حقيقة وفاة كويتي على يد الشرطة البريطانية (فيديو)

الأحد 28 يوليو 2019 04:08 ص

لا يزال المقطع، الذي تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل، قبل أربعة أيام، لمواطن من جنسية عربية يتعرض لتوقيف عنيف من قبل الشرطة البريطانية، يثير جدلا مستمرا، خاصة بعد الحديث عن وفاته بأزمة قلبية، بسبب طريقة تعامل الشرطة معه.

الواقعة، كما رواها عدد من الناشطين متداولي المقطع، هي أن الشاب، وهو كويتي الجنسية، ركن سيارته في مكان خاطئ، فأقدمت الشرطة على اعتقاله بشكل شديد العنف والقسوة، ولأسباب عنصرية، وفق قولهم، وبسبب هذا الاعتقال، توفي الشاب بأزمة قلبية.

وأظهر المقطع أفراد من الشرطة البريطانية يحاولون بإصرار اعتقال الشاب وتقييده بالأصفاد، بينما يقاومهم بشدة، وسط صراخ زوجته، التي توسلت إليهم بأنه قد يموت نتيجة لذلك العنف، وامتعاض المارة الذين شاهدوا ما حدث.

وبعد أن أثار المقطع جدلا واسعا، بدأ كثيرون التحقق من الواقعة، والتي ثبت عدم صحتها.

وأكد ناشطون وعرب يعيشون في بريطانيا أن الواقعة حدثت في مقاطعة كنت، جنوب شرقي بريطانيا، وأن الشاب الذي تم توقيفه هو مغربي الجنسية وليس كويتيا، ويدعى "يونس بن طاهر"، ويبلغ من العمر 38 عاما، وأنه بخير، ولم يمت.

وأضافوا أن الشرطة أوقفت الشاب بالفعل بسبب ركنه سيارته بشكل خاطئ، وأنهم تعاملوا معه بعنف شديد لا يتناسب مع المخالفة التي ارتكبها، لكن دوائر مقربة من الشرطة البريطانية قالت إنها تحقق في الأمر، وأن سلوك الشرطة مع الشاب المغربي لم يكن طبيعيا، لكنهم عزوا الأمر إلى غضب الشرطيين من المقاومة العنيفة التي أبداها الشاب "بن طاهر"، ورفضه أن يتم تكبيله بالأغلال، خلال عملية اعتقاله.

وأكد الناشطون أن الشاب المغربي لم يمت، وهو بخير حاليا، بعد إصابته إصابات طفيفة في رأسه ويديه.

وعن الشاب، قالوا إنه يعمل فرد أمن خاص في إحدى الأماكن، وهي وظيفة ليست سهلة في بريطانيا، عكس ما هو متعارف عليه في الدول العربية، حيث يمر شاغل تلك الوظيفة باختبارات نفسية وبدنية، مفسرين مقاومته الشديدة للشرطة بأنه لم يتوقع منهم معاملته بهذا الشكل القاسي، علاوة على احتمالية إصابته بفوبيا الأماكن الضيقة، والتي اجتاحته بمجرد تقييد الشرطة له وحصره في مكان ضيق.

وأشار الناشطون إلى أن تظاهرات خرجت في المقاطعة، الجمعة الماضي، بعد انتشار المقطع، شارك فيها بريطانيون، وردت الشرطة بأن ما حدث هو تصرف فردي لا يعبر عن منهجها في التعامل مع تلك الأمور.

ولم يعرف بعد هل يوجد سبب عنصري وراء معاملة الشرطة للشاب المغربي بهذه القسوة، لكن إدارة الشرطة في مقاطعة كنت قالت إنها تحقق في ذلك الاحتمال بالفعل.

يذكر أن صحيفة "الإندبندنت" البريطانية كشفت، قبل أيام، إحصائيات حديثة تؤكد تنامي "العداء للإسلام" (الإسلاموفوبيا) بين مختلف طبقات المجتمع البريطاني، خاصة البيض ذوي المستوى التعليمي المنخفض. (طالع المزيد).

وشهدت السنوات الثلاث الماضية، ارتفاعا حادا في تلك الظاهرة، وجرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة، حيث تم تسجيل عدد قياسي من الهجمات على المسلمين.

وفي 2018، تم تسجيل أكثر من 1200 هجوم مدفوع بكراهية الإسلام، بزيادة 26% عن 2017، حسب أرقام رسمية.

وارتفعت حوادث الإسلاموفوبيا بشكل كبير بسبب عدد من العوامل، مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتشار جماعات اليمين المتطرف، التي تتلاعب بمفاهيم خاطئة عن الهجرة والدين الإسلامي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الشرطة البريطانية اعتداءات عنصرية ممارسة عنصرية إسلاموفوبيا