كشف استطلاع أجراه موقع "مكالمة محلية" قبل الانتخابات الإسرائيلية في أوساط مواطنين عرب ويهود، أن نصف المواطنين العرب تقريباً، 47%، ربما يبحثون التصويت لحزب يهودي إذا مثل مواقفهم.

وتلقي نتائج الاستطلاع، برأي الكاتب الفلسطيني "سلمان مصالحة" (من عرب 48)، الضوء على عمليات مهمة يمر بها المجتمع العربي.

بحسب تلك النتائج فإن  46% يعتبرون أنفسهم عرباً إسرائيليين، 22% عرباً، 19% فلسطينيين إسرائيليين، وفقط 14% فلسطينيين فقط.

أي أن 65% من المستطلعين يضيفون مفهوماً إسرائيلياً للتعريف عن أنفسهم، ما يكشف عن عملية عميقة من الأسرلة تجري في أوساط الجمهور العربي.

تظهر النتائج أيضا فجوة كبيرة بين مواقف الجمهور العربي والمواقف المطروحة من قبل أعضاء الكنيست العرب.

فعلى سبيل المثال، وخلافاً لمواقف رؤساء الأحزاب العربية، يتبين أن الأغلبية الساحقة من الجمهور العربي، 87%، معنية بأن تكون مشاركة في النظام السياسي وفي السلطة التنفيذية، وتؤيد جداً انضمام الممثلين العرب للحكومة.

تعني تلك النتائج، وخلافاً للرأي السائد، أن الجمهور العربي يطمح للمشاركة في تحديد الأجندة السياسية والاجتماعية في الدولة، والعائق الذي يقف أمامه هو غياب قيادات وأحزاب تلبي طموحاته والاستعداد لخلع القفازات.

في المقابل، يعلن رؤساء الأحزاب العربية مسبقاً أنهم لن يكونوا جزءاً من أي ائتلاف مستقبلي، ما يعني غياب احتمال أن يؤثر صوتهم على سلوك الحكم المركزي، لذلك فإن الناخب العربي لا يجد أي سبب لمشاركته في الانتخابات.

لكنه تجدر الإشارة إلى حقيقة أن الأحزاب الصهيونية أيضاً في المعارضة تستبعد مسبقاً مشاركة الأحزاب العربية في ائتلاف مستقبلي، هكذا يجد الناخب العربي نفسه قد خانوه مرتين من قبل الجهاز السياسي، سواء من قبل ممثليه العرب أو من قبل أحزاب المعارضة، بحسب مقال الكاتب الفلسطيني في موقع "القدس العربي".

وبينما تنخقض نسبة التصويت في أوساط العرب في الانتخابات التشريعية، فإن هناك فرقا كبيرا بين سلوكه ذلك وسلوكه في الانتخابات المحلية.

في الانتخابات المحلية الأخيرة كانت نسبة التصويت العامة 60%، لكن الـ44 بلدة التي فيها نسبة التصويت عالية كانت بلدات عربية، نسبة التصويت فيها تجاوزت 80%، وحتى كانت هناك بلدات صوت فيها أكثر من 90% من الجمهور.

يرجع السبب إلى درجة التأثير المعروفة لصوت الناخب العربي، في السلطات المحلية يوجد للصوت القبلي والطائفي تأثير كبير، وأحياناً تأثير حاسم في كل المجالات المرتبطة بإشغال الوظائف والفوز بالمناقصات وكل أنواع المميزات الأخرى التي يمكن أن يوفرها الحكم المحلي.

أما في انتخابات الكنيست والسلطة المركزية، فلا يوجد أي تأثير لصوت الناخب العربي.