لخضومها. وعندما قاتلت إيران العراق في الثمانينيات من القرن الماضي كانت الجمهورية الإسلامية كانت بمفردها.

لكن الوضع مختلف الآن وفقا لنائب رئيس الأركان الإيراني الأسبق "غلام علي رشيد". ووفقا لـ"رشيد": "لدى إيران الآن حلفاء في جميع أنحاء المنطقة. وسيدفع العدو ثمناً باهظا إذا تعرضت إيران لهجوم".

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

ظريف: لم أطلع على تقارير اختفاء ناقلة النفط بالخليج

قائد الحرس الثوري: استراتيجية إيران الدفاعية قد تتحول لهجومية