وصف الرئيس الجيبوتي «إسماعيل عمر جيله» في حديث صحافي ثورات «الربيع العربي» بأنها «نكبة»، وقال إنه لولا وقوف السعودية مع الشعوب العربية لتعرضت دول عدة للدمار، خصوصا مصر ولبنان.

وكشف «جيله» في حوار له مع صحيفة «الحياة» اللندنية أنه وبعد «الربيع العربي» كتب رسالة صادقة إلى جميع قادة دول «مجلس التعاون»، أشار لهم فيها إلى أنه يوجد خطر يداهمنا في هذه المنطقة، لأن «الإخوان المسلمين» وجماعات إسلامية متطرفة يحاولون اختراقها، ونحتاج إلى مساعدتكم.  

وأشار في رسالته لقادة دول الخليج إلى أن جيبوتي شهدت افتتاح أول مكتب لـ«الإخوان المسلمين» خارج مصر عام 1930، لكنه لم يستمر لأسباب عدة، من بينها عدم قبول الناس لهم، لافتا في رسالته إلى أن الفقر يزداد، ولا بد من دعم مستعجل لمواجهة تلك الجماعات، وبالفعل أعطى خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز» الموافقة، ونشط وزير الخارجية السابق الأمير «سعود الفيصل» في طرح الموضوع، وتم الدعم من دول «مجلس التعاون» بتخصيص 200 مليون دولار لدعم جيبوتي، من السعودية والإمارات وقطر والكويت، بينما لم نتلق شيئا من سلطنة عمان والبحرين!!

واستطرد «جيله» في حديثه أن الأشقاء في دول «مجلس التعاون الخليجي»، مستوعبون لأهمية العلاقات مع دول الشرق الأفريقي المجاور للجزيرة العربية؛ وبطبيعة الحال فإن جيبوتي تعتبر القنطرة الجغرافية والثقافية التي تربط العرب بشرق القارة السمراء، وعليه، فإنه توجد حاجة إلى تعزيز وتطوير آليات التعاون في ضوء المتغيرات المتسارعة في القرن الأفريقي، التي تتطلب سرعة الاستجابة على الصعيدين السياسي والأمني.

وذكر أن العاهل السعودي الراحل الملك «خالد بن عبدالعزيز» منح جيبوتي 60 مليون دولار لتقف على أقدامها، بعدما أخذ الفرنسيون كل شيء معهم وغادروا البلاد ونالت جيبوتي استقلالها عام من فرنسا في عام 1977، وأنه «عاطفي جدا» تجاه السعودية.

وكشف أن بلاده ستستضيف قاعدة عسكرية صينية، وقال إنها ستبدأ عملها بعد أسبوعين، ودافع عن وجود قواعد فرنسية وأميركية ويابانية في بلاده مؤكدا في الوقت ذاته عدم النية للموافقة على منح الهند أو غيرها قواعد عسكرية أخرى، وبدا حاسما في إجابته قائلا «يكفى ذلك».

وأشار «جيله» إلى أن الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أعاد إلى مصر الاهتمام بأفريقيا، ما أدى إلى تطور العلاقات الجيبوتية-المصرية إلى الأفضل، مشددا أن بلاده لن توافق على أية وساطة لفتح مكتب لتمثيل «إسرائيل» في جيبوتي، واصفا تدخل «حزب الله» اللبناني في سوريا والعراق واليمن «فتنة كبيرة».

واعتبر أن «حزب الله» جنود لإيران، واصفا القنوات الفضائية المذهبية التي تمولها إيران بأنها «تبث الكراهية والحقد والضغائن»،  مضيفا: «إن علاقة جيبوتي بإيران سيئة، ونحاول أن نتجنب شرهم، إيران تسعى إلى السيطرة على مضيق باب المندب، وأداتها لذلك تنظيم أنصار الله الحوثي».