اتفاق العسكري السوداني وقوى التغيير.. هل يصمد أمام قوى الشد العكسي؟

الجمعة 5 يوليو 2019 03:47 م

توصل المجلس العسكري السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير، إلى اتفاق على مجلس السيادة لفترة ثلاثة سنوات على الأقل، الجمعة، وكذلك تشكيل حكومة مدنية من الكفاءات فيما أرجأ الاتفاق على تشكيل المجلس التشريعي.

ويتكون المجلس السيادي من 5 عسكريين و5 مدنيين بالإضافة لعضو مدني يتوافق عليه الطرفان ليصبح المجموع 11 عضوا.

جاء ذلك بعد مفاوضات استمرت يومين برعاية إثيوبية وأفريقية، ساهمت في تحقيق ما توصل إليه الطرفان.

وبدا أن الاتفاق هو أقصى ما يمكن تحقيقه بين الطرفين باعتبار تمسك كل طرف منهم بمواقفه، بحسب محللين.

بينما رأى آخرون أن الاتفاق بين العسكري وقوى التغيير هو اتفاق مرحلي يتطلب مجهودا آخر من الطرفين للتوصل إلى اتفاق كامل.

وهذا رهين بالملفات الشائكة التي تنتظرهما، لاسيما لجنة التحقيق في أحداث سقوط القتلى وعلى رأسها حادثة فض الاعتصام أمام القيادة بالخرطوم، في 3 يونيو / حزيران الماضي، وتتهم قوى المعارضة المجلس العسكري بالمسؤولية عنه.

هذه القضية لن تكون الوحيدة القابلة لتفجير الخلاف بين الطرفين، فهناك ملفات أخرى قد تضع الاتفاق على المحك منها إصرار المجلس العسكري على إشراك قوى سياسية عرفت بمشاركتها النظام السابق، منها أحزاب "المؤتمر الشعبي" و" الإصلاح الآن" الإسلاميين، والحزب الاتحادي الديمقراطي.

وأيضا تبقى الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقات مع النظام السابق وعلى ضوئه جاءت مشاركتها في الحكم منها، "جبهة الشرق" التي وقعت اتفاق "سلام الشرق" 2007، و"حركة التحرير والعدالة" التي وقعت اتفاق" سلام دارفور" في العاصمة القطرية الدوحة في 2011.

ولعل ذلك ما حدا بنائب رئيس المجلس العسكري، "محمد حمدان دقلو" (حميدتي)، إلى تأكيد ذلك في التصريحات الصحفية عقب الاتفاق، حيث طمأن الحركات المسلحة والقوى السياسية الأخرى بأنه لن يتم إقصاء أحد في الفترة الانتقالية.

كما أن تأجيل تشكيل المجلس التشريعي يشير بوضوح إلى الخلاف الذي نشب مؤخرا على نسبة 67%، التي منحت لقوى التغيير، ووافق عليها المجلس العسكري قبل حادثة فض الاعتصام، ولكنه تراجع عن ذلك في حديث سابق للمتحدث الرسمي باسم المجلس "شمس الدين الكباشي" عندما قال "هناك أمور كثيرة تغيرت منذ الاتفاق السابق مع قوى الحرية والتغيير".

وحسب محللين، فإن الضغوطات الإقليمية والدولية، ساهمت في الوصول إلى اتفاق قد يؤدي إلى تهدئة الشارع الذي ظل سقف توقعاته للثورة الشعبية بأن يعود الجيش لثكناته ويترك السياسية للمدنيين.

مواصلة الشارع لحراكه منذ 19 ديسمبر/كانون أول الماضي، والتعب الذي اعتراه لطول فترة الاحتجاج، ربما كان سببا رئيسا في أن يتعامل أشد المتعنتين في قوى الحرية والتغيير على ما تحقق من اتفاق بأنه أمر واقع وعليهم التفكير في قادم الأيام.

ويرى خبراء في الشأن السوداني أن أكبر مهدد للاتفاق بين العسكري وقوى التغيير يكمن في تحركات ما يعرف بفلول النظام السابق، الذين سيعملون بقوة على إفشال الاتفاق بكل السبل حتى لو بانقلاب يطيح بالعسكري وقوى التغيير.

وسبق أن أعلن المجلس العسكري إبان تعثر تفاوضه مع الحرية والتغيير الشهر الماضي على إفشال انقلابين اثنين.

وإلى حين التوصل إلى اتفاق نهائي على كل تفاصيل الفترة الانتقالية يظل الوضع في السودان قابلا لكل الاحتمالات.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

المجلس العسكري تجمع المهنيين السودانيين المعارضة السودانية

اتفاق بين المجلس العسكري والمعارضة في السودان.. هذه تفاصيله

حميدتي يشكر السعودية والإمارات ومصر على دعمهم للسودان

الحرية والتغيير في السودان تتجه لقبول المبادرة الإثيوبية

السودان.. حميدتي يلمح لتشكيل حكومة تكنوقراط خلال يومين

السودان والسيناريوهات الأربعة.. أيها أقرب؟

إخوان السودان: نؤيد اتفاق المجلس العسكري وقوى التغيير

تركيا ترحب باتفاق العسكري السوداني وقوى التغيير

البرهان يتعهد بتنفيذ بنود الاتفاق مع الحرية والتغيير

الحصانة وقوات الدعم أبرز الخلافات بين فرقاء السودان

السودان.. اتفاق قوى التغيير والجبهة الثورية على ترتيبات الفترة الانتقالية‎