باتت أجهزة التكييف أكبر مهدد يواجه المناخ العالمي خلال الفترة المقبلة، حيث إن تزايد استخدامها يعظم الحاجة لتوليد الطاقة الكهربية، ما يزيد الانبعاثات الضارة بالبيئة، والتسبب بالتالي في تزايد الاحترار العالمي.
وحسب التقرير السنوي لشركة "بي بي" البريطانية، تسبب تزايد استهلاك الطاقة الكهربائية والحاجة لتوليد المزيد منها، في تزايد الانبعاثات الدفيئة خلال العام الماضي.
وحسب تقرير لوكالة الطاقة العالمية، فإن أعداد أجهزة التكييف المستخدمة بشريا، ستتضاعف 4 مرات بحلول منتصف القرن الحالي، من 1.6 مليارات وحدة حاليا، إلى 5.6 مليارات وحدة.
وأرجع التقرير أسباب هذا الارتفاع لتزايد التعداد السكاني، وارتفاع الدخول، وتراجع أسعار الأجهزة، وتوسع العمران البشري.
وتصب التقديرات التي ترجح انتعاش أعداد أجهزة التكييف المستخدمة عالميا، لصالح شركات أمريكية وصينية ويابانية، مصنعة لأجهزة التكييف.
ولكن هذا الارتفاع، يهدد العالم، فقد شهد العام الماضي، ارتفاع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 2%، وهي أسرع وتيرة خلال 7 سنوات.
ويشكل تصاعد الانبعاثات، مصدر خطورة في حد ذاته، لأنه ببساطة يفاقم من مشكلة التغير المناخي العالمي.
وتقول شركة "بي بي" البريطانية، إن المناخ القاسي قد عزز من الاحتياج لأجهزة التكييف في 2018، لكنه فاقم مقابل هذا من مشكلة الاحترار.
ويدلل التقرير أن دائرة مفرغة قد تشكلت العام الماضي، عندما تسبب المناخ الأكثر حرارة في تعظيم الطلب على أجهزة التكييف، بالتالي إلى توليد المزيد من الطاقة، يؤدي هذا بدوره إلى توليد المزيد من الانبعاثات ومفاقمة مشكلة الاحترار العالمي.
ولا يقتصر الأمر على مفاقمة مشكلة الاحترار العالمي، جراء تزايد استخدام أجهزة التكييف، بل يمتد الأمر إلى رفع درجات الحرارة في المدن مقارنة بالريف.
وبالنظر إلى أن أجهزة التكييف، تسحب الهواء الساخن من البيوت، وتطرده للخارج، فيتم خلق تأثير يطلق عليه العلماء اسم "الجزيرة الحرارية الحضرية"، الذي يجعل المدن أعلى حرارة من الريف.
وتتوقع وحدة "بلومبرغ" لماليات الطاقة الجديدة، أن يرتفع الطلب على الطاقة الكهربية، الناتج عن تزايد تركيب أجهزة التكييف في البيوت، بنسبة تزيد عن 140% بحلول 2050، وتعادل هذه الزيادة إضافة الاستهلاك الكهربائي لدول الاتحاد الأوروبي.
وتتوقع الوحدة أن تمثل أجهزة التكييف نسبة 12.7% من الطلب على الكهرباء بحلول منتصف القرن الحالي مقارنة بنسبة 9% حاليا.
