دراسة: الأسرة هي المتنفس الحقيقي للمراهقين لا الإنترنت

الاثنين 17 يونيو 2019 11:06 ص

رغم المعتقد السائد لدى فئة الشباب والشابات المراهقين من كون الإنترنت هو نافذتهم على الراحة النفسية والرضا، كشفت دراسات جديدة أن الأسرة هي المتنفس الحقيقي لتلك الفئة العمرية.

ويعتقد بعض المراهقين أن وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بصورة عامة، تساعدهم على التخلص من ضغوط الحياة والتغيرات النفسية التي تصاحب تلك المرحلة، فيشعرون أنهم قادرين على تعويض ذلك باختيار دائرة مقربة من الأصدقاء الذين لا يتم اختيارهم بعناية بالضرورة في ذلك السن المعروف برغبته في التحدي والتمرد.

وتمنح وسائل التواصل الاجتماعي بالفعل بعض الراحة النفسية والترفيه للمراهقين، ولهذا يلجأون إليها عند الشعور بالضيق أو الضغوط بسبب الدراسة أو الامتحانات، لكن دراسة جديدة اعتبرت أن تلك الوسائل ليست فعالة بالفعل إلى هذه الدرجة.

وأثبتت دراسة حديثة لمعهد الإنترنت بجامعة أوكسفورد الإنجليزية نشرها "سكاي نيوز"، أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست هي المتنفس للمراهقين من أجل التمتع بنفسية أفضل، بل إن الأهل والأصدقاء وزملاء الدراسة هم القادرون على تحسين المزاج وتحقيق الراحة النفسية والشعور بالرضا.

وشارك في الدراسة عدد كبير من المراهقين تراوحت أعمارهم ما بين 10 آلاف وحتى 15 ألف مشارك خلال الفترة بين 2009 وحتى 2017.

وجاءت نتائج الدراسة أن الفتيات هن الأكثر استخداما لمواقع التواصل الاجتماعي مقارنة بالشباب، كما أن العلاقة بين الشعور بالراحة النفسية واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بسيطة.

وشددت الدراسة على الآباء والأمهات بضرورة متابعة أبنائهم في مرحلة المراهقة ومعرفة كم من الوقت يقضون في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي للحفاظ على صحة أبنائهم العقلية.

التعامل مع المراهق الشاب

الأولاد تحديدا في سن المراهقة يكون لديهم حس الـ"أنا" المرتفع بشكل كبير، والميل إلى الاستقلال والقيادة وتبني الآراء والتوجهات المختلفة عن الأسرة، كما قد يكون لديهم ميل أكبر للصراع والخلاف مع ذويهم.

ولفهم كيفية التعامل مع المراهقين الذكور يجب بالطبع أولا معرفة التغيرات الهرمونية والنفسية والعاطفية والجسدية التي يمر بها ابنك المراهق، حيث تتحكم هذه التغيرات بشكل شبه كامل في تصرفات وسلوك المراهق، خاصة في فترة البلوغ.

في البداية يجب أن يتفق الوالدان مع الابن في سن المراهقة على مجموعة من القواعد الأساسية التي يتفق عليها كلاهم، وتستند إلى القيم والمبادئ المشتركة، والحفاظ على الانسجام مع الأسرة، والبقاء في مأمن من المخاطر.

ومن المهم أن يتفق الوالدان والأبناء على العواقب التي ستحدث عند مخالفة القواعد التي تم الاتفاق عليها من قبل، ولكن من المهم احترام العمر في تلك النقطة، على سبيل المثال قد يكون العقاب الحرمان من قيادة السيارة أو الخروج مع الأصدقاء.

ويجب الانتباه إلى أن العقاب القاسي أو المهين يجعل الأمور أكثر سوءا مع ابنك المراهق، فالضرب المبرح أو الحبس على سبيل المثال يكون بمثابة ضوء أخضر للأولاد لفعل المزيد من الأخطاء، بل والكوارث بدافع العند والانتقام بعد الشعور بالإهانة والاستياء، كما يسبب ذلك زيادة الفجوة بين الأب والإبن.

نصائح للتواصل مع المراهق

من المعروف عن الأولاد في سن المراهقة ضعف مهاراتهم في التواصل، خاصة مع العائلة، وليس الحل هو التجاهل أو الإهمال، ولكن هناك عدد من النصائح التي يمكن بها الإمساك بزمام الأمور مع ولدك، وتشمل ما يلي:

  • البعد عن المماطلة في الحديث وجعل الأمور مختصرة وبسيطة.
  • عدم المبالغة في التواصل بالعين أكثر من الكلام، قد يسبب هذا الارتباك وعدم الانتباه للحديث، خاصة عند التحدث عن مشكلة قام بها ابنك.
  • من الأفضل التحدث مع عمل شئ آخر، مثل الكلام أثناء التنزه أو المشي سويا أو تناول الطعام.
  • حافظ على قدر جيد من الهدوء ولا تجعل الانفعال سيد الموقف.
  • امنح ابنك الوقت الكافي لتنفيذ ما تمت مناقشته معه، لا يخيب أملك إن لم تجد النتائج الفورية، فالمراهق قد يحتاج لأيام للتفكير في تلك الأمور ودراستها.
  • انتبه لعلامات نوبات الغضب لدى ابنك سواء كان يعبر عنها صريحة أو لا، وحاول معرفة السبب وراء ذلك وعلاجه. انتبه لأعراض الاكتئاب وقدم الدعم العاطفي والمعنوي والمادي للعلاج، ولا تأخذ الأمر ببساطة في جميع الأوقات.
  • اقترح مع ابنك طرق جيدة لإخراج الطاقات السلبية من الغضب والحزن، مثل ممارسة رياضة أو هواية معينة. شجع ابنك على التحدث معك دون خوف مع احترام خصوصيته.
  • لا تسخر من حديث ابنك المراهق عن الوحدة وعدم الانتماء والاكتئاب، إذا تطور الحديث عن الانتحار أو السلوكيات المرتبطة به، فهذا هو الضوء الأحمر لاقتراب الخطر، عليك طلب الرعاية الطبية والنفسية في أقرب وقت.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

ياهو ياهو.. هكذا أصبح محتالو الإنترنت مصدر إلهام الشباب بنيجيريا

خبراء يطالبون زوكربيرج بدراسة تأثير فيسبوك على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين