كشفت 3 مصادر غربية مطلعة، الأربعاء، أن إطلاق إيران سراح رجل الأعمال اللبناني "نزار زكا"، في 11 يونيو/حزيران الماضي، والذي كان متهما بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، كان بادرة من طهران للتقارب مع واشنطن، لم تتجاوب معه الأخيرة.

وقالت المصادر إن الإفراج الإيراني عن "زكا"، الحاصل على إقامة أمريكية دائمة، كان خطوة تستهدف التمهيد لمحادثات إيرانية أمريكية مباشرة، لكنها لم تكن خطوة كافية بالنسبة لواشنطن لبدء هكذا حوار، بحسب "رويترز".

ووصف أحد المصادر عدم التجاوب الأمريكي مع الخطوة الإيرانية بأنه "فرصة ذهبية لكنها ضاعت".

وقال مصدر ثان، مطلع على التفكير الإيراني، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إيران أطلقت سراح "زكا" كإشارة على رغبتها في تهدئة التوتر الذي يغذي المخاوف من نشوب حرب، ووصف الإفراج عنه بأنه "بادرة لحسن النوايا".

بدوره، رفض متحدث باسم الخارجية الأمريكية التعليق على ما إذا كانت واشنطن قد ضيعت فرصة للحوار مع إيران بعد الإفراج عن "زكا".

ونقلت "رويترز" عن المتحدث قوله: "إذا كانت إيران تريد خفض التوتر والحوار مع حكومة الولايات المتحدة فعليها القيام بلفتة إنسانية مثل إطلاق سراح أحد مواطنينا الأمريكيين الأبرياء الذين تحتجزهم رهائن".

وكان "زكا" قد كشف، في تصريحات عقب الإفراج عنه، أن أمريكيا وبريطانيا كانا معتقلين معه في نفس القضية لا يزالان يعانيان داخل السجون الإيرانية. (طالع المزيد).

والشهر الماضي، قالت طهران إن محكمة إيرانية وافقت على إطلاق سراح مشروط لـ"نزار زكا"، نافيا وجود صفقة مع لبنان لإطلاق سراحه.

لكن الأنباء التي ترددت داخل لبنان كانت تشير إلى أن إطلاق سراح "زكا" جاء بمبادرة وتدخل من قيادة "حزب الله"، الموالي لإيران.

وآنذاك، قال المتحدث باسم القضاء الإيراني "غلام حسين إسماعيلي" إن السلطات في طهران حصلت على ضمانات من الرئيس اللبناني و"حزب الله" بأن "زكا" لن يرتكب جريمة بعد الإفراج عنه.

وكان "زكا" يعمل خبيرا في تكنولوجيا المعلومات أثناء إقامته في الولايات المتحدة، لكنه اختفى في إيران منذ يوم 18 سبتمبر/أيلول 2015، ثم تبين لاحقا اعتقاله على يد السلطات الإيرانية.

واعتقلته الشرطة الإيرانية بينما كان في طريقه إلى المطار، بتهمة التخابر مع واشنطن، ومنذ ذلك الحين، كان يقبع "زكا" في سجن إيفين الإيراني الشهير.

ولا يزال التوتر متصاعدا بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية تصاعد العقوبات الأمريكية المترتبة على انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى في 2015، ووقع هجمات في الخليج استهدفت ناقلات نفط، قالت واشنطن إنها من تنفيذ طهران، ودفعت بمدمرات وأسلحة ثقيلة إلى المنطقة.