منذ انتهاء عصر الجيل الذهبي لمنتخب مصر، تحت قيادة المدير الفني "حسن شحاتة"، تعاقب على كرسي القيادة الفنية والتدريبية للفراعنة 4 مدربين، 3 أجانب هم الأمريكي "بوب برادلي" والأرجنتيني "هيكتور كوبر" والمكسيكي "خافيير أغيري"، ومدرب واحد وطني هو "شوقي غريب".

ومع الخروج المبكر للفراعنة من دور الـ16 لكأس أمم أفريقيا "كان 2019"، عقب الخسارة من جنوب أفريقيا، أقيل المكسيكي "أغيري" من منصبه، وبات كرسي المدير الفني شاغراً، وعاد التساؤل من جديد حول من الأنسب والأفضل للمنتخب الأول، المدرب الأجنبي أم الوطني؟.

وحقق المدربون الوطنيون مع منتخب مصر 5 ألقاب بكأس أمم أفريقيا، وهم "مراد فهمي" عام 1957 و"محمود الجوهري" عام 1998 و"حسن شحاتة" أعوام 2006 و2008 و2010، بينما حقق الأجانب لقبين، عن طريق المجري "جوزيف تيكوس" عام 1959 والإنجليزي "مايك سميث" عام 1986.

وتأهل الفراعنة (3 مرات) إلى كأس العالم، مرتين تحت قيادة أجنبية للاسكتلندي "غيمس ماكراي" عام 1934 والأرجنتين "هيكتور كوبر" عام 2018، ومرة تحت قيادة وطنية للجنرال "محمود الجوهري" عام 1990.

وبات المنتخب المصري في حاجة لتحديد هوية مدربه الجديد في أسرع وقت، من أجل الاستعداد لتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2021، التي تستضيفها الكاميرون، وتصفيات كأس العالم 2022 والمقرر إقامته بقطر.

ومع إعفاء منتخب مصر من مباريات الأدوار التمهيدية بالتصفيات لوجوده في التصنيف الأول، يعتزم الفراعنة خوض معسكر في شهر سبتمبر/أيلول، وخوض مباراة ودية، قبل بدء الأدوار النهائية، في شهر أكتوبر/تشرين الأول.

ومع استقالة أعضاء اتحاد الكرة، سيتولى المدير التنفيذي "ثروت سويلم"، مهمة تسير الأعمال، حتى موعد انتخاب مجلس جديد، وعليه اختيار المدرب القادم.

وتبدو كفة المدرب المصري الوطني هي الأرجح بسبب ضيق الوقت، وتنحصر الترشيحات بين عدة أسماء، على رأسها المستشار الفني لنادي ماورفيرك النمساوي "حسن شحاتة"، الذي حقق الثلاثية التاريخية ومنذ رحيله عن تدريب الفراعنة في 2011 تولى تدريب الزمالك والمقاولون العرب وبتروجيت والجيش بجانب العربي القطري والدفاع الجديدي المغربي.

ورئيس جهاز الكرة في نادي بيراميدز، "حسام البدري"، الذي حصد في مسيرته التدريبية 10 بطولات، مع الأهلي المصري والمريخ السوداني.

ورحب "البدري" بترشحه قائلاً: "تدريب منتخب مصر شرف لي في كل وقت، بغض النظر عن أي خلافات أو مشاكل موجودة حاليا".

وأضاف: "ترشيحي، وأن أكون ضمن الاهتمامات أمر رائع، من أحلامي دائما تدريب المنتخب"، مؤكداً عزمه التخلي عن أي منصب من أجل الفراعنة.

كما تردد اسم "حسام حسن" مدرب سموحة الحالي والذي سبق له تدريب الزمالك والاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي ومصر المقاصة والمصرية للاتصالات وبيراميدز بجانب منتخب الأردن، ولكنه لم يحقق أي بطولة حتى الآن.

وهناك من يطالب بإسناد المهمة لبعض من المدربين الشباب المميزين، أمثال "أحمد حسام ميدو" مدرب مصر المقاصة الحالي والذي سبق له تدريب الزمالك والإسماعيلي ووادي دجلة والوحدة السعودي، والمتوج بكأس مصر 2014، و"عماد النحاس" الذي يقدم أداء مميز مع المقاولون العرب.

وعلى جانب أخر، قد يتولى المدير الفني للمنتخب الأولمبي "شوقي غريب"، مهمة قيادة المنتخب الأول أيضا، ولكن بشكل مؤقت، رغم انشغاله بالاستعداد لخوض منافسات كأس أمم أفريقيا تحت 23 سنة، المقرر إقامتها في مصر، خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين.

وشن نجم مصر ونادي الإسماعيلي السابق، "سيد عبدالرازق" الشهير بـ"بازوكا"، هجوماً عنيفاً على المدرب المكسيكي "أغيري"، متهماً إياه بتحمل الجزء الأكبر من مسئولية فشل الفراعنة في أمم أفريقيا، بسبب اختياراته السيئة.

وأكد "بازوكا" لـ"الخليج الجديد" أن اختيارات "أغيري" بها الكثير من المجاملات باستدعاء لاعبين دون المستوى محليين ومحترفين، أمثال "مروان محسن" و"أحمد حسن كوكا" و"علي غزال" و"عمرو وردة" وغيرهم، وعدة مغالطات باستبعاد عدد من اللاعبين المميزين أمثال "رمضان صبحي" و"عمرو السولية" و"عبدالله جمعة".

ولم يعف نجم الدراويش، أعضاء اتحاد الكرة من التسبب في هذا الفشل بالتعاقد مع مدرب تحوم حوله الشبهات بتلقي رشوة وعمولات في تهم التلاعب النتائج وتسويق لاعبين.

كما طالب بإعادة تأسيس منتخب "الظل" من أجل إعداد اللاعبين وإكسابهم الخبرة للمشاركة الدولية مع المنتخب الأول، وإمداده بالعناصر المميزة، كما هو الحال مع المنتخب الأولمبي، وشدد على ضرورة الاستفادة من بطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين التي أسسها "الكاف" عام 2009، ولم يشارك الفراعنة في أي نسخ منها.

وأشار "بازوكا" إلى أن المدرب الوطني هو الأنسب للمنتخب المصري في الفترة الحالية، لأنه سيكون أكثر معرفة بإمكانيات اللاعبين. 

وكان اتحاد الكرة المصري، برئاسة "جمال علام"، عام 2014، قرر إعادة تشكيل وتكوين منتخب "الظل"، واختار له نجم الإسماعيلي السابق، "سيد عبدالرازق بازوكا"، مديراً فنياً.

واشترط اتحاد الكرة ألا يزيد عمر أكبر لاعب في منتخب الظل الجديد على 28 عاماً وأن يكون عدد كبير من اللاعبين متوسط أعمارهم بين 22 و26 عاماً.

وتكون منتخب "الظل" لأول مرة بعد نجاح الفراعنة في إقصاء المنتخب الجزائري، من تصفيات مونديال إيطاليا، حيث خشي "الجوهري" من انتقام محاربي الصحراء خلال مواجهة المنتخبين بكأس أمم أفريقيا 1990.

فضل الجنرال عدم خوض التجربة لما تحمله من مخاطر قد تؤثر على مسيرة المنتخب ومعنوياته قبل الحدث الأكبر وهو المونديال.

واختيار منتخب الظل ليمثل مصر تحت قيادة المدرب "هاني مصطفى"، وخسر الفراعنة جميع مباريات في دور المجموعات أمام كوت ديفوار ونيجيريا والجزائر.